أسماء الرومي
الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 00:42
المحور:
الادب والفن
قبل قليل رأيتُ على الأنترنيت حشد الناس الذين تجمعوا
ليلة أمس قرب بنك الدم ليتبرعوا لضحايا التفجيرات
الجرحى بدمائهم
هم العراقيين الذين أعرفهم
يا من لا يعرفَ أهلي
هم دمعي هم أشواقي
هم الحنين في قلبي
ــ بغداد تقف على ضفتين
ضفةٌ من نيرانٍ
وأخرى من دماء
ويلاه وداري لا زالت تحترق
والجدران لا زالت تنزُّ دِما
تباً لهم يتسلون بفجائعنا
تباً للراقصِ على مصائبنا
الأطفال يلعبون
تشابكت أياديهم
فرحين يدورون
ضفيرةٌ حريريةٌ سقطت
في حضنِ أمٍ
والدِما أغرقت أحضانَ
أبٍ يلتاع
والشامتين على دموعي ودموعكَ
يا عراقي يدورون
سحقاً لهم دمعةٌ من دموعكَ
تُغرق حتى من سلَّطهم
أحدهم شامتٌ وآخر خجلُ*
تصوروا أخجله موتكمَ
يا أحبابَ الحب
يا خفقةَ الحبِ يا رفّةَ الحبِ
يا من أخذَ القلبَ معه أين ألقاك ..
لو كانوا أطفالكَ فهل بقي لكَ جفنُ ؟
يامن يشكي الخجلَ..
قلبي عليك يا عراقي
والسلاطين ضمائرٌ معفرةٌ بالترابِ
خائنٌ ولصٌ وعديمُ حياء
سافرَ الأحبابُ يا إنسان
لكنك يا عراقي رأيتكَ أباً
وأماً لهذا الأنسان
رأيتُ حشداً من شيبٍ وشباب
يتزاحمون قرب بنك الدمِ
فديتكم أنتم الأنسان
ورحمةُ الرحمن
أنتم الأنسانية وأنتم الوطنية
وقلبي وقلبكَ يا عراقي
نبضةُ حبٍ واحدة
كتبت 13/5/2016
في ستوكهولم
*أحد المسئولين يتكرم ويبدي خجله من أحداثٍ
أغرقت بغداد بالدماء خلال يوم واحد أكثر من
300 بين شهيد وجريح وبطريقة تدمي القلوب
كل هذه التفجيرات القذرة والمسئولين بخزيهم
مشغولين
#أسماء_الرومي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