أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - العراق والمستقبل المجهول















المزيد.....

العراق والمستقبل المجهول


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 07:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس من شك ، فينا من يجهل حجم معانات الشعب والوطن من الإرهاب وخطره !! ، وما يسببه لنا ولمن حولنا من مشكلات وأزمات تحاصرنا في الحاضر وتسرق مستقبل أجيالنا القادمة ، وفي هذه النقطة لا بد من توجيه الأنظار إلى الطريقة الخاطئة والتي تعاطينا فيها مع الإرهاب ومع مجمل هذه القضية ، وهنا نُشير إلى تلك الطريقة الغير نزيهة والغير صادقة والغير واضحة والتي أدخلتنا في الكثير من التدجيل والتعميه وعدم الصواب وفقدان الكثير من الوقت والمال والجهد ، والإرهابيون في بلادنا لهم حواضن تزودهم بالمال والسلاح والتعبئة والتجهيز الإعلامي والحشد الدعائي ، وهؤلاء المزودين يناصرونهم مدفوعين بالحقد والجشع والتضليل وسوء النية والكراهية ، وهؤلاء هم ليسوا فقط الواقفين هناك خارج الحدود ، بل إن لهم المناصرين في داخل الوطن من سياسين خونة ومرتزقة ونفر من المائعين التاهين اللاهثين وراء الدرهم والدينار ، نجد هؤلاء في أجهزة الدولة ومؤوسسات الحكم ، ونجدهم إيضاً في أجهزة الأمن والجيش والشرطة ، مستغلين هذا التفكك في جسد الوطن وهذا التنازع بين أطراف سياسية بغيضة ، ولا أدلكم على جديد فإن أساليب التضليل والإغراء لا يقيدها شرف ولا تحدها قيود ، ولا يردعها ضمير لدى بعض سياسينا ، ونحن نخوض حرب الإستنزاف ضد قطعان الإرهاب نشكو في الوقت عينه ضعف مؤوسسات الدولة وعدم تركيزها على ما ينفع العراق ويعزز موقفه ، وهاكم معي أدلكم على معالجات وزير خارجية العراق السطحية والساذجة والبعيدة عن الواقع والبعيدة من الإقتراب عن الحقيقة كما هي من غير تلبيس ، وأرآها مكتفية بالتلهي وبالتجول هنا وهناك ، ولا اجد لها موقفاً حازماً بين العرب فيما يخص قضايانا المصيرية ، ولهذا تبدو ليَّ صورتها كما تبدو للجميع من غير طعم ولا لون ولا رائحة ، وها أنا أشير لدور وزارة الخارجية في الإجتماع الوزاري اليوم في القاهرة لمناقشة الأزمة بين طهران والرياض ، ولم يتعض وزير خارجيتنا من موقف وزير خارجية لبنان الذي عبر عن رأيه بكل وضوح وقانونية وشفافية ومن غير إلتباس لدى السامع ، والموقف يتطلب توضيح ما يلي :

أولاً : يجب أن يكون موقف العراق واضحاً ومندداً في التجاوز على السفارة السعودية لأنها في حماية الدولة الإيرانية ، ويجب إستنكار ذلك الفعل بأشد العبارات ومحاسبة الفاعلين وضبطهم ومحاكمتهم وهذا ما تقوم به إيران بالفعل ، وهؤلاء يجب إدانتهم وتوجيه الأنظار لموقفهم الخاطئ .

و ثانياً : يجب أن يكون للعراق دوراً واضحاً في مسألة الصراع ، وليس موقفاً موافقاً فقط أو تكرار القول حول مفهوم الإجماع العربي الهزيل البائس ، كان يجب على وزير خارجية العراق ان يكون بمستوى الحدث ويُظهر الكثير من الشجاعة والحزم والإرادة ، فهو كما نسمع أراد أن يكون وسيطاً أو قد دخل وسيطاً ، وفي هذه الخطوة عليه تتبع ذلك وأبداء الرأي الذي يحد من التنازع وفق الإستحقاقات القادمة ، لا التوقيع على بيانات الجامعة التي لا تحل ولا تربط ، كان عليه أن يكون له موقفاً متميزاً نسمع عنه ونسمع صدآه ، بحيث يُقال لنا هكذا تحدث وزير خارجية العراق .

في السياسة لا يجب ان تكون مفكراً ، بل يجب ان تكون رجلاً محاوراً تستخدم أبسط العبارات وأدلها على المُراد ، لكي تقول كلمتك حيث تُسمع وتكون جزء أساسي وطرفاً فاعلاً ، والمؤسف إنه ومنذ 1990 ضاع العراق وسقطت هيبته وأصابه الخمول والتردي - وأكثر هذا السقوط كان بفعل العرب أو بفعل تآمر العرب - ، نعم كنت أتمنى لو كان وزير خارجية العراق أن يُقدم لنا صورة مغايرة ، صورة نعتز بها ونفتخر ، ولأن ذلك لم يحدث كم تمنيت لوكان لنا وزيراً بحجم شخصية - السيد مثال الألوسي - ، فهو بكل الإعتبار كامل من جميع الأوصاف ، شجاع متمرس خبير وله دراية بخفايا العرب وبمزاجهم وهو خير من يُحسن التعامل معهم من غير عوج .

