أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان















المزيد.....

في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 17:50
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




عنوان هذا المقال أخذناه من سؤال جاءنا من صديق يسأل فيه وبعدما أطلع على كتابنا - الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية - عن الإيمان والليبرالية الديمقراطية ومابينهما من المشتركات ، وكتابنا هذا صدر في بيروت عن مؤسسة العارف للمطبوعات ، وللوهلة الأولى فهمت إن السؤال يتناول في مضمونه العام البنية المعرفية لإيمان الليبرالي وهل هو واقع بالفعل ؟ وكيف يكون ذلك ؟ ، ولأن الجواب عن ذلك يتطلب إحالة الكتاب نفسه ، لكننا نظن إن هناك طائفةً من الناس تتصور وتتعتقد بأن الليبرالي لا يؤمن بالله ولا بالغيب ، وتلك نظرة غير صحيحة وغير عاقلة وغير منطقية بل وفيها من التآمر والدس الشيء الكثير ، وذلك لأن الليبرالي الديمقراطي حين يستند في مقولاته عن الحرية وعن حقوق الإنسان ، إنما يستند في ذلك على الإيمان في نفسه بهذه الأشياء ، والإيمان بالمفهوم الليبرالي الديمقراطي واحد لا يتجزء ، كما إن الليبرالي الديمقراطي في تحليله للكون والحياة يستند في ذلك على الإيمان طبعاً الإيمان العقلي ، والإيمان العقلي هو إيمان يكون من منظور فردي وفهم فردي لا من منظور جماعي أو فهم جماعي ، والفهم الفردي : الذي نقصده يرتبط ويتعلق بمسألة الحرية والإختيار ودرجة الوعي والوسائل التي يستخدمها هذا الفرد فيما يؤمن به وفيما يعتقد به ، ولهذا يدفع الليبرالي الديمقراطي ويطرد الفهم الجماعي للأشياء من وحي ذلك ، بإعتبار ذلك الفهم أعني - الجماعي - يرقى لمعنى الدكتاتورية والإستبداد ومن هنا يكون الإجماع كذلك ، وهذه هو النقيض الطبيعي لليبرالية الديمقراطية ، ثم إن مفهوم الإيمان هو مفهوم نسبي ، وليس مفهوماً مطلقاً ، ولذلك لا يمكن جعله عاماً و بنفس الدرجة ، وذلك لطبيعة التفاوت في المتلقيات والأدوات والعقل القادر على الفهم والتحليل .

ونحن في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - أقمنا علاقتنا بالأشياء مهما علت أو تدنت على العقل ومايؤمن به ومايؤسسه ، واعتبرناه الأساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه في عملنا ، ونظرتنا العقلية تلك أردناها من خلال تعميمها لتكون في متناول الجميع ، وفكرياً في هذا المجال نقول : إن بعض نظرتنا للإيمان يغلفه دائماً المعنى العقلي ، ذلك لأن هذه النظرة العقلية أساسها معنى الحياة الإنسانية برمتها ، والتي تقوم على ذلك منذ البدء ، يعني منذ زمن ذلك التدافع من أجل العيش والحياة بين البشر ، وبنفس درجة الوعي تلك نقول : إننا لا نستطيع طرح قضية الإيمان بالغيب جانباً لما لذلك من تداعيات تاريخية وإنسانية نحس بها ونستشعرها ، ومن يطرح ذلك في المجال السياسي حتما ستُصيبه بشيء من اللاتوازن واللاإنتظام ، وهذا الذي نقوله ينطلق من واقعيتنا السياسية التي نتحدث عنها دائماً ، ونؤمن بها كإيماننا بذل التمايز في الطبيعة بين ما هو سياسي وما هو فكري .



