أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبار الكعبي - تفكير السلطان يهدم سلطنته !














المزيد.....

تفكير السلطان يهدم سلطنته !


عمار جبار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دعي احد الدكاترة لالقاء محاضرة في مركز للمدمنين ، فاحضر معه حوضين زجاجيين ، الاول فيه ماء والثاني فيه خمر ، ووضع دودة في الماء فسبحت وخرجت ، ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت ، حينها نظر الى المدمنين سائلاً : هل وصلت الرسالة ؟ ، فكان الجواب : نعم ان الذي في بطنه دود يشرب الخمر لكي يشفى !! ، هذا الدكتور نظر الى التجربة من خلال تفكيره الخاص به ، ولم يحاول الخروج الى تفكير المدمنين
السلطان اردوغان بعد فشل الانقلاب التركي قبل ايام ، تعامل مع الأمور بنفس طريقة تفكير هذا الدكتور ، اذ اقتصر تفكيره على كيفية تحقيق انتقامه من المنقلبين ، وأغفل ان الانقلابات العسكرية هي ثقافة مترسخة في الفكر العسكري التركي ، وعددها الكبير الذي وصل الى (٥) انقلابات منذ انقلاب ١٩٦٠ ، اذ لم يحتوي الامر ليحافظ على مؤسسته العسكرية التي لطالما كانت هي المؤسسة الاقوى في تركيا
الاذلال الذي تعرض له الجيش التركي في المحاولة الانقلابية الاخيرة ، لم يكن يتوقعه احد ، اذ من غير المعقول ان يقوم حاكم وأن كان دكتاتوراً بكسر قوة جيشه كما فعل اردوغان ، بعد ان دعى جمهوره ( الاخواني ) الى الهجوم على قطاعات الجيش ، وما قام به هؤلاء بفعل عقليتهم وتفكيرهم العدواني المترسّخ بفعل ما يحملونه من آراء ومعتقدات تمتاز بالعنف ، وهو ما ظهر على تصرفاتهم ومعاملتهم مع افراد الجيش حتى ان تصرفاتهم وصلت الى ذبح الجنود !

المؤسسة العسكرية تبنى على أساس التراتبية ، والانضباط الشديد ، ووجود القيادات التي كان لها الأثر الكبير في هذه التراتبية والانضباط ووهج المؤسسة العسكرية ، والنظام التركي استمد قوته ولا يزال من مؤسسته العسكرية ، التي كانت هي الفاصل في كل الأزمات والانقسامات والانقلابات ، وهذا ما تغافل عنه اردوغان ، اذ بين ليلة وضحاها قام بسجن ما يقارب ( ٨ ) آلاف عسكري ، وبينهم نسبة كبيرة من القادة ، ويعتقد انه قام بأعدام نسبة كبيرة منهم ،مما سيترك فجوة كبيرة وعميقة في المؤسسة العسكرية ، لن تستطيع التخلص منها لسنين ، اذ المؤسسة العسكرية لا يمكن اعادة بنائها بين ليلة وضحاها ، وان أعيد ببنائها فهيبتها التي كُسرت هي الخسارة الاكبر

التأثيرات الاجتماعية للانقلاب ، او بالأحرى ما تلا الانقلاب من سياسات وتصرفات بحق العديد من القيادات التي تملك ثقلاً وتأثيراً اجتماعياً كبيراً ، كالقضاة الذي قام بعزلهم ، والذين تجاوز عددهم ( ٣ ) آلاف قاضي ، وما لهم من تأثير على مراكز القوى الاجتماعي ، وما يترتب على ذلك من انقسامات مجتمعية بين مؤيد ومعارض ومحايد وما يتلوا ذلك من تفتت وانقسام داخلي ، زمكانية الحدث تركت اثرها في نفوس العامة نتيجة الظروف والقوة المفرطة التي استخدمها اردوغان ، هذه الظروف لن تدوم طويلاً ، وستنخفض نسبة تأثيرها في نفوس الجماهير ، وهو ما سيمهد لنتائج كبيرة وتحركات قد تتسبب لأردوغان بمشاكل كبيرة ، وعلى رأسها القضاة والقادة العسكريين الذي لم يحفظ لهم هيبتهم وكرامتهم ، وما ستكون ردود افعالهم بعدما ذهبت هيبة المؤسسة العسكرية ، ولم تعد رادعاً يخشى منه من يريد التغيير .



#عمار_جبار_الكعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعاج تستنجد بذئب لينقذها
- فاجعة الكرادة تنذر بالكثير
- داعش المسكوت عنه
- لا تتكلموا لأن إيران تنصت إلينا
- إسقاط المواطنة بداية أخرى
- عملاء ام أغبياء فكلهم أدوات
- العراق والوطنية المزيفة
- اعلامنا محنتنا
- تسويق الدماء
- في متناقضات المصلحين
- البرلمان شو
- رب ضارة نافعة
- تناقضاتنا وتحزبنا تقتل إصلاحنا
- مسرحية الاعتصام
- التحليل والتلقين في سياسة العراق
- جذور الخلل
- الناجح والفاشل يقيمهم ناجح
- مذكرات شاب لم يلتقي بك سيدي
- العامل الصامت
- وهم الاصلاح


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبار الكعبي - تفكير السلطان يهدم سلطنته !