أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية














المزيد.....

شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أواخر عهد بريجينف شاع مصطلح قد يكون دخل الإتحاد السفياتي عبر الشيوعيين المنشقين و هو مصطلح النومكلاتورا و يعني الفساد المرتبط بتقاطع الفاعليين الإقتصاديين و رجال السياسة في الدولة السفياتية . إن علاقة المال و الفعل السياسي و الدولة علاقة خطيرة و شديدة التعقيد و هي المحددة في الفعل السياسي و صناعة الهيمنة في أكثر الدول تقدما و ديمقراطية في العالم . إذا ان مصالح الفاعليين الإقتصاديين هي المحدد في تشكيل خارطة الفاعليين السياسيين في صعودهم و إسقاطهم في أن واحد .
بعد عملية التجميل التي حصلت في تونس عبر انقلاب بن علي في 7 نوفمبر 1987 بانقلاب أبيض اتجه النظام الجديد إلى تركيز سطوته داخل الدولة عبر تحويل حزب الدستور الذي تحول إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي إلى حالة مليشيا رأسمالية جمعت كل عصابات المال و المتنفذين من النظام الحاكم و خلقت حالة تلاحم عضوي بين جهاز الحكم السياسي و جهاز التجمع كأدة تجميع مفيوزي لرجال المال . على هذه القاعدة وقف نظام الرئيس المخلوع مدة 23 عام على سدة الحكم و ساد البلاد عبر نظام تزاوج فيه الإستبداد السلطوي مع الفساد الإقتصادي.
سقط بن علي بعد 23 عام من الإستبداد و الفساد و قمع الحريات تحت موجة احتجاج جماهيري عفوي و اختل النظام المسيطر و قبل بالتراجع خطوة نحو الوراء و قبل بدون عنف دموي و قبل بإصلاحات تمنح جوا من الحريات و الديمقراطية مع ضمان ديمومة بنية النظام و التمشي الإقتصادي و الإجتماعي نفسه الذي يضمن ىةمصالح المهيمنين الإقتصاديين . مأزق حركة الإجتماعي كانت تفتقر للوعي بمهمات الإنفاضة و ضرورة مواصلة الفعل الإتفاضي حتى تصفية النظام منة قاعدته الهيمنية التي يقوم عليها مع وجود نخبة طليعية هزيلة عاجزة على احتواء الحراك الإنتفاضي و دفعه نحو الأمام . بالتالي قبلت بهيئة بن عشور للإنتقال الديمقراطي على قاعدة تصريح أحد السياسيين اليساريين "أنها الأحسن ضمن الممكن".
منضومة الفساد المسيطرة و التي سميت "الدولة العميقة" وجدت المتنفس ضمن المناخ الديمقراطي الجديد و احتراب الساسة و مرحلة انتقالية صعبة و طويلة لتقبر تقرير هيئة تقصي الحقائق التي قدمت أكثر 400 رجل أعمال فاسد و لتتوزع من جديد و ترسكل نفسها ضمن المشهد السياسي بطريقة أكثر تعقيدا فيما سبق و لتوجد لنفسها تكوينات حزبية تراهن عليها في مقابل المحافظة على امتيازاتها الإجتماعية و الإقتصادية السابقة و لا داخل حزب التجمع و لكن ضمن أحزاب جديدة تقوم بنفس وظيفة و مهام حزب التجمع المنحل .
كانت أول خطوة لنظام حكم تحالف حركة النهضة و نداء تونس هو طرح قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال الذي اعتبر خيانة للشعارات المركزية للثورة التونسية و هي ممحاسبة كل الفاسدين و المتنفذين الذي اثروا وى ةواستفادوا من نظام مافيا الرئيس المخلوع عبر أليات غير عقابية سميت مصالحة تمكن رجال الأعمال الفاسدين من النجاة منىةو المسائلة و المحاسبة .هذا القانون وجه بمعارضة كبيرة من القوى الإجتماعية ومنظمات المجتمع المدني التونسية ما حذى بالحكومة للتراجع عنه مؤقتا من أجل تعلة ةالتعديل لتطرحه من جديد بعد عام بنفس الصيغة و نفس المضامين .
أما واقع سياسي متشظي و اختلال موازين القوى لصالح تحالفات الفساد المالي و السياسي و ضعف قوى الممانعة الإجتماعية وجدت تجمعات شبابية ينتمي أغلبها للنسيج الشبابي المسيس و نشطاء المجتمع المدني نفسها في مواجهة مختلة جدا ضد قانون المصالحة الإقتصادية . تم اطلاق حملة مانيش مسامح التي أخذت صداها داخل العالم الإفتراضي لتشق طريقها نحو الفضاءات العامة و الشوارع ."مانيش مسامح" و هو اسم الحملة يخوض تحركات منذ مدة ضد قانون المصالحة عبر عمل دعائي افتراضي و محاولة التحريض الجماهيري في الشارع من أجل إسقاط القانون . هذه المواجهة تبدو خارج سياق اهتمامات الفاعليين السياسيين المشغوليين في غوغاء نقاشات تكوين حكومة وحدة وطنية بديلة لحكومة الحبيب الصيد الذي راد له تحمل عبئ الفشل و دفعه للاستقالة مهينة لا عبر مسالك دستورية عادية تسحب منه الثقة . و قد يكون اختيار وقت طرح مشروع القانون من جديد متماشيا مع سياق هذا الشحن السياسي الكبير و انشغال السياسيين و النخبة بتموقعات السلطة الجديدة.

