|
هي آمال
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 16:19
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
نُعلقها على تظاهرات شعبنا الرافض للظلم وللفساد وللعدوان والإرهاب والحروب ، مظاهرات نرى فيها إستقامة شعب ، وحياة أمة تبحث عن مصيرها ، وعن هويتها وعن مكانتها ، وفي كل جمعة يكون موعدنا مع هذه الجموع الثائرة والتي تهتف للعراق ولشعبه الحر المستقل ذي السيادة والكرامة ، هي جموع جاءت من كل طيف من أطياف المجتمع على تنوعه وأختلافه ، يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة ألاَّ وهو - التغيير والإصلاح - .
ولهذا فهم صوت كل إنسان حر غيور شريف ، وفي المقابل تقف هناك الرجعية والتخلف والفساد ودعاة التفريق ومن شقوا عصا الوحدة ، من الوصوليين والإنتهازيين والمنافقين الذين يعرفهم شعبنا جيداً ، يعرفهم من سيماهم ويعرفهم من سلوكهم وتواطئهم مع المأجورين والسراق وما باعوا الشرف والكرامة .
دعونا نعزز الثقة ونعمقها بهؤلاء الرجال ، الذين يهتفون برحيل كل فاسد وكل خائن وكل مرتزق ساهم ويساهم في البلد وتحطيمه ، دعونا نقف جميعاً في صف الوحدة ممسكينا بها فهي - سفينة النجاة - من ركب بها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ، دعونا نستلهم روح البطولة من أولئك الشجعان في قواتنا الباسلة وحشدنا الشعبي الغيور ، أولئك الرجال الذين يسطرون أروع ملامح العز والفخار في مواجهة التخلف وقوى الشر والإرهاب ، دعونا نؤمن بإن مظاهرات شعبنا هي ليست لتفريغ حالة إحتقان وحسب ، إنما هي حالة وعي مجتمعي يرفض الظلم ويرفض الفساد ويرفض التخالف ، الذي يصدر من هذه الوجوه التي تحكمت به من غير وجه حق .
لقد أثبت شعبنا إنه أقوى من كل قوى الطغيان ، وإن حريته وأمنه الذي يُطالب به هي عناوين حراكه اليومي المستمر ، ضد من يتصرفون ويعملون من غير مبالات تجاه قضاياه ومشاكله الحاسمة .
إن من يتهمون المتظاهرين بشيء سلبي ، إنما يتهمون الشرف العراقي والكرامة العراقية والثورة العراقية ، وهؤلاء نعرفهم جيداً منذ قديم الأيام ، نعرفهم مختاتلون مُخادعون ، نعاج ينعقون مع ناعق لا يردعهم شرف ولا ضمير ، إن معانات شعبنا لا يمكن السكوت عنها ، ولقد صبر هذا الشعب عليهم طويلاً ، وكان حسن النية في مواطن كثيرة ، ولكن نفذ صبره بما يقول عن كل هؤلاء المتنفذين من سرقوا قوت أبناءه وشردوا عياله وقسموه طوائف وملل .
يا شعبي العزيز : أنا معك وأنت تقود الرفض مؤمنا به ، ومؤمناً بان طريق الخلاص لا يأتي بالأماني أو بالركون والسكوت على الضيم ، إنما يأتي بالإيمان وبالتراص وبالوعي وبالثقة وبالإصرار والصدق وعم اللين ، ولا يأتي بالإستماع لمن هم في الصف المُعادي ، وأنا معك في رفضك للوعود الكاذبة وللمخاتلة وللتسويف وللماطلة ، وأنا معك في كل وقت وكل حين .
ولقد كنت أحذر من أيام سود سوف تأتي إن لم يتغير الحال ، وكنت أرآهن على البعض من المخلصين في داخل الحكم في نزع فتيل التوتر والهوان ، وكنت أرآهن على ذاك الضمير العراقي الملتهب لدى البعض ، في أن يكون هو القوة التي تمنع من تدهور الحال إلى وإنفلات الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم ، وثقوا إن لم نحسم الأمر قريباً فسوف لن يكون هناك عراق في المستقبل ، تلك هي الحقيقة ولمن أراد مزيد بيان عليه بتتبع حركة الإرهاب وكيف ينتقل من موقع إلى أخر ؟ .
هي آمال نعقدها على من نعتز بهم ، والذين نعرفهم أمناء على وطنهم ، ونعرف حرصهم الدائم في تخطي كل تلكم المشكلات ، وتخطي هذا الضعف وهذه الضعة ، وتخطي هذه الخيانات التي تخرج من أنصاف الرجال كل يوم إلى العلن ، هي آمال سوف تحيي فينا روح التحدي من جديد ، وتحرك تلك الكوامن لتجعل منها الفعل الذي يصحح كل فشل وكل خطأ وكل تدني ، هي آمال ننظر إليها ونلمسها في أعين الأطفال وفي قبضات الرجال ، نلمسها هناك في دعاء الأمهات وفي قلوب الثكالى الذين حصدتهم يد العدوان من الجهات الأربعة ، هي آمال نرجوا أن لا تقع على الأرض وتكون مجرد صراخ أو - عفطة عنز - ، بل نريدها ان تكون لكل من تآه في وسط الزحام النور الذي يدل على الطريق ، ويهدي من أراد كيف يكون المصير ، ولتكن مظاهراتكم دليل حسم وإنتصار يرونه بعيداً ونرآه قريبا..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن التغيير والإصلاح
-
سوريا الفدرالية
-
الفدرالية في مواجهة التقسيم
-
في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان
-
يا غريب كٌن أديب
-
الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
-
العراق والمستقبل المجهول
-
في وداع 2015
-
إنتصارنا في الرمادي
-
في أعياد الميلاد المجيدة
-
التحالف الإسلامي مع الإرهاب
-
كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
-
توضيحات
-
ما بين تركيا وداعش !!
-
برقية شجب وإستنكار
-
من يصنع الإرهاب ؟
-
لمن نكتب ؟
-
عن القضية السورية
-
لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
-
لتحيا روسيا
المزيد.....
-
غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
-
الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار
...
-
يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024
...
-
مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب
...
-
فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
-
الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
-
الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|