|
الحزب الشيوعي .. هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5147 - 2016 / 4 / 29 - 09:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحزب الشيوعي هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة ومنظمها وزعيمها وقائدها لتؤدي رسالتها التأريخية . ونحن نعيش عشية الأول من أيار المجيد .. باكورة نضال الشغيلة في القرن التاسع عشر وتضحياتهم ، لتثبيته كعيد أممي لشغيلة اليد والفكر ، وأقرار الأنظمة الرأسمالية والأحتكارية ، بحقوق الشغيلة وتحديد ساعات العمل بثمان ساعات ، وحقهم بالعمل والضمان الأجتماعي والتقاعد ، وتمتع المرأة العاملة بأجازة مدفوعة الأجر في الوضع والأمومة والمرض والتقاعد ، ومساواتها في العمل بينها وبين الرجال ، وغيرها من المكاسب ، التي ما كان لها أن تكون لولا التضحيات الجسام للشغيلة ووحدتهم الطبقية ونضالهم المشترك بقيادة طليعتها الواعية والثورية الحزب الشيوعي . ان التحولات الثورية في التأريخ البشري ناتجة عن أنتصار الثورات والتي نجحت في تحقيق أهدافها في التغيير الجذري ، من خلال هدم القديم وقيام الجديد ، ونقل المجتمع من حالة أدنى الى حالة أرقى ، وفي مسار تقدمي تسير البشرية من خلاله الى الأمام . والثورة الأجتماعية تعني !.. الأنتقال من تشكيلة أجتماعية دنيا لىتشكيلة أرقى !... مثل ثورة العبيد في روما عام 73 -71 ق.م ونشوء النظام الأقطاعي والثورة البرجوازية الفرنسية وقيام التشكيلة البرجوازية وحكمها عام 1789 م . التأريخ يتطور بعملية حتمية ، متواصل ومتعاقب للتشكيلات الأجتماعية الأقتصادية !.. من خلال تطور القوى المنتجة . ماركس كونه مكتشف قوانين التطور الأجتماعي وعلى أساس مادي جدلي . استطاعا ماركس وأنجلس أن ينقلا ويفسرا التغيرات الأجتماعية والتطور الأجتماعي والتأريخي على أساس فلسفي مادي جدلي ، وبرهنا في كتبهم المختلفة ، مثل ( البيان الشيوعي - ضد دوهرنبيرغ - أصل العائلة - رأس المال ) وغيرها .. من أن أنتاج وتجديد أنتاج الحياة المادية هما أساس الحياة الأجتماعية والعملية التأريخية ، وأساس الأنتقال من تشكيلة أجتماعية الى أخرى أعلى وأرقى تطور . كتب ماركس في مؤلفه ( مساهمة في نقد الأقتصاد السياسي ) ما يلي [ أي تشكيلة أجتماعية لا تموت قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة التي تفسح لها ما يكفي من المجال ، ولا تظهر أبدا علاقات أنتاج جديدة أرقى قبل أن تنضج شروط وجودها المادية في قلب المجتمع القديم بالذات ] . ويؤكد بأن جوهر الثورة الأجتماعية يكمن في حل النزاع بين القوى المنتجة .. وعلاقات الأنتاج ، وفي الأنتقال من نظام أجتماعي أقتصادي الى نظام أخر . ونحن في صدد الشغيلة وقائد نضالاتها الحزب الشيوعي .. يقول ماركس العمال والفلاحون هم أهم قوى منتجة في المجتمع ، هم منتجون جميع الخيرات المادية ، هم صانعو التأريخ الحقيقيون . [ أن الطبقة الثورية نفسها هي مِنْ بين جميع أدوات الأنتاج ، أقوى قوة منتجة ، من كتاب العائلة المقدسة ص45 ] . وفي مؤلفه النضال الطبقي في فرنسا يقول ( الثورات الأجتماعية قاطرات التأريخ ) . وأكد ماركس وأنجلس بأن الحزب الشيوعي هو الطليعة الثورية الواعية للطبقة العاملة ، ومنظمها وزعيمها ، وقيادة هذا الحزب للطبقة العاملة شرط لا غنى عنه !... لكي تؤدي الطبقة العاملة رسالتها التأريخية العالمية . وبدون هذا سيستحيل بناء المجتمع الجديد ، مجتمع العدالة الأجتماعية ، مجتمع الأشتراكية .يقول لينين في معرض حديثه عن البروليتاريا [ كان أنجلس أول من أثبت أن البروليتاريا ليست فقط الطبقة التي تتألم !، بل أن الوضع الأ قتصادي المخزي الذي تعانيه البروليتاريا ، هو الذي يدفع بها الى الأمام دفعا لا يتراجع ، ويحفزها الى النضال في سبيل تحررها النهائي . ولابد لنا ان نعرج على ما قالته القائدة الأممية البارزة ( الدكتورة روزا لوكسنبورغ- 1870 - 1919 م .. هناك صلة لا تنفصم تربط بين الأصلاحات الأجتماعية والثورة ، فالنضال من أجل الأصلاحات هو وسيلة الأشتراكية الديمقراطية ، والثورة الأجتماعية غايتها ) . أن الحراك الجماهيري الذي بدء عام 2011 م وفي عدد من البلدان كان أنعكاس للذي يعانيه المسحوقين والمحرومين والبؤساء في وطننا العربي ، ونتيجة لتردي مستوى معيشة الناس ، وما يحدث اليوم في العراق هو جزء من هذا الحراك ، ومن هذا الغضب ومنذ ما يقرب على العام ، وهناك محاولات حثيثة من كل القوى البرجوازية والرجعية والمعادية للحراك الأجتماعي لحرف هذا النضال المستعر !.. وتهبيط عزيمة المطالبين بعملية التغيير الشامل والكامل ، من خلال الدولة الديمقراطية