أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فلسفة سائق أجرة














المزيد.....

فلسفة سائق أجرة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


بقلم اسعد عبد الله عبد علي

على صياح ديك جارنا أبو أسراء, يغادرنا النوم مجبرين, حيث تبدأ سيمفونية الصباح بالارتفاع, فما أن يسكت الديك حتى يعلوا صفير أصحاب الطيور, وصراخ بعضهم لبعض عبر سطوح البيوت, ثم مواكب الغاز وهي تعزف اغرب الألحان, عندها علي أن اعترف, أن مسالة العودة للنوم أصبحت مستحيلة.
أبدا صباحي بأفعال أنا اختارها, فإرادتي هنا هي الحاكمة, حيث اسرح شعري حسب ما أحب, واضع العطر الذي تفضله حواسي, والبس "تي شيرت الأزرق" برقم عشرة, الأثير لقلبي, وهو خاص بنادي القوة الجوية, فانا احد عشاق النادي, لأنهم صقور وأنا احد الصقور, فاحسب نفسي صقرا محلقا في أعالي السماء, هكذا أنا ابحث عن ذاتي , لكن ما أن انطلق بسيارتي ( نوع سايبة صفراء), حتى افقد إرادتي, وأتحول إلى موجود مسير بأمر من جهات عليا.
فما أن يستوقفني زبون, حتى تبدأ مسالة الأجرة, التي تكون بيده, هو من يحدد ويعطي, وعلي القبول, فأكون طوع أمره, واصل به إلى المكان الذي يحدده هو, وحتى الشوارع التي علي دخولها, فانا مسير بقوة الأجرة.
ها هي زبونة ترفع يدها لي تطلب مني التوقف, يبدو عليها اثر الفرح, ملابسها حمراء, واحمر الشفاه صارخ, لا يناسب فترة الصباح, توقفت كي تبدأ مسالة سلب الإرادة.
- صباح الخير
- صباح النور
- أريد أن تقلني إلى متنزه الزوراء.
- عشرة ألاف, ما رأيك؟
- كلا طبعا, انه كثير, ما رأيك بثماني ألاف؟
- امممم, موافق اصعدي.
جلست في المقعد الخلفي, وانكشفت ساقيها, فتنورتها قصيرة, هي ممتلئة الجسد, من النوع الذي يسكر الناظر, لم تهتم باني انظر لساقيها, بل ابتسمت بمكر, كان عطرها قويا يهزم العقول الجبارة, ليسقطها في بحر من الحيرة, كنت انتظر أن يكون بيننا موضوع للحديث, فان لهذه الفتاة جاذبية من عالم ماجن, أنا مثل الصقر انتهز الفرصة, حاولت ان اجد أي فرصة, فإذا بها تلوح فقد وقعنا في ازدحام, تراقصت أمامي جمل التقرب من الزبونة.
- انه ازدحام كبير, قد يمل من ينتظرك في المتنزه؟
قد يكون سؤالا مستعجلا مني, وقد تصيبني أقبح النعوت من فم هذه الفتاة اللعوب, نظرت لي ورفعت حاجبها الأيسر, وتنهدت بحرقة وقالت:
- صدقني لا احد, فانا وحيدة, جئت فقط للتنزه, الملل يقتلني.
أسعدني الرد, فقد جاء بحسب رغبات نفسي, وهنا يجب دخول المملكة المجهولة, فالباب قد فتحت, تنتظر مني الإسراع, قبل أن أصل إلى المتنزه,وجدت الرد المناسب.
- أنت جميلة تشبهين أميرات القصور البريطانية, وعيناك تحكي ألف قصة, فما رأيك بعصير برتقال بمناسبة عيد ميلادي.
ضحكت بغنج, فكأن ذاتي سلبت مني, ثم نظرت لي بعمق, فيبدو أن ما سيقال, سيكون حاسم لمعركة الجبر والتفويض.
- أنت ماكر, نعم يعجبني أن احتفل معك بعيد ميلادك, أنا بحاجة لاحتفال لأكسر الملل, وأنت تستحق أن أشاركك , لأنك ماكر.
تحول الفعل إلى اختياري وليس بالجبر, فالقدر هو من جاء لي بكتلة الإغراء, لتجعلني أغير خطط يومي, واعتق من جانب الجبر في عملي, إلى جانب الاختيار والإرادة لارتكاب الخطيئة, فنكون بالخطيئة أحرار, ففي داخل كل اختيار أصل جبري, فلو لم تقف الفتاة اللعوب في طريقي, كان من الممكن ألان, أن أكون في عمل منتج, آو في فعل الخير, لكن القدر لم يترك لي الاختيار غير الفراش, أي أن القدر الجبري دفعني لاختيار ممارسة الخطيئة مع الفتاة.
انطلقت سيارتي (نوع السايبة) مسرعة نحو مكان المجون السري, في الكرادة تلك الشقة الصغيرة, التي تقع بالقرب من السيدة كهرمانة, كهرمانة المرأة التي تحارب اللصوص وتصب الزيت على رؤوسهم, لكنها تتكاسل مع لصوص اللحظات الجميلة, لأنهم مسيرين لفعل الخطيئة, لم يخططوا للجريمة, بل الأقدار ساقتها لهم, بإغراء لا يقاوم, نعم انه القدر من فعل فعلته, وأجبرني على اختيار ارتكاب الخطيئة.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون الفلوجة مدينة للسلام ؟
- قصة قصيرة... ( الباص )
- الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع
- مات العدل
- شارع المتنبي يتكلم سياسة
- دون كيخوته يظهر من جديد
- قناة الشرقية وإثارة الفتنة بين فصائل الحشد الشعبي
- من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
- العمال في العراق, واستمرار ضياع الحقوق
- الدولة العراقية تحارب الفقراء
- النجف تحت تهديد تنظيم داعش
- سعادة المدير العام, الساقط سابقا
- منهج الأمام علي في الإصلاح
- ما بين سياسة الأمام علي, وسياسة الكتل الحالية
- مسرحية البرلمان مع كوب شاي بالحليب
- مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فلسفة سائق أجرة