أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - عن التغيير والإصلاح














المزيد.....

عن التغيير والإصلاح


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 14:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    





بين مفهوم التغيير والإصلاح فارق في الأولويات وفي الترتيب وفي المعنى المُستفاد ، فالتغيير : هو في جعل الشيء على غير ماكان عليه ، وأما الإصلاح فهو : الإتيان بما هو صالح وجيد ، وهذا ما يقصده العراقي في تظاهراته المستمرة منذ سنوات ، فهم يريدون تغييراً شاملاً ومن ثم إصلاحاً عاما ً ، وهذا بحسب التراتُبيه التالية : يكون في تغيير و تبديل النظام السياسي تبديلاً شاملاً ، ومن ثم تتم عملية الإصلاح المطلوب في وضع الشيء في محله الصحيح ، والعملية تحتاج إلى رجال مؤمنين بها وبقدرتها على جعل العراق في المكان الذي يليق به ، وهذا يعني إننا لسنا بحاجة إلى إعادة تأهيل للنظام ولا إلى تسويق بعض رموزه ، فالعملية التي يريدها العراقيون بنيوية وليست شكلية ، ولهذا يصرون على التغيير أولاً والإصلاح ثانياً ، لأنهم يعرفون طبيعة المنهجية هذه وماتوفره لهم من توالي مفيدة في عملية بناء الدولة ومؤوسساتها ، ولكي تتم عملية التغيير والإصلاح فالواجب يقتضي أن يقوم بها رجال من خارج مؤسسة الحكم والنظام ، رجال من الشعب ومن الذين لم تتلطخ أيديهم وعقولهم ولم تتلوث وهؤلاء هم خير من يُغير ، وإلى هذا أشارالإمام الحسين بقوله : - [ أنا أحق من غيَّر ] ، لكن حينما تتحول عملية التغيير والإصلاح إلى كلام عن - حكومة التكنوقراط - فهذا يعني إننا قد أضعنا الهدف المنشود ، ويقيناً إنه قد أصابنا شيء من التشويش وعدم الدقة في تحصيل الإرادة ، ونعلم معها إن هناك خطأٌ ما قد دخل على الخط فغير من البوصلة ، وغير من المعنى وفي المعنى ، فالذي جرى في العراق ويجري من فساد وسرقات وتهديم متعمد وتخريب للبلد ، لا يحتاج فيما نعلم إلى وزراء متخصصين حتى يستقيم أمره ، إنما يحتاج إلى إدارة قوية شريفة ونزيهة وغير مُدنسة ولا ملوثة ، وإحتياج العراق منشأه في عدم الشرف في قيادة الحكم وعدم النزاهة والأمانة في إدارة الدولة والضعف والضعة لدى من بيدهم الأمر ، وهذه هي الإشكالية المحورية للحكم الآن في العراق ، والناس حين تظاهروا وخرجوا إلى الشوارع والساحات لم يكن يريدون إستبدالاً في المناصب ولا تغييراً في الصور ولا إصلاحاً شكلياً ، الشعب يريد تغييراً شاملاً يذهب معه كل من جاء بهذا الخراب والدمار ، يذهب معه كل من سرق مال الشعب وأعتدى على كرامته وأمنه وعزته ، التغيير الذي يريده الشعب في العمق ويطال كل هذه الأسماء الكبيرة و الأحزاب الكبيرة والتي كانت ومازالت سبب البلية ، الشعب لا يريدُ ترقيعات أو تسويات صوريه ، لأنه يعرف المرض ويريد علاجه بشكل تام وناجز ونهائي ، وحكومة التكنوقراط التي يُنادى لها لا تُلبي معنى التغيير ولا تصل حد مطالب الشعب ، صحيح إن الإختصاص جميل لكنه ليس مطلباً في الإدارة ، وصحيح إن التقوى جميلة ولكنها ليست شرطاً في الحكم ، والشرط اللازم لصحة الحكم قوته أولاً ونزاهته وشرف القائمين عليه ، إذن فالشعب يريد إدارة قوية و نزيهة وشريفة ، تستطيع محاسبة كل فاسد وكل مجرم وكل سارق وكل متحايل ، أخذ شيئاً لم يستحقه ، ولهذا نطالب بالتغيير لكي يطال كل جهة وكل فئة وكل حزب وكل مسؤول ، سرق واهدر وتجاوز على حقوق الوطن والمواطن ، نريد إدارة قوية أمينة تنتزع الحق وتذهب إليه حيث يكون ، لا تتردد ولا تتوجس تعيد لكل ذي حق حقه ، إلى الحد الذي يُشعر الناس معها بكرامتهم وثقتهم بأنفسهم ، ونحن إذ نشد على أيد مقتدى الصدر ونطالبه بجعل الأمر أكثر من مجرد مطالبات في الخدمات والحقوق الشخصية ، نطالبه لكي يتخذ من مضمون ومعنى - التغيير والإصلاح - طريقاً لإعادة ترتيب الواقع السياسي والإجتماعي في العراق ، وثق إن الإصرار على المطالب الكبيرة هو غاية الشعب ومُناه ، حين يجد من يفتح له أبواب المدينة ليدخل إلى كل الساحات ويعلن البراءة من كل هذا العفن والزيغ ، ولتكن كلمة كل الأحرار واحدة وهاهم المفسدون قد أستشعروا الخطر وقاموا بتهريب وتخبئة ما سرقوه وتبييض القسم الأخر ، في دول الجوار والمنطقة ، ولتكن الجمعة القادمة موعدنا مع النصر وفي وضع حد لكل هذا الفساد وهذا الضيم ، الذي أذل رقاب العراقيين وجعلهم مشردين في أوطانهم ولدى الأغيار ، ولنستلهم روح الكبرياء في ذلك القول الرائع : إذا الشعب يوماً أراد الحياة ، وشعبنا يريد الحياة ويريد الفخار ويريد الكرامة وهو أهلٌ لذلك ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الفدرالية
- الفدرالية في مواجهة التقسيم
- في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان
- يا غريب كٌن أديب
- الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
- العراق والمستقبل المجهول
- في وداع 2015
- إنتصارنا في الرمادي
- في أعياد الميلاد المجيدة
- التحالف الإسلامي مع الإرهاب
- كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
- توضيحات
- ما بين تركيا وداعش !!
- برقية شجب وإستنكار
- من يصنع الإرهاب ؟
- لمن نكتب ؟
- عن القضية السورية
- لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
- لتحيا روسيا
- تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق


المزيد.....




- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...
- فرنسا: الناشط اللبناني جورج عبد الله أمام القضاء يوم 17 يولي ...
- شبيبة القطاع الفلاحي تعبر عن تضامنها مع طلبة معهد الزراعة وا ...
- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025
- العدد 609 من جريدة النهج الديمقراطي
- “المستأجرين” بالاسكندرية تدعو لتأسيس فروع للرابطة.. والحكومة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - عن التغيير والإصلاح