العلمانية ، وتتحد في عملية أختراق صفوف الملايين الغاضبة !... والتقليل من أهمية وجدوى الحراك المدني الديمقراطي ، وأستخدام كل الطرق والوسائل للتأثير على مسار هذا الحراك وأنهائه بكل الوسائل الترهيبية والترغيبية وحتى بالقمع ، وتساهم في هذه العملية القذرة كل القوى الفاسدة والسارقة والمفسدة والطائفية والعنصرية والحزبية المهيمنة على السلطة من قوى الأسلام السياسي الفاسد . وهنا تقع المسؤولية على عاتق القوى الديمقراطية والشيوعية واليسارية ، وعلى كل الخييرين والوطنيين ، مسؤولية تأريخية ومبدئية ووطنية ، في التصدي لكل هذه المشاريع والمخططات الداخلية والخارجية وفضحها وتعريتها ، والكشف عن أهدافها ومراميها ، والتي هي بالضد من مصالح شعبنا وقواه الخيرة والنازعة للغد السعيد . وعلى الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر وحلفائهم من الفلاحين والكسبة والبرجوازية الوطنية أن توحد صفوفها وتتبنى خطابا وطنيا خالصا ، بعيدا عن الطائفية والأثنية والأدلجة والتعصب ، لخوض نضالا ضاريا ضد هذه الفئات الناهبة لثروات البلاد والمفسدة والمدمرة لكل شئ في حياة في عراقنا . وتقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي مسؤولية تأريخية كونه حزب الطبقة العاملة ، حزب كل شغيلة اليد والفكر .. وحزب الفلاحين والوطنيين والديمقراطيين والتقدميين .. على الحزب أن ينهض وبكل عزيمة وتبصر وأقتدار ، من خلال قيادته لنضالاتهم وعلى كل الأصعدة الفكرية والسياسية والأقتصادية والأجتماعية ، وأن يتبنى سياسة شفافة وواضح وثورية ، تعبر عن أماني وتطلعات الكادحين ، ويتبنى أهدافهم ، وأن لا يهادن هؤلاء السماسرة والمفسدين ، وأن يكشف عن أكاذيبهم وأحابيلهم ومخططاتهم ، وأنهم غير راغبين ولا جادين في عملية أعادة بناء الدولة ومؤسساتها ، ويحاولون ركوب الموجة وتبني مطالب شعبنا كذبا وزورا ورياء ، وأن يتوجه الى كل الخييرين في الداخل والخارج ، لتوضيح موقف الحزب من كل الذي يجري ، وعدم أعطاء الشرعية لهؤلاء المعادين لسير العملية السياسية نحو الدولة العادلة والديمقراطية ، دولة المواطنة وقبول الأخر . وعلى كل قوى الخير والتقدم في العالم أن تسعى وتعمل على مساعدة شعبنا وقواه الديمقراطية ، من خلال تبني مشروعها الوطني الطيمقراطية ، وليس مشروع النظام القائم ( نظام ونهج وفلسفة الأسلام السياسي ) المعادي للديمقراطية والتقدم والسلام والرخاء والتعايش . عاش الأول من أيار ... العيد الأغر للبروليتاريا . عاشت الأممية البروليتاريا .. الدعامة الأكيدة للسلام والتقدم والرخاء . عاش الحزب الشيوعي العراقي قائد نضالا الشغيلة العراقية . لنعمل في سبيل الدولة الديمقراطية العلمانية ، في عراق فيدرالي أتحادي واحد موحد . صادق محمد عبد الكريم الدبش 28/4/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سؤال بريئ ؟
-
مخلوقات الكواكب الأخرى ! .. تستهجن ما يجري على كوكبنا !
-
العداء للحزب !.. هو عداء لشعبنا وقواه الخيرة .
-
نشأت البروليتاريا .
-
لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
-
الذكرى 146لميلاد لينين .
-
الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
-
قراءات فكرية ثانيا ..
-
أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
-
تأملات معشوق .. قبل الغروب !
-
قراءات فكرية ..
-
لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
-
المتناقضات .. والحكمة منها والدروس المتوخات !..
-
ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..
-
وجهات نظر فلسفية ..
-
مقتطفات خالدة ...
-
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
-
الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
-
الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
-
سجدت لربي سجدتين ..!
المزيد.....
-
لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش
...
-
صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
-
العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي
...
-
الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
-
رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س
...
-
بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون
...
-
زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر
...
-
ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا
...
-
بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين
...
-
المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|