نعم إن مفهوم الإيمان الذي ورد في كتابنا - الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية - ، إن دقق به صديقنا السائل ، سيجد إننا هناك قد كثفنا الحديث ووسعناه عن الإيمان لا من وجهة نظر سياسية فقط ، بل لأننا نعلم إستحالة تحقيق أهدافنا إن فُقد الإيمان من حياة الأفراد ، ولإيماننا كذلك بإستحالة تحقيق حلمنا ببناء الدولة المنشودة من غير الإيمان هذا ، وهذا دليل على إننا لا نجرد الناس من إيمانهم ، بل إننا نؤكد على أهمية الإيمان الفردي وليس الجماعي ، يعني إننا نؤكد على إستقلالية عقل الفرد من عقل الجماعة ، وإستقلالية العقل هذا يجعل للإختيار معنى ويجعل لكل فرد إحساس بمسؤولياته وشخصيته ، ويعلم صديقنا إيضاً : إن الليبرالية الديمقراطية تحترم فكرة الأمة في صيغة المتشكلة من الوعي المنفصل وليس من الوعي الجمعي المفروض ، وفكرة الأمة المتكونة بالإختيار الذي يتم بعد الإيمان بها ، وهذا هو شرطنا في أن لا نكون أمة مجزئة أو أمة مستغفلة ومستضعفة ، والتأكيد منا في فردانية الوعي وفي فردانية الإيمان له علاقة بمفهوم - كل نفس بما كسبت وكل أمرء بما كسب - ، وهذا يكون أكثر وضوحاً في صراعنا ضد الجهل والتخلف وفرض الأفكار والإيمان الزائف بالحقيقة المطلقة ،

والايمان الزائف لا يستطيع أحد ان يفخر به ، لأنه لن يكون نابعاً من أعماقنا ومن خياراتنا ومن فهمنا ، والإيمان الزائف نجده هناك في التلوث الفكري الذي يبثه خطباء فاسدون وسياسيون فاشلون ، وهو الذي يؤثر سلباً في قدرة عقول شابابنا وشاباتنا في إختياراتهم ومواقفهم ، إن الليبرالية الديمقراطية كما في الطريق إليها كشفت زيف أدعياء الحرية وأدعياء العقل وأدعياء الفكر ، وكشفت رخص السياسة السائدة في بلدنا ورخص السياسين الفاشلين الإنتهازيين ، كما وأشارت إلى إن الطريق إلى الحرية يكون ليس بأدعاء المثالية والتطفل على الواقع من خلال الضرب على وتر الطائفية الموهومة والديمقراطية الزائفة ، والتي زيفت نضال العراقيين مثلما زيفت حقيقة الإيمان بالتغيير .

أيها الصديق العزيز ، كتابنا لم يقلل من شأن الإيمان ولا من شأن الغيب لكنه دعى فيه لجعل طريق تنمية الواقع يكون بتطوير العقل ، وفسح المجال أمامه ليكون حراً بالفعل ، وهذا مبدأ أعتمدناه وهناك ثمة فرق أساسي بين المبدأ كروح و المبدأ كذهن ، ومبادئ الليبرالية الديمقراطية هي مبدأ روحي وليس ذهني وحسب ، وتجربتها ليست تاريخية بالمعنى الحرفي ، بل هي روح نشأة وتكونت مع الحياة نفسها ومع الإنسان نفسه حين تحول بفعل عقله ليكون كذلك .

إن طريقنا نحو الليبرالية الديمقراطية هو طريق طويل ويحتاج منا التعرف عليه جيداً ، يعني فسح المجال لعقولنا كي تدخل ساحته من غير الإعتماد على مايبث ومايؤثر في وعلى منظومة عقولنا الذاتية الفردانية ، وعقلنا الذاتي إن تمسكنا به فهو كلمة السر التي تجعل من طريقنا نحو الليبرالية الديمقراطية صحيحاً وسالماً ومُعافى ، وهذا الذي نقوله في الإعتماد على العقل وتحريره من سلطات الجماعة هي الميزة التي تميزنا نحن الليبراليون الديمقراطيون ، وذلك ليس إدعاء ولكنه واقع نعيشه وندعوا له ، وهو الذي يجعل من إيماننا راسخاً ومتميزاً عن غيرنا ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا غريب كٌن أديب
- الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
- العراق والمستقبل المجهول
- في وداع 2015
- إنتصارنا في الرمادي
- في أعياد الميلاد المجيدة
- التحالف الإسلامي مع الإرهاب
- كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
- توضيحات
- ما بين تركيا وداعش !!
- برقية شجب وإستنكار
- من يصنع الإرهاب ؟
- لمن نكتب ؟
- عن القضية السورية
- لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
- لتحيا روسيا
- تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق
- قراءة هادئة في تطورات القضية السورية
- الأحزاب الدينية وفقدان الضمير
- بيان صادر عن الدائرة الثقافية والإعلام المركزي في الحزب اللي ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان