محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 22:36
المحور:
الادب والفن
تحية إلى المُلهِمَيْنِ العظيمين:
الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأمير الكلمة أحمد شوقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُضْنَاكِ تَعَكَّرَ مَشْرَبُهُ
فِي كُلِّ العُيُونِ،
أصَفَاءُ عَيْنَيْكِ لَيْلَةً يُسْعِدُهُ؟
مُضْنَاكِ أصْبَاحُهُ عَلَى الرُّبَى
تُوعِدُهُ
بِوِسَادٍ مِنَ الجَمْرِ يُسَهِّدهُ،
كَمْ مَسْلَكٍ تَاهَ بِهِ
لَمَّا تَبَدَّدَ عَلى ضَفَّتَيْكِ مَرْقَدُهُ
حِينَ غَفَا.
لَيْلاً،
أوْغَلَ فِي مَوْجِ النَّهْرِ
أنْفاسُهُ مُقَطَّعَةٌ
تَحْتَ أنَامِلَ رَحِيمَةٍ،
وَلَيْلاً
طَفَا.
مَذْهُولاً يُذْعِنُ للدَّغْدَغَاتِ
مُنَمْنَمَةً لاَ يَكِلُّ وقِيدُهَا؛
وَلِهاً بالأقْدَاحِ
وَلِهاً بِرَاحِهَا مُعَتَّقَةً
تُطْعِمُ العاشِقَ النَّهْمَانَ المُعَنَّى
تُطْعِمُ العَاكِفَ على جُوعِهِ
تَلَفَا.
بِعِطْرِ الخُزامَى رِحَابُكِ مُفْغَمَةٌ
والتُّوتُ الأحْمَرُ فَوْقَ المُرُوجِ يَنْحَدِرُ،
رِحَابٌ تُظَلِّلُها عَرَائِشُ الأعْنَابِ
بِالقَرَنْفُلِ فِي أبْهَى أرِيجِهِ كَاسِيَّةٌ،
والجَدْوَلاَنِ مِنْ ثَدْيِهَا
رَشَفَا.
عَلَي أيِّ لَحْنٍ نَدِيٍّ شَجِيٍّ
تَرْعَى شَفَتَاكِ
مَلْفُوفَتَيْنِ فِي طَوِيَّةٍ حَمْرَاءْ؟
على أيِّ غُصْنٍ يَرْقُصُ العُصْفورُ؟
بِأحْرَاشٍ شَهِيَّةِ الجَمالِ
حَوْلَ أيِّ فَرْعٍ
عَطَفَا.
على أيِّ حَمَاقَةٍ لَمْ يَرْتَكِبْهَا يَبْكِي؟
لَمْ يَرْتَكِبْهَا بِصَبابَةٍ؟
على أيِّ نَهْدٍ نَافِرٍ
لَمْ يَرْتَشِفْ مِنْهُ حَسْوَةً
يَبْكِي؟
أهْوَ يَبْكِي أسَفَا.؟
مُضْنَاكِ تَعَكَّرَ مَشْرَبُهُ
فِي كُلِّ العُيُونِ،
أصَفَاءُ عَيْنَيْكِ لَيْلَةً يُسْعِدُهُ؟
محمد الشوفاني
مراكش في 27 ـ 05 2016
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