|
هل مِنْ مُجير ؟
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 08:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل من مجير ؟ وهل يقرء أحدنا ما يدور في ذهنها ؟ .. وهل تعي حركاتها وطريقة هرولتها ووجهتها ؟ هل العقل الأنساني يسعف أحدا بمده بالصبر والتبصر والأنات في مثل موقفها ؟ كم من القصائد يمكن نظمها في الوصف والتوصيف لحشرجتها !... وللعبرات الساكنة والمتحيرة والسكرى في مكامن العقل والقلب والوجدان ! كم قصة ورواية وخاطرة وحكمة يمكن لها أن تنطلق من أنينها الغير مسموع ! .. والمهرول بخطواته مع تنهداتها وسكون يقلع الأحشاء من مكامنها ومن دون ألم ! كم مرة ماتت ؟ ... وكم مرة تم تمزيق أشلائها قطعا قطعا متناثرة ؟ .. ولكنها مازالت لمن يشاهدها !.. لم يصبها شئ مما وصفناه ! هل الموت .. هو التوقف عن التفكير ؟ ... وهل من مثلها قد ماتت مليون مرة !، ثم أعيدت للحياة لتموت ثانية ! لم هذا الجحود والتنكر للأنسان وقيمته الحقيقية في صنع الحياة وأستمرارها ؟ ولكن مع هذه الحقيقة المطلقة ! .. يتم نحره ومن دون مسوغ يذكر ! لماذا يتم تعميق حيوانية ووحشية وجبروت وغرور وذاتية الأنسان بهذه الطريقة ، التي تختلف عن كينونة الأنسان وقيمته الحقيقية وقيمه الخلاقة ؟ ومن المسؤول عن تنمية هذه المواهب والأبداعات المدمرة والماسخة للحياة والتي أساسها وقائدها ومبدعها الأنسان ؟ سؤال يستحق التبصر به والتوقف عنده ، والتأمل في مضمونه وفحواه ! المسؤول الوحيد لكل الذي تسائلنا عنه وعن كنهه ؟ هو أنكار الأخر وعدم الأقرار بالخلاف والأختلاف !.. وأن الناس لا تمتلك سوى أنصاف الحقيقة أو جزء منها ، أو أنت قد تعجز عن تلمسها ! .. وتحتاج لمن يهديك الى سبيلها ، وهو منطق فلسفي وعلمي صحيح ومبدع خلاق ! .. وكما يقولون في علم الفلسفة والتي تعني [ حب الحكمة .. او البحث عن الحقيقة ] . ففلسفة أنكار الأخر تعني ألغاء الأخر ! .. وتعني الأملاء بكل ما تعتقده على الأخرين ، وهو فرض عليهم الأنصياع لأرادتك ولمنطقك وتفكيرك ! والذي يحدث اليوم هو هذا الذي تحدثنا عنه الأن .. فمن يحكمنا اليوم في العراق من قوى الأسلام السياسي ؟ .. يفرضون علينا رؤاهم ونهجهم وقناعاتهم وما يعتقدون به ! ... وعلينا الأنصياع لمشيئتهم ! .. وبعكسه سننال منهم كل ماهو متيسر بين أيديهم وما تعلموه من معارف متراكم في طرق الموت المختلفة ليوذيقونا مرارتها وجحيمها وشرورها ! وبرهنوا لنا قولا وفعلا ! .. على أن ديدنهم كان ومازال .. هو أن نستسلم ونرضخ لفلسفة ماتت منذ قرون ! .. ويريدون أحيائها من جديد ، والتي تتقاطع مع حركة التأريخ والحضارة ، ومع التطور الطبيعي لنمطية الحياة الأنسانية القائمة على التجديد والتجدد المستمرين دائما وبشكل سرمدي ، ولا يمكننا أن يحكمنا ويتحكم في مسيرتنا الأموات وثقافتهم السلفية الميتة ، والتي يريدون فرضها علينا . لذلك نشهد على أيديهم وبكل مسمياتهم ، كل العذابات والشرور والأثام ، وضنك الحياة وعسرها وفاقتها ! .. لأنهم يستقون نهجهم من معين واحد ، وأن أختلفوا فيما بينهم ؟ .. فيختلفون على مراكز القوى والقرار والسلطة والمال ! سيستمر هذا المشهد قائما ! .. ما بقي هناك الأسلام السياسي ممسك بمقاليد السلطة والقرار ! ولا يوجد مخرجا أو مهربا أو منفذا ! .. غير الخلاص من أخطبوطهم وسطوتهم وهيمنتهم على رقاب الناس ! .. وكل شئ غير ذلك فهو محاولات لأطالة امد الموت والخراب والتناحر ، وجريان أنهار الدماء ! خلاصنا بكنسهم والتخلص من شرورهم ، من خلال تحشيد الملايين الصامتة في هبات عارمة ، للمطالبة ببناء دولة المواطنة وقبول الأخر ، الدولة العادلة ، الدولة الديمقراطية العلمانية ، المخلص الحقيقة لشعبنا ووطننا ، ولأحلال السلام والأمن والرخاء في العراق . صادق محمد عبد الكريم الدبش . 12/5/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان الى الرأي العام العراقي والعربي والدولي !
-
الى متى يستمر العبث وأزهاق الأرواح البريئة ؟
-
الى متى الأستمرار بالتعامي والتغافل ؟ .. عن كل الذي يحدث!
-
عجيب أمركم أيها الحكام المهزلة !
-
مكدر أكولن بغلتي ببريجي !
-
أحتلال بغداد من قبل الميليشيات الطائفية !
-
جلسة سمر .. وعمل !
-
الفاتح من أيار !... والتغيير المرتقب في العراق !
-
الحزب الشيوعي .. هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة .
-
سؤال بريئ ؟
-
مخلوقات الكواكب الأخرى ! .. تستهجن ما يجري على كوكبنا !
-
العداء للحزب !.. هو عداء لشعبنا وقواه الخيرة .
-
نشأت البروليتاريا .
-
لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
-
الذكرى 146لميلاد لينين .
-
الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
-
قراءات فكرية ثانيا ..
-
أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
-
تأملات معشوق .. قبل الغروب !
-
قراءات فكرية ..
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|