|
تحرير الفلوجة
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 18:39
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
يخوض جيشنا وحشدنا الشعبي حرباً مقدسة وطنية بأميتاز ، هي حرب من أجل تحرير أراضي عراقية أغتصبها الإرهاب والعدوان من حثالات هذا الزمان ، هذه الحرب كشفت لنا زيف أدعياء العروبة ، وزيف أدعياء من يتلحفون بحزام الطائفية والمذهبية المقيتة ، وإنها كشفت زيف من في قلبهم مرض من المرجفين والمُخادعين .
إن حرب تحرير الفلوجة تلك المدينة العراقية الرائعة هي لازمة من لوازم أمن الوطن وإستقراره ، تلك المدينة كانت قد تحولت إلى مرتع للعصابات الإرهابية وللمارقين الهاربين من وجه العدالة ، ولا نذيع سراً إذا ما قلنا : إنها قد سببت لنا في أحيان كثيرة ألم ووجع كما سببت لكثير من العوائل العراقية ذلك ، من خلال هذه المفخخات وزمر الإنتحاريين القادمين إليها و منها ، ولهذا كان لابد من حسم النزاع فيها لمصلحة الشعب والوطن ، وإن كلف ذلك الكثير من التضحيات ومن الجهد ومن المال ، وفي ذلك لابد لنا من إرادة قوية وفداءً أقوى في مواجهة هذا التخلف وهذه الوحشية .
لقد كنا نقول قبل سنيين : إن الديمقراطية في العراق لن تستقر ولن يكون لها معنى ، طالما وجد من يخل بالوحدة ويعبث بالأمن وينساق وراء المجرمين والعتاة أعداء الوطن ، وكنا نقول : إننا نحتاج إلى عقدين من الزمان كي نبني تلك الديمقراطية المحترمة ، وإلى زمن أبعد كي تستقر ويصلب عودها وتصير ثقافة شعب وهوية وطن ، وهذه حقيقة نود التأكيد عليها مجدداً هنا ، خاصةً في ظل ما حدث ويحدث في العراق ، فلقد أثبتت تجاربنا مع جيل من السياسيين الوهميين إنهم ليسوا بحجم المرحلة ولا بقدر العراق ودوره الوطني والأقليمي ، وذلك الجيل الخاوي المنهزم المكسور الفاقد الوعي والعزيمة والوطنية ، ساعد في زيادة الفساد والفوضى وعدم الثقة بين بعضنا البعض ، ناهيك عن الدور السلبي للبعض وحماقة البعض الأخر ، ودخول - حرامية البلد – ليكونوا زعماء وقادة أسهم هذا في زيادة التوتر والضعف ، هؤلاء شاركوا مع غيرهم في تحطيم أدوات الوطن الرئيسية وكسر إرادة المواطن الحرة .
إن حرب تحرير الفلوجة ومن بعدها في تحرير الموصل ، نعدُها البداية لبناء الديمقراطية الصحيحة ، والكلام هنا عن تطور الوعي الشعبي الذي نلاحظه لدى فئات الشعب كافة وفهمه لمعنى الحرية والعيش فيها ، ولهذا نلاحظ نحن زيادة في إستخدام للغة الديمقراطية سواء في الجد والهزل ، وهذا الإستخدام هو نقطة إيجابية في رؤيتنا للمستقبل ، لهذا تكون هذه الحرب بمثابة التأسيس للوعي الجديد الذي بدء يتبلور في صور مظاهرات وإحتجاجات ، وهو وعي سيزداد قوة وتدريب وثقة وسيعرف ماله وماعليه ، ومن هنا فالشعب كله مدعوا للوقوف مع الجيش والحشد في معركة المصير هذه ، وهناك ثمة معوقات لابد علينا من تخطيها حتى نستطيع تكوين دولة موحدة ، ذات سيادة وقانون ونظام محترم ، وفي هذه المناسبة دعوني أحيي أبطال قدموا أنفسهم قرابين ، كي يعيش العراق حراً مستقلاً مرفوع الرأس والهامة ، دعونا نستذكر شهداء علقتهم يد الإرهاب ومشانقه وقطعت رؤسهم هنا وهناك ، لكي ينفذوا من خلال تلك الفُعلات إلى قلوب الجبناء والرعاديد .
إن من يعتقد إن حربنا ضد داعش هي حرب طائفية ، فهذا إعتقاد واهم وهو وهن إعلامي وتحريض من مغرضين ، بل وهو تضييع لفرص بناء العراق الموحد ، ولا نزكي أنفسنا ولكننا نقول : إن حربنا ليست طائفية أو مذهبية أو فئوية ، إنما هي حرب الحياة والمستقبل والناس والمصير على الإرهاب والعدوان والجريمة ، وفي ذلك يشترك معنا العالم كله لأننا في ذلك أصحاب حق مبين ، وعلينا ونحن نخوض ذلك نستذكر قيم أخلاقية ورمزية هي الفاعل والمحرك لنا ، وهذه القيم جعلناها هدفاً وشعاراً ومنهج حياة في العدل والحرية والسلام ، ولا نقول إننا ملائكة ولا نخطأ فيما نفعل أو نمارس ، إنما نقول إننا دائماً نتوخى الدقة والحذر والحرص والبعد ما أمكن عن التطير والحماقة ، وعن ردات الفعل الغير محسوبة والغير منضبطة ، ولهذا نستشعر الفخر بأننا نخوض حرباً مقدسة لأننا نعلم ما يمثل الإرهاب بالنسبة للجميع ، وما يمثل التخلف بالنسبة لشعوب المنطقة ، ووجدنا كيف حالت إرادة شعب مصر من هيمنة وسطوة الأخوان ، وكيف يخوض شعب سوريا حرباً على القوى الإرهابية ؟ ورأينا كيف وكيف وكيف ؟؟؟؟
لهذا ننتظر البشارة من أولئك الرجال في سوح المعركة بشارة للشعب ، الذي طالما تغنى بالحب وبالوحدة والحرية والعيش المشترك ، وسننتظر النصر القادم من أعماق أرضنا على كل هذه الحثالات والعفن التاريخي وعلى كل المروجين والداعمين والممولين ، وإن موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب ؟؟؟
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبح الله إسلامكم
-
رسالة مفتوحة للأخ رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
-
أوهام المصطلحات
-
بين إسلام مكة وإسلام المدينة
-
سلاماً شهداء الناصرية
-
تدمر حرة
-
هي آمال
-
عن التغيير والإصلاح
-
سوريا الفدرالية
-
الفدرالية في مواجهة التقسيم
-
في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان
-
يا غريب كٌن أديب
-
الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
-
العراق والمستقبل المجهول
-
في وداع 2015
-
إنتصارنا في الرمادي
-
في أعياد الميلاد المجيدة
-
التحالف الإسلامي مع الإرهاب
-
كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
-
توضيحات
المزيد.....
-
العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي
...
-
الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
-
نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج
...
-
ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي
...
-
حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا
...
-
قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا
...
-
دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد
...
-
“بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
-
إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان
...
-
لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|