إن كل مصائبنا جاءت من هذه التوليفة السياسية الفاشلة ومن هذه المحاصصة الفاشلة التي قدمت لنا نوعاً من البشر غريبي الأطوار ، وكل مؤهلاتهم إنهم خير سُراق وحرامية ، وأخرت لنا عن عمد رجال من الطراز الذي يريده العراق .

إن الإستمرار في تكرار الأخطاء يولد النفور والتراجع وعدم الثقة ، ولكي لا نسيء الظن بالجميع ندعوا الأخ رئيس الوزراء ليقرأ الأمور قراءة واقعية جديدة ، تخرجنا من هذا الذي نحن فيه من تهالك وتردي وميوعة وخمول ، ودعوتنا للأخ العبادي تتلخص بنقطتين :

الأولى : هي بالتركيز الجدي على الإصلاح في مؤوسسات الدولة والنظام ، بشكل حقيقي وليس شعاراتي وعاطفي ومزاجي ، وفي ذلك العمل سنلتقي سوياً في وسط الطريق جميعنا لكي نبني ونعمر وننتج ، وفي الإشتراك بالعمل الإصلاحي ستتلاشى صور الغدر والطعن سواء من الرفاق أو من الأغيار ، وهناك سيتجمع الشعب حول وطنه وقضاياه من دون خيانات وأحلاف أو إنكباب على فتات أقوال نفر خارجين ، إن دور الإصلاح الحقيقي يكون في فضح ما يُراد للعراق وشعبه من التمزيق والتفتييت وفضح تلك المؤامرات ومن يعمل داخلها ومن خلالها ، وأظن إن الباب يجب ان يكون مفتوحاً لأبناء الوطن يدولون بدلوهم ، ومن ثم نمد اليد وهي عزيزة للعالم الغربي وروسيا ، ومن دون الإعتماد على عرب اللسان أو عرب الجنسية فهم أعداء بالفطرة ، وفي ذلك ترآنا ندعوك للحذر من الدول الماكرة ، والتي لم تكن في يوم من الأيام إلاَّ عدو فاحذرهم ، وفي ذلك الأمر من التحذير إنما نقوم بواجبنا الوطني والأخلاقي تجاه شعبنا ووطننا .

إن واجبنا دائماً يكون في صون حقوق شعبنا وكرامته لا الضياع في إطلاق الوعود والفلسفات البائسة ، ودعونا لا نذكر الشعب بالفساد الذي خرب على الوطن مستقبله ونظامه وعيشه العام ، دعونا نركن للعمل ودعونا نركز على ما يجمعنا ، وذلك هو الإصلاح الحقيقي الذي هو معركتنا جميعاً ، وفي ذلك إنما نواصل الجهد في حربنا المفتوحة على الإرهاب .
والثانية : هو في إدامة الجهد المتواصل ضد الإرهاب ، ولا يجب ان نخلط في المشاعر أو نُسرف في ذلك حتى لا نُصاب بالإكتئاب أو القنوط ، ونحن نعلم إن هناك من يدبر لنا في الخفاء والعلن ، كيف نفشل ؟ وكيف تذهب ريحنا ونتفرق ونذوب ؟ ، وعليكم أخي رئيس الوزراء تقع المسؤولية في تقليص مساحات الذين يُسمح لهم بالكلام والخطب ، حتى لا تتناقض الأقوال والأفعال ونكون كالتي نقضت غزلها أو بقول غوار الطوشه - حارة كلمن أُيده ألو - ، وتُستغل هذه الحالة من قبل الإرهابيين ، وكلنا يعرف وسائل هؤلاء الإرهابيون وإمكانياتهم ، وما يُقدم لهم في السوق الإعلامية والسياسية من تسهيلات دعائية ووظائفية .

إننا نرى الخطر محدقاً ولكي نستعد له ، لا بد من حجب الأنظار عن أولئك المهرجين الذين يعطون للعدو الوسيلة والقصد التي تُصيبنا بالوهن والتخاذل والتراجع .

إن موقف العراق من الأحداث لا يجوز ان يكون مهزوز أو باهت أو غير منسجم مع واقعه ، وفي هذا المجال لا يجب أن نعيش أحلام اليقظة ظانين بها الواقع ، وهذه من السفسطة المذمومة ، إنما نريد للعراق مع الحق بكل صلابة وعنفوان ، وهذا عهدنا به ومن لم يجد في نفسه الكفاءة في ذلك ، فليفسح الطريق لغيره ، إن كان هناك بعض ضمير



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع 2015
- إنتصارنا في الرمادي
- في أعياد الميلاد المجيدة
- التحالف الإسلامي مع الإرهاب
- كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
- توضيحات
- ما بين تركيا وداعش !!
- برقية شجب وإستنكار
- من يصنع الإرهاب ؟
- لمن نكتب ؟
- عن القضية السورية
- لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
- لتحيا روسيا
- تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق
- قراءة هادئة في تطورات القضية السورية
- الأحزاب الدينية وفقدان الضمير
- بيان صادر عن الدائرة الثقافية والإعلام المركزي في الحزب اللي ...
- الليبرالية الديمقراطية هي المنقذ الوحيد للعراق
- الشرف
- كنت هناك


المزيد.....




- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - العراق والمستقبل المجهول