أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - خواطر وحكم وعبر ..














المزيد.....

خواطر وحكم وعبر ..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


خواطر وحكم وعبر ...
[حكى الأصمعي فقال: ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديــدا فالتجأت إلــى حــي مـن أحياء العرب وإذ بجماعة يصلـون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشدأيـــا رب إن البــــرد أصبـــح كالحـــا**وأنــت بحالـــي يــــا إلهـــــي أعلــــم
فإن كنت يوما فـي جهنــم مدخلــي**ففــي مثــل هذا اليوم طابت جهنم
فتعجبت من فصاحته وقلت له: يا شيـخ مـا تستحـي تقطـع الصلاة وانت شيخ كبير؟!، فأنشد
[أيطمــــع ربــــي أن اصلــــي عاريـــا** ويكسو غيري كسوة البرد والحر
فواللـه ما صليت مــا عشــت عاريـــا** عِشــاء ولا وقـت المغيــب ولا الوتــر
ولا الصبـــح إلا يـــوم شمـس دفيئة** وإن غيمـت فويـــل للظهر والعصــر
وان يكسنـــي ربــي قميصـا وجبة** أصلي لـــه مهمـــا أعيـش من العمـــر
فأعجبني شعره وفصاحته فنزعت قميصا وجبة كانتا علـي ودفعتهما إليه وقلت له:
إلبسهما وقم فصـل، فاستقبل القبلـة وصلى جالسا وجعل يقول
إليــك اعتــذاري مــن صلاتـــي جالسـا** علـــى غيـــر طهـر موميـا نحـو قبلتي
فمالــي ببــرد المــاء يـــــارب طاقــــة** ورجـــلاي لا تقــوى علــى ثني ركبتي
ولكننــي استغفـــــر اللــــه شاتيـــا** واقضيهمـــا يا رب فـــي وجه صيفتي
وإن أنـــا لـــم أفعـــل فأنـــت محكـــم= بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
فعجبت منه وضحكت عليه وانصرف .
--------------------------------------------------
ولما تولّى معن بن زائدة الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ *** وإذ نعلاك من جلد البعير ِ فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً *** وعلّمك الجلوس على السرير ِ قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً *** على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:
أميرٌ يأكلُ الفالزج سرا*** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها *** ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ *** فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:
قليل ما أتيت به وإني *** لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر.
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً *** فما لك في البرية من نظير ِ قال معن: (( أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة )) .
--------------------------------------------------
( المعتمد بن عباد ) ملك اشبيلية و صاحب أكبر مملكة
في عهد ملوك الطوائف من أكثر القصص المؤثرة في التاريخ
لأنها جمعت جميع
المتناقضات من ملك و عز و سؤدد ثم أسر و سجن و تهجير و فقر
اضافة لكونه شاعر مبدع و متميز .
نختار جزء من هذه القصة :
لما أغار جيش ابن تاشفين على إشبيلية وأسر المعتمد ! .. وأسر فيمن أسر من أبنائه
ونسائه ، وأرسل الجميع إلى (أغمات) بإفريقية ، و عاشوا عيشة الفقر وذاقوا معاناة
الأسر، وكن يعملن فى الغزل والنسيج باجر زهيد !..وملابسهن بالية وممزقة, و قد أشار لتبدل الحال هذا في رائيته الشهيرة التي صاغها في أغمات حين قال في بناته :
فيما مضى كنت بالأعياد مسـرورا ,, وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ ,,, فساءك العيد في أغمـات مأسـورا
ترى بناتك فـي الأطمـار جائعـةً ,, في لبسهنّ رأيت الفقـر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتـهـنٌ ,, يغزلن للنـاس لا يملكـن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً ,, عيونهـنّ فعـاد القلـب موتـور
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرة ً ,, أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقـدام حافيـةً ,, تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيد الأقـذاء اتسخـت ,, كأنها لـم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره ,, وقبل كان بمـاء الـورد مغمـورا
لكنـه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ ,, وليس إلا مـع الأنفـاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُـه ,, ولست يا عيدُ مني اليـوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ ,, فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهـرك إن تأمـره ممتثـلاً ,, لما أمرت وكـان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ ,, فـردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسـرّ بـه ,, أو بات يهنـأ باللـذات مسـرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعـت ,, فإنما بات فـي الأحـلام مغـرورا .
وعلى الأنسان أن يتواضع ويتكيف لعوادي الأيام ونوائبها وتبدلاتها ، ولا يغتر ويتكبر ويتجبر ، ويتعايش مع الواقع بعقل وتدبر ، فأن بعد العسر يسر ، وربما بعد اليسر عسر ، وكلاهما يرحل وتبقى الذكرى التي يزرعها الأنسان من خلال أعماله الصالحات ومقدار ما يقدم المساعدة لمن هم حوله ومن هم بحاجة اليه ، وهكذا هي الحياة الأنسانية .. عمل وجد ونشاط وتواضع وتعاون ومحبة لأخيك الأنسان .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
11/6/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاشر من حزيران .. ودولتنا العتيدة !
- ناظم حكمت .. 1902 -1963 م .
- بغداد تعانق الموت !.. وهي واقفة ؟
- أمرأة من بلادي ...
- هل أطفالنا سيحتفلون في عيد الطفل العالمي في الأول من يونيو ح ...
- الى الحكام الفاسدين المتربعين على السلطة في عراق اليوم .
- هل على الشعب أن يطيع الحاكمين الفاسدين ؟
- يمكن للجميع التعايش !... والعيش المشترك !
- رسالة مفتوحة لقوى شعبنا الديمقراطية العراقية !
- الدولة الديمقراطية العلمانية هي الحل لمعانات العراق !
- الى وطني الجريح !... البعيد القريب .
- الظلامييون يرتكبون حماقاتهم بحق معهد الفنون الموسيقية في بغد ...
- هل سيتحول عراقنا والنهرين الخالدين .. الى أثر بعد عين ؟
- خبر وتعليق !
- لماذا الهرولة لشرذمة العراق ؟
- مختارات من جميل الشعر ..
- يوم حزين في حياة الشعوب !
- مقتبسات فكرية ....
- هل مِنْ مُجير ؟
- بيان الى الرأي العام العراقي والعربي والدولي !


المزيد.....




- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - خواطر وحكم وعبر ..