أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي















المزيد.....

العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي

اسعد عبد الله عبد علي

كانت الفرصة كبيرة للإنسانية في أن تعيش واقع مختلف, لو التزم رجال العهد الإسلامي الأول بعهد في غدير خم, والذي يتفق كل المسلمون عليه, لكن الأحداث تسارعت بشكل مجنون مع رحيل الرسول الخاتم (ص), لتنتج نظام حكم هجين, بسلوك الأولين وبلباس إسلامي, كان الخطوة الأولى للابتعاد عن هدف الرسول الأعظم في أنشاء الدولة العادلة في الأرض, فارتفع صوت القبيلة والأسياد, وأصبح السيف هو الحاكم, وعاد اليهود ليتغلغلوا في مفاصل الدولة, ليسرعوا في تشويه ما يصلوه أليه, ليكون النتاج ماثل أمامنا في عصرنا الحالي, بفرق الوهابية والقاعد والدواعش .
بعد معركة النهروان كانت الأوضاع السياسية في الكوفة تثير الشكوك, في أكثر من جانب خصوصا, أن لعبة التحكيم في معركة صفين, التي أتقنها ابن سفيان وابن العاص, وانطلت على خط الخوارج, وبعض شيوخ القبائل العراقية, قد أحدثت شرخ كبير بين جمع كبير من العراقيين, وهدف توحيد الأمة والذي سعى إليه الأمام علي, عند توليه الخلافة, أصبح عسير مع التشضي الكبير للأمة, وكانت محاولاته مستمرة إلى أخر أيام حياته, فسعى لتجهيز الجيش من جديد, للقضاء على أساس الفتنة في جسد الأمة معاوية وزمرته, لكن كان غدر ابن ملجم الحدث الذي أسهم في تحول معاوية إلى غول ينهش في كيان الأمة, ويعود بها إلى خط الجاهلية.
نحاول هنا البحث عن العوامل الأساسية التي تسببت في مقتل الإمام علي (ع) ونحدد هنا أربع عوامل مهمة:

العامل الأول: تقوية القبائل على حساب الدولة
بعد حصول فتنة السقيفة بمجرد وفاة الرسول الكريم (ص), حيث صعود خط السقيفة للحكم, واختلاف المسلمين حول أحقية خط السقيفة, عندها حصلت حروب الردة لتشغل المسلمين عن ما حصل, وتجعلهم جميعا في مواجهة خطر كبير, كما روجت له السلطة الجديدة, والتي وجدت في الحرب فرصة للتشبث بالحكم.
في هذه المرحلة كان عملية استمالة القبائل, أمر ضروري لتقوية السلطة, مما أعطى نفوذ كبير لشيوخ وسادة القبائل, وبعد وصول الخليفة الثاني للحكم, باشر عملية أوسع للحروب, وهي حروب التوسع, والتي من خلالها تحققت مكاسب مادية كبيرة جعل القبائل تكون اقوي نفوذا, لما تأتي به الحروب من مردود مادي (الغنائم), لكن في زمن الخليفة الثالث أصاب الحركة العسكرية الركود, مما جعل القبائل مستاءة من الخليفة الثالث, بالإضافة للسخط على سياساته وطغيان ولاته على الأمصار, والتي جعلت مواقع القبائل تهتز, ليتكرس واقع جديد في أن تصبح القبائل شريك في السياسة وترنو للمشاركة في الحكم, ومتأهبة للدفاع عن حقوقها بالقوة, فكانت الثورة على الثالث بدفع من القوى القبلية.
لذا, عندما جاءت الخلافة للأمام علي, كانت الدولة شبه منهارة, ما بين قبائل تجد لها مكان في الحكم, وولاة طغاة شددوا قبضتهم على الأمصار مثل معاوية, وسيطرته على الشام, فكانت عملية توحيد الدولة صعب, خصوصا أن القبائل وجدت في الحروب الداخلية متنفس لها, للصعود والتكسب والبروز, فكان احد أهم أسباب مقتل الإمام علي هو تدخل ونفوذ القبائل العربية.

العامل الثاني: معاوية بن أبي سفيان والباطل
منذ عهد الخليفة الثاني تم تعيين معاوية واليا على الشام, ومع كل عمليات التغيير التي حصلت في زمن الخليفة عمر أو الخليفة عثمان للولاة, فان معاوية كان يملك حصانة غريبة, جعلته لا يغادر موقعه, حتى انه كان بعيد عن أي مسائلة, مع أن المسلمين كان لهم ملاحظات كثيرة على سياسته في الشام.
لكن سكت الخليفة عمر والخليفة عثمان عن تلك الشكاوي والاتهامات, لأنهم يجدون في معاوية حليف مهم في اللعبة السياسية, والتي تحتاج لمكر ودهاء, ويجدون فيه سيف مهم ضد خط المعارضة لجماعة السقيفة, بالإضافة لتأثرهم بآراء المستشارين اليهود, ممن دخلوا في الدين الإسلامي بعد وفاة الرسول, والذين تحولوا لوزراء ومستشارين, فكان رأي اليهود المتأسلمين أن يبقى معاوية في منصبه لقراءتهم الخطرة للمستقبل.
لذا عندما حاول الأمام علي توحيد الأمة, وإعادة الروح للدولة, تحرك معاوية بالضد من الإمام علي, فكان له دور أساسي في إشعال حرب الجمل, والدور الكبير في حرب صفين, ودفعه الكبير لحرب النهروان, ثم عمد لإثارة الهلع عبر فرق موت تهجم على أطراف العراق والحجاز, فتقتل من تجد, وتحرق وتسلب, مماثلة لهجمات داعش في عصرنا, كي تجعل الجماهير ناقمة على الإمام علي, وكي تضعف الدولة, وبالتالي كانت جماعة الخوارج نتاج المكر الأموي, فهي الاداة الأموية التي خططت لاغتيال الأمام علي.

