أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 16:17
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
أتعبني الدرويشُ الذي يسكنُ أعماقي
فهو لا يكفُّ عن الرقص
آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار.
*
هو يرقصُ حيث الناس بوجوهٍ كالحةٍ
يبيعون ويشترون أشلاءَ حياتهم.
وهو يرقصُ حينَ يرفعون،
بأيدي الكراهيةِ والحقد،
سكاكينهم ليمارسوا لعبةَ الدم
بشغفٍ جنونيّ
أو حينَ يشتمون بعضهم بعضاً بألسنةِ البغال
أو حينَ يسكرون أو يهذون أو يبكون
أو حينَ يضيعون أو يغرقون.
*
لا القتلة يفهمون رقصه العجيب
ولا السكارى
ولا الذين يهذون أو يبكون
أو يضيعون أو يغرقون.
*
لا السكاكين تفهمُ رقصه الغريب
ولا أيدي الكراهية والحقد
ولا ألسنة البغال
ولا كؤوس السكارى
ولا طرقات الضياع
ولا مراكب الغرقى.
*
أشفقُ عليه من سوء الفهمِ الذي لا ينتهي
وأشفقُ عليه وهو في رقصته يدورُ ويدورُ ويدور.
وحينَ أتعبُ من شَفَقَتي البائسةِ العاجزة
حدّ أنْ أنهارَ أو أجنّ
أتعرّى تماماً
وأرقص معه رقصةَ الدرويش.
*******************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