عمار جبار الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 08:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في متناقضات المصلحين
عمار جبار الكعبي
اهجموا عليهم فقد سرقوا اموالكم ! ، من انت ؟ انا نائب في البرلمان ، وعن اي كتلة ؟ ، عن كتلة الأحرار ! ، ولماذا لا نهجم عليك وانت من البرلمان ؟ ، الشلع قلع احنة سويناها ، وميصير تتوجه النا ، لان احنة ولد السيد ! ، ونگص أيده اليوصل حدنا !
هذا كان المشهد السابق من مسرحية الاصلاح ، الذي كان عنيفاً بعض الشيء ، وتخللته الأناشيد الحماسية ، حيث أعادنا ما يقرب الثلاث عقود ، عندما سمعنا " ايران برة برة " ، تيقنت ان المظاهرة بعثية ! ، ولا تمت للإصلاح بصلة ، لا من بعيد ، وقطعاً ليس من قريب
البعث ليست صفة لشخص ، وانما صفة لمنهج ، لطريقة تفكير ، لرؤية ، للضبابية في التعامل ، خلط الأوراق ، والتجاوز على حقوق الآخرين ، فالبعض مستعد لحرق الوطن من اجل مصالحه الشخصية ، او لأخذ ثأر ، او تحقيق طموح ، والغطاء إنما هو الاصلاح
من يريد الاصلاح عليه ان يفتح الملفات ، ان يسأل عن سقوط الموصل ، وعن الموازنات الانفجارية ، وعن ورودنا التي قطفت في سبايكر ولم يزل عطرها يغطي اجسادنا وذكرياتنا ، الاصلاح ان أُثير التساؤلات ، وافضح المتسترين ، وأتحدث بحكمة ، وبصوت هادئ ، ليعرف الناس ما خفي عنهم ، الاصلاح لا يأتي بالصراخ ، ولا برمي قاني المياه ، ولا التطبيل وتكسير الممتلكات العامة
لم يعد هنالك تمييز بين من لديه مشروع اصلاحي فعلي ، ومن لديه مشروع تخريبي يغلّفه بما سبق ، من السهل ان تستغل السذج ، وتخدع الرأي العام بأنك مصلح ، لكن لكل مسرحية خاتمة ، تكشف الأدوار ، وتزال فيها الاقنعة ، والمصلح لا يهدم وانما يبني ، ولا يخرق القانون بل يطبقه ، ويلتزم بكل ما يرفع من شعارات ، لانها معياره ، وبوصلته ، وخارطة طريقه ، عكس مصلحنا فهو يعترف بأن الجميع سراق ( كلهم حرامية ) ، فمالذي يميزك كسارق عن غيرك من السراق كما تدعي ؟! ، وما الذي يجبرني ان اتبع شخصاً يعترف بسرقته وخروجه عن القانون ؟
شرعية النظام السياسي وشرعية الدولة تأتي من مجلس النواب ، فهو دليل التعايش السلمي ، ومؤشر على حياة الديمقراطية ، وخيار الناخبين ، ومن يتجاوز عليه ، فهو قد تجاوز على كل ما سبق ، وليس في ذلك فخر ، الا ان نكون قد عدنا الى عصر الجاهلية من حيث لا نعلم ! .
#عمار_جبار_الكعبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