العامل الثالث: دور اليهود الخفي
منذ عهد الخليفة الأول والثاني, حدث الاختراق اليهودي لجسد الدولة الفتية, حيث دخل بعض اخطر الشخصيات اليهودية للإسلام, ليصبحوا مقربين من نخبة الحكم الجديدة, فيصبح لهم شان ورأي في مختلف القضايا, من حديث ورواية وفقه وتاريخ ومواضيع السياسة والاجتماع, ومنهم محمد بن مسلمة حيث جعله الخليفة عمر صاحب العمال في عهده! فصار محمد بن مسلمة مستشار عمر في أمور الولاة على البلاد, يراقبهم ويتحرى أخبارهم, (أسد الغابة لابن الأثير ج5 ص 114).
وفعل الخليفة عمر مثل ذلك مع زيد بن ثابت, فجعله من المقربين له, وولاه أشرف المناصب وهو قضاء الدولة كلها, وكان يستخلفه على المسلمين حين يخرج في مهمة, بالإضافة لتفضيل كعب الأحبار والقسيس تميم الداري على باقي المسلمين, يوحي مدى خطا الخط السقيفة, بسماحهم لأخطر رجال اليهود بمسك مواقع حساسة بالدولة الفتية, واليهود سعوا لحرب الأمام علي, باعتبار أن لهم ثارات في خيبر من الأمام علي, ولعلمهم انه وصي الرسول الخاتم (ص), فكرسوا جهودهم في حرب الأمة وتشويه الرسالة وحرب الأمام علي, ونجحوا لان السلطة فتحت الباب على مصراعيه.

العامل الرابع: الأخطاء السياسية لخط السقيفة
بعد رحيل الرسول الأعظم (ص), قفز البعض لسدة الحكم, في ظرف غير طبيعي, هذا الخط حكم الدولة على مدار 25 عام, من عام 10 للهجرة إلى عام 35 هجرية, حيث كان الاعوجاج سائر في جسد الدولة, منذ الأيام الأولى للفتنة, إلى أن نضج في عهد الخليفة الثالث, فكانت أحداث الثورة عليه, فكانت القرارات والسياسات لا تنتج الدولة العادلة, ولا ترفع وعي الأمة, كما كان ينشد الرسول الأعظم (ص).
لقد حاول الحكام الجدد بعث الروح بحكم, كحكم الدول الطاغية بالقوة والمال والنفوذ, فكان السيف هو الأداة الأبرز التي استعملها الحكام الجدد, تحت عنوان الجهاد, والحقيقة هو للتوسع وتحصيل المغانم, حيث يفرض على الولايات المجاورة للدولة الإسلامية, أما الحرب أو دفع الجزية, واستمر هذا إلى عام 35 هجرية, وعندها نشأت برجوازية وحكام وولاة طغاة, وأصحاب رأس مال مخيف, حيث يمكنهم تجهيز جيوش للحرب, هذه الطبقة بالتأكيد ستدافع عن مكاسبها ,فكان حرب الجمل خير مثال.
بالمقابل تواجد فئة كبيرة من الفقراء, ممن بالكاد تجد قوت يومها, وهذا بسبب سياسات الحكم غير العادلة, مع صعود أسهم أعداء الرسول الأعظم, بفعل تقريبهم من قبل خط السقيفة, من أمثال معاوية والوليد وبن العاص, فكانت نتائج السياسات خط السقيفة, كارثية على الأمة, والتي أصبحت منهج يتوارث, وهي السبب الرئيس في اغتيال الأمام علي.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين دموع ميسي وعواهر السياسة العراقية
- الفرق بين راضي شنيشل وألعبادي
- انتشار المقاهي المشبوهة في أطراف بغداد
- لماذا تهدد أمريكا بضرب الجيش السوري؟
- أعوذ بالله من المحللين السياسيين المهلوسين
- معركة بدر وانقلاب القوى
- قصة قصيرة/ أزمة ثقة
- توسع الاتجار بالبشر في العراق
- أهالي حي النصر: ارحمونا, فقط نريد ماء للشرب
- قصة قصيرة...... الشهوة والنجاح
- اثيل النجيفي يغازل تنظيم داعش
- الأهداف الخمسة للمنافقين المحليين, من حرب الفلوجة
- نحن نشعر بالسعادة
- بعد سنوات من الإرهاب والجريمة, هل يستفيق رجال الفلوجة؟
- -القدس العربي- ومساعي خبيثة لدعم داعش
- فلسفة سائق أجرة
- هل ستكون الفلوجة مدينة للسلام ؟
- قصة قصيرة... ( الباص )
- الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع
- مات العدل


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي