أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - تأملات معشوق .. قبل الغروب !















المزيد.....

تأملات معشوق .. قبل الغروب !


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


تأملات معشوق قبل الغروب !...
كنت قد ازمعت في خلوة مع الذات ، في روضة بها بركة ماء تسبح فيها طيور مائية عند مكان منعزل بعض الشئ ، وتحيط بها أشجار وملعب كرة القدم وطريق زراعي صغير ..
فخرجت قبل غروب الشمس بقليل وكان الجو لطيفا !.. كان هناك مقعدا خشبيا أمام هذه البركة أو البحيرة الصغيرة ..
جلست ومعي كراس أو كتيب صغير يحتوي على الدارمي العراقي ... وقنينة بيرة !.. وشئ من المكسرات !.. على أمل أن أقضي بعض الوقت منفردا !.. فشعرت بحاجة ماسة لهذا الأختلاء مع الذات ، ولأستعيد ما يشغلني في السياسة وهمومها !.. من دون أن يشاركني أحد بذلك !..
وكانت هناك أمور كثيرة وشائكة في تراجيدية الوضع السياسي المأزوم ، وكنت بصدد أن أبلور موقفا مما يطرح عليي !.. أو ما أطرحه على ذاكرتي !.. وأملي أن يعينني كومبيوتري الذي أحمله في رأسي !..
وفعلا تبلور الكثير وتوصلت الى أستنتاجات مفيدة على أمل أن أدونها بعد عودتي ، وأضيفها لحقيبة كتاباتي !.. أو خربشاتي !
بينما أنا سارح في ملكوت الله !... تفاجئني نديمتي وقدري ومن دون موعد ولا دستور !.. ولا أحم !
طاب نهاركَ يا صفوتي وصبابتي !..
ونهاركِ !... ما الذي جاء بكِ ؟ ... هل تشائمت من هذا الحضور المفاجئ ؟
لا ولكن كيف لكِ ؟.. وعرفتي وجهتي ومكاني ؟ ... أنكَ للحضة لم تقتنع بأني قدركَ ونديمتكَ ومعينتكَ وهاجسكَ! !
لا هذه حقيقة أدركتها من وقت غير قصير !.. ولا غرابة في ذلك !
هل ترغب بالأنصراف ؟.. هكذا بادرتني وبشئ من الحزن والأمتعاض !
لا .. لا .. أجلسي لنتقاسم ما أحمله مما خف وزنه و... لا تكمل !... فقد أعددت لكَ شرابا عتيق !... وطعاما شهي !.. بعد ما عرفت بأنك عند مخدعك وجنون خيلائكَ وصبابتكَ !..
كل هذا يا نديمتي وقدري وهواي ؟... بلا وأكثر من ذلك ..
هذا الذي أكثر من ذلك أوجسني ؟
لا تتوجس من شئ .. فأنا ملهمتكَ !... وباعثة للأمل والتجدد والأنشراح دائما ما حييتْ
لا شكَ في ذلك .. وقبلتها قبلة تنم عن عاطفة جياشة وحميمية !.. تنم عن عمق الترابط الوثيق .. وسقتني من كأس رضابها خمرا وعسلا وهيام !.. أيكفيكَ هذا أم نستزيد ؟... هذا عربون محبة وغرام .. هكذا بادرتها !
هلا أطلب منكَ شئ ؟
بلا .. قولي .. وهاتي ما عندُكِ !
قالتْ هلا وصفتني ؟
الذات لا توصف يا غريمتي ! .. لِمَ تَقولُ غَريمتي ؟ .. ولم تقل عشيقتي .. جنوني .. صبابتي وهيامي ؟
لا عليكِ !.. أنتي كل الذي يجاريها الشعراء من حلو الكلام .. وما يتبارى به العشاق لحبيباتهم !.. فأنتي ألهة الحب .. أنتي أيروس .. ألهة الحب والعشق والهيام ..
قالت وشعرا !... فقلتُ لها نعم :
هذا الجمال منين ياعمي بلوة .... هم خصر هم خدود هم شفة حلوة ؟
زدني .. ولا تبخل علينا بحلو الكلام .. بلا :
أني وحبيبي طيف مابين العيون ... يمي وأكول بعيد لو يبعد شلون ؟
أتمنى كلبج يوم يوكع وألزمه ... ماعوفه والعباس وبأيدية احزمه !
موبيدي يالمحبوب كلبي الي يحبك.. جا كتلي عفيه اعليك لو كلبي كلبك .
اصيح بصوتك وأنت ردرد أحبك
لا تروح بعيد ردرد أذا جتك رسالة
شوك ردرد لان ردك يرد الروح اليه .
هل راق لكِ ما سمعتيه ؟
بلا !... لكن زدني من القريض !.. حتى أنتي يا قدري ؟ .. هو أنا ولا أحد سواي !... معكِ حق ! ... وهل أهرب من قدري ؟
هويتها طفلةً دقّت محاسنها ... فطرفها نرجس والخدّ تفّاحُ
يتيمة الدهر نثر الدرّ من فمها ... والعقد في جيدها والوجه مصباحُ .
قالت وقد رأتِ اصفراري مَنْ بهِ ... وتنهّدتْ فأجبتُها المتنهدِ .