ستبقى حركة "مانيش مسامح" المناهضة لقانون المصالحة الإقتصادية حركة طفولية من الناحية السياسية و عديمة الـاثير رغم أنها مفعمة بالصدق و النضالية و الوطنية , لأنها تفتقد لدعم سياسي حقيقي من القوى السياسية الفاعلة و عاجزة على أن تتحول إلى حركة جماهيرية تقحم قوى الشعب في الفعل المناهض لصفة تبييض الفاسدين . و لكنك قد تون هذه الحركة ألية تنظم جديدة أفقية قد تنجح مبدئيا في تجميع شباب الإنتفاضة فاقد الثقة في النخبة السياسية و الذي يشعر بالخداع و الطحن ضمن لعبة سياسية لا تعترف بأهداف الثورة إلا بما يفيد في سياسات الدعاية الشعاراتية للأحزاب المعزولة عن واقعها الإجتماعي ..في الأخير يمكن القول بكثير من التفائل , أنه في حين تحدث نقاشات فوقية خارج الخطاب الإجتماعي الحقيقي تحاول شبيبة مازالت مؤمنة بأهداف الثورة تشق طريقها رغم ضعفها و عدم وجود سند لها لتوجد تنظمات جماهيرية مقاومة إن لم تسقط القانون فإنها ستكون مراكمة في جبهة المقاومين .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سؤال ماذا بعد؟
- عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر
- حكومة السيدة كرستين لاجارد
- مبادرة حكومة الوحدة الوطنية و كرنفال توزيع الفشل الحكومي
- ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية
- نحو إعادة النظر في الموقف من الطائفة اليهودية في تونس
- القلم على منصة المشنقة : تضامنا مع الكتاب الموريتاني محمد ال ...
- تعويذات الصحراء : التسامي الموسيقي الزنجي
- خلّوا سبيل ناقة -الباجي قايد السبسي- فإنها مأمورة
- قانون منع النقاب في تونس: القانون والخلفيات السياسية
- النزوع العرباني و عشق النكوص نحو المستنقعات
- الوهابية تأكل نفسها من جديد: التحالف الدولي في مواجهة داعش ا ...
- موسيقى الشارع في تونس : نحو تنظّمات ثقافية مقاومة
- من إبن المفروزة محسن عامر إلى كبير فارزي جمهورية الواي أوف ل ...
- التراجيديا الندائية : محسن مرزوق زعيما لخوارج نداء تونس
- في صناعة المظلومية الامازيغية : من الظالم و من المظلوم
- أطياف أسامة من بن لادن : حول الانبعاث الجديد -للاممية الإسلا ...
- محمد محسن عامر: اليعقوبية الفرنسية في مواجهة سؤال تهرم حداثت ...
- ليسوا عليا و ليسوا معاوية : آليات الإنهاك في صراع النهضة و ن ...
- داعش ما بعد الإستشراقية


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية