أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دون كيخوته يظهر من جديد














المزيد.....

دون كيخوته يظهر من جديد


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دون كيخوته, ذلك العجوز المهووس بالبطولات الخيالية, حيث كان يتصور الحانات قصورا أو حصون سحرية, أما الطواحين فيتخيلها عمالقة أشرار, يرى الدون نفسه فارسا, قد وجد لتحقيق العدالة, وينطلق ينشر خيالاته بين الناس, مما أوقعه في مواقف هزلية, حتى اتهم ما بين الحمق والجنون.
فيدخل في متاهات, وهو يحسب نفسه يحسن صنعا, ومع كل تدخل يتسبب بمشاكل كبيرة.
في أحدى المرات,وبينما كان الدون ممتطيا حصانه, سمع صراخ شكوى من مسافة قريبة, فشكر السماء, لأنها منحته فرصة لأداء خدمة, فأسرع نحو جهة الصوت, حيث وجد فلاحا يضرب صبيا, فقام دون كيخوته بدعوة الفلاح بالجبان, وتحداه للمبارزة, لحظتها شعر الفلاح بالرعب, من هذا الظهور الغريب, فاخذ يشرح إلى إن الصبي خادمه, وان بإهماله الشنيع, صار يوميا يفقد رأسا من الغنم, في النهاية سويت المسألة, بان يطلق الفلاح سراح الصبي, ووعد أن يدفع له كل أجوره.
فامتطى دون كيخوته حصانه, وهو مسرور بما فعل من بطولة, وبعد ذلك قام الفلاح بتقييد الصبي من جديد, وأشبعه ضربا بالسياط أكثر من كل مرة, حيث جعل الاتفاق تحت حذائه!
بعد أيام كان دون كيخوته في مجلس, يحكي لهم بطولاته في نشر العدل, وكان بين الحضور ذلك الصبي المسكين.
فانطلق دون كيخوته يروي للناس كيف أنقذ الصبي من بطش الفلاح, فأجاب الصبي:
- كل ما تقوله صحيح, ولكن نهاية القصة كانت على العكس تماما مما تصور سيادتك.
- كيف كانت على العكس؟!
- ليس فقط لم يدفع لي الأجرة, لكن حالما ابتعد جنابك, حتى أوثقني إلى الشجرة,وضربني بالسوط ضربات عديدة, ومع كل ضربة كان ينطق بالسخرية والاستهانة بجنابك, وجنابك الملوم على كل ما حصل لي, لأنك لو كنت مضيت في طريقك, ولم تتدخل في أمور الآخرين, فان سيدي كان سيكتفي بضربي دزينة آو نحوها, وبعد ذلك يطلقني ويدفع لي أجرتي,ولكن سيادتك أهنته, ووجهت إليه أسوأ النعوت, فثار غضبه, وهو لم يستطع أن ينتقم منك, فوجه عاصفة حنقه علي أنا.
اعترف دون كيخوت بغلطته, وبقي حزينا, حيث كان عليه أن يتذكر انه " ما من كلب يحافظ على كلمة يعطيها, إذا ما وجد أن من غير الملائم أن يلتزم بها", فقال للصبي انه سيسعى لرد حقه أليه, وعندها شعر الصبي برعب كبير, فقال لدون كيخوت:
- حبا بالله يا سيدي الفارس, أذا رأيتني مرة أخرى اقطع إربا إربا, فلا تنقذني ولا تساعدني, ولكن اتركني لألمي, فهو مهما يكن عظيما, فلن يكون أعظم, من الألم الذي يحدث لي, عندما جنابك يساعدني.
ثم ركض الصبي فزعا وقال للدون وهو يبتعد : ( أرجو من الله أن يحل اللعنة عليك).
الكثير من ساسة العراق, يمتلكون نفس جنون أو حمق دون كيخوته, خياليين, يحسبون أنفسهم أبطالا خارقين, بل يعتبرون أنفسهم هدية السماء للشعب العراقي! لكن كانت أفكارهم دوما تأتي بنتائج عكسية تماما, فمثلا رئيس الحكومة السابقة, كان يدعي أنه سيعمر البلد, وسيبني جيشا عظيم القدرة, وسيزدهر اقتصاد العراق, فإذا بالبلد ينتكس, فالخراب بدل الأعمار, وجيش هزيل ضعيف, لا يقوى على موجهة حفنة من اللصوص, وأزمة اقتصادية خانقة, مع أن البلد دخلته أموال غير مسبوقة, أما رئيس الحكومة الحالية, فانه أراد أن يصلح, فكانت كل حركته أفساد وضياع تام.
اعتقد أن تصرف الشعب العراقي, ضعيف جدا ولا يبتعد عن مستوى تصرف الصبي, فقط نرسل ألاف اللعنات, على من تسبب بالأزمات, ونتمنى أن نعيش في ارض أخرى, لا يتواجد فيها هؤلاء الأبطال الخياليين, مع انه كان يجب أن يكون التصرف أقوى, بحيث يوقف مسرحية السادة السياسيين, في عملية إشاعة الفوضى,ونهب ثروات البلد.
أنهم نسخ حديثة من دون كيخوته, فقط الاختلاف في نقطة, فأن دون كيخوته كان الدافع لعمله النية الطيبة, أما هؤلاء الساسة فنياتهم سيئة.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الشرقية وإثارة الفتنة بين فصائل الحشد الشعبي
- من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
- العمال في العراق, واستمرار ضياع الحقوق
- الدولة العراقية تحارب الفقراء
- النجف تحت تهديد تنظيم داعش
- سعادة المدير العام, الساقط سابقا
- منهج الأمام علي في الإصلاح
- ما بين سياسة الأمام علي, وسياسة الكتل الحالية
- مسرحية البرلمان مع كوب شاي بالحليب
- مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي
- الطريق إلى الباب المعظم
- فوضى عراقية ستنتج مصيبة
- السعودية, الخطر الحقيقي على المنطقة
- أين الأصلاحيون من قافلة وكلاء الوزارات ؟
- أحداث خان ضاري الأخيرة, مؤشرات خطيرة
- الأمينة النائمة, وشارع حي البتول


المزيد.....




- طائرة ركاب تضطر للقيام بانعطاف حاد لتفادي اصطدامها بطائرة قا ...
- وزراء خارجية 25 دولة: معاناة المدنيين في غزة بلغت -مستويات غ ...
- السعودية تُعلن موقفها من بيان 26 دولة بشأن إنهاء الحرب في غز ...
- قوتها الماء لـ5 أيام.. سيدة غزية تروي معاناتها اليومية للحصو ...
- التحول للهيدروجين في صناعة الصلب.. لماذا لا يكفي المال وحده؟ ...
- العمل الخيري بسوريا.. غياب بعهد الأسد وبحث عن الهوية بعده
- مؤرخ أميركي: لماذا لم يعد الأميركيون ينتفضون ضد سياسات غير ش ...
- -نتفليكس- تعتمد لأول مرة على الذكاء الاصطناعي التوليدي في أع ...
- الجامعة العربية تبحث على مستوى المندوبين الأوضاع في غزة
- نتنياهو يشترط استسلام حماس لوقف الحرب


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دون كيخوته يظهر من جديد