أحسنتَ وأجدتَ .. ولكَ مني أحر القبل وكأس معتق الخمر الذي أعددته لنا نحن !.. أنا وأنتَ !.. هيا لنستقي من كؤوس الطلا ونزق القبلات !.. ونحن نسرح في فضاءات الكون وعبق الكلمات التي تتراقص من ثغور نا .. ونحن في لحن الوجد .. والخدر .. والتغنج والأنبهار !
والأن ألتمسكَ يامنيتي وكليمي وصفو حياتي !.. أن تقول بي نثرا ... وختامه مسك وشعرا ..
أقولها بصدق المجنون في حبيبته .. أنتي مليكي ومملكتي وضنوني وقدري وصفو حياتي .. ولكِ ما تريدين !
لواقترن تأملكِ مع أبتسامة ؟.. لحدث الذي يطلقون عليه الفيزيائيين !... الحركات التوافقية !.. ولتحطمت صوامع وبيع وصلوات ! .. ولحارت الألهة في تصنيفكِ !.. وتوصيفكِ !.. ولظهر عيسى وقرينه المنتظر !.. يتسابقون لمحرابكِ !.. فيقيمون التراتيل والصلوات !.. ولخروا أليكِ سجدا خاشعين ومتذرعين بشفاعتك وبركاتكِ وجميل حلمكِ وصبركِ وأناتكِ ... طامعين مسترحمين !... أملين بتقبيل ثغركِ ومبسمكِ !... ليعودوا لرقادهم الابدي على لذائذ رضابكِ !... وجميل وجنتيكِ .. وتكور نهديكِ !... وما سَلَبتْ منهم عيونكِ الساحرات ! .. وسهام لحظكِ القاتلات !... فيالكِ من رشأ نافر ... تردين من أصابه لحاظ عينيكِ قتيلا !.. وكما قال أحدهم ..:
كفّي لحاظك قد أصبتِ فؤادهُ ... من حيث لا يدري بسهمٍ صائبِ
يا ظبيةَ الوادي انقضى عمري وما ... قضّيت من نظرٍ إليك مآربي .
وقال وضاح اليمن، وهي من غريب الشعر وجيده وسهله الممتع:
قالت ألا لا تَلِجنْ دارنا ... إن أبانا رجلٌ غائرُ
أمَا رأيتَ البابَ من دوننا ... قلتُ فإني واثبٌ طافرُ
قالت فإنَّ القصر من دوننا ... قلت فإني فوقه ظاهرُ
قالت فإنّ الليثَ غادٍ به ... قلت فسيفي مرهف باترُ
قالت فهذا البحر ما بيننا ... قلت فإنّي سابح ماهرُ
قالت أليس الله من فوقنا ... قلت بلى وهو لنا غافرُ
قالت فأمّا كنتَ أعييتنا ... فائْت إذا ما رقد السامرُ
واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلةَ لا ناه ولا آمرُ .
البيت الأخير أخذه من قول امرئ القيس:
سموتُ إليها بعدَ ما نامَ أهلُها ... سموّ حبابِ الماءِ حالا على حالِ .
كم جميل .. ورائع .. وساحر وصفكَ ... وكم ألهمني الأنس والخدر والشوق مبسمكَ ؟.. ترى ياليت الأصيل يطول .. فعندي من الوجد مالا يقالُ ، تمهل حبيبي وخذ أعطاف العذارا !.. يجولون في مخدع العشاق !.. وأنتَ تجولُ .. أثنيت ثغرا .. وأودعتُ نهدا !.. فأيقنتُ أني عندك ياحبيبي .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
15/4/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات فكرية ..
- لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
- المتناقضات .. والحكمة منها والدروس المتوخات !..
- ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..
- وجهات نظر فلسفية ..
- مقتطفات خالدة ...
- لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
- الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
- الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
- سجدت لربي سجدتين ..!
- لمن حملوا الأمانة
- تفقهوا أيها العرب ..
- سألتني .. ماذا تحب في المرأة ؟
- أطلقوا سراح الأديب أبراهيم البهرزي .. من وراء القضبان !..
- والدة عبد الغني الخليلي تأكلها الذئاب !!؟
- ما هي أفاق قيام الدولة العلمانية الديمقراطية ؟
- نهديها للمتسامرين عند ضوء القمر !
- تهنئة بعيد الفصح المجيد.
- ماهو السبيل للتصدي للأرهاب والتطرف في عالمنا المعاصر ؟
- في ذكرى نكبة ( صيرا وشاتيلا .. ناحية بهرز في محافظة ديالى قب ...


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - تأملات معشوق .. قبل الغروب !