هل يحق لكم حقا فعل هذا ؟؟

سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)

الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يحق لكم حقا فعل هذا ؟؟
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ولغاية 2003 كان من حق اي مواطن عراقي الترشيح لأي منصب في الدولة بما فيها رئاسة الوزراء , كما ان التاريخ يذكرنا بالفترة المحصورة مابين عام 1921 ولغاية عام 1958 تشكلت خلالها اكثر من 57 وزارة , تناوب على رئاستها السني والكردي والشيعي والتركماني على حد سواء , وفيما يلي جدول برؤساء الوزارات للفترة مابين 21 و 1958
رؤساء الوزراء من العرب السنة : عبد الرحمن الكيلاني ,عبد الحسن السعدون, ياسين الهاشمي,توفيق السويدي,ناجي السويدي, رشيد عالي الكيلاني , علي جودة ,حكمت سليمان ,طه الهاشمي ,حمدي الباججي ,ارشد العمري , مزاحم الباججي ,مصطفى العمري .
رؤساء الوزراء من الكرد :جعفر العسكر, جميل المدفعي , نور الدين محمود , احمد بابان .
رؤساء الوزارات من التركمان : نوري السعيد , ناجي شوكت .
رؤساء الوزارات من العرب الشيعة :صالح جبر, محمد الصدر, فاضل الجمالي ,عبد الوهاب مرجان .
تقريبا بمعدل كل سنة تتبدل وزارة , لأسباب مختلفة جميعها تصب لمصلحة المواطن ...
اما الوزراء فكانوا من الأخوة الكرد والتركمان والمسيح والصابئة والأيزيدين بل حتى اليهود , ومازلنا نتذكر(حسقيل ساسون ) يهودي ,ويعتبر أول منظم لهيكل الضرائب على الأسس الحديثة. أول وزير مالية للعراق في العصر الحديث، استلم وزارة وهو المالية العراقية , يروى ايضا ان الملك فيصل اراد منه مبلغ 20 دينار عراقي من اجل بناء مدرسة في الديوانية بعد مطالبة الملك من اهلها لبناء تلك المدرسة إلى ان ساسون, قال للملك لقد اقرت الميزانية في البرلمان وليس هناك مجال للتلاعب في اي رقم مما اقره البرلمان , هذا الرجل اليهودي رحمه الله اشرف بكثير من الوزراء المنتمين الى المكونات الكبيرة التي تحكم العراق هذا اليوم
حسقيل ساسون الوزير اليهودي الذي دار وزارة المالية بطريقة ذكية حتى ان المثل البغدادي ( لا تحسقلها ) قيل بحق هذا الرجل , ثم جاء حكم عبد الكريم قاسم وهذا الرجل ايضا قرب له جميع ابناء المجتمع العراقي , حتى في ايام عبد السلام عارف واخيه عبد الرحمن عارف وانقلاب 68 وحكم احمد حسن البكر وبعده صدام حسين , كنا نرى التشكيلة الوزارية تضم السني والشيعي والكردي والتركماني والصابئي والمسيحي والأيزيدي , على حد سواء .
ان ماحصل ما بعد عام 2003 من حل مؤسسات الدولة على يد الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر وبمباركة قوى المعارضة العراقية , والتي اصبحت فيما بعد الحاكم المعين من قبل بريمر لأدارة البلاد , تتحمل وزر حل مؤسسات الدولة واعادة تشكيلها من جديد على اساس طائفي , والمشكلة هنا انها وزعت مابين ثلاث مكونات من مكونات المجتمع العراقي وهم كل من الكرد والسنة والشيعة , وتهميش باقي المكونات مثل التركمان والمسيح والصابئة والأيزيدين , سكان البلد الأصلييين .
هنا من حقنا ان نتساءل اليس الأشوريين والمندائين وغيرهم هم سكان البلاد الأصليين ؟؟؟
ثم اليس الدستور العراقي يقول ان العراقيين جميعا متساويين في الحقوق والواجبات ؟؟؟
لماذا اذن تسمى هذه المكونات الأصلية للمجتمع العراقي بالأقليات ؟؟؟
ولماذا لا يسمح لها بالترشيح لأحد الرئاسات الثلاث ( الجمهورية والوزراء والبرلمان ) ولماذا اقتصرت هذه الرئاسات على العرب سنة وشيعة والكرد ؟؟؟
هذه الأسئلة نطرحها اليكم , لأنصاف جميع مكونات المجتمع العراقي , من اجل القضاء على المحاصصة وتهميش الأخر , من يقول ان المواطن العربي اهم من المواطن المسيحي , ومن يقول ان المواطن الكردي اهم من التركماني او المندائي . نحن جميعا عراقيين تجمعنا خيمة العراق الواحد , والشعب العراقي كله واحد لايمكن تجزئته على اساس الأنتماء الطائفي , التي كرسها زعماء الكتل السياسية من اجل مصالحه الخاصة وما يميز احدنا عن الأخر هو العمل والعطاء للعراق فقط .
من حق المواطن ( الكردي والعربي والمسيحي والأيزيدي والصابئي والأيزيدي) ان يعيش تحت ضل راية العلم العراقي وان يكون له مكان في هذا البلد وصوت قوي يوحده مع الأصوات الأخرى , وان يكون من حقه الترشيح لأي منصب في الدولة , حتى لو ان هذا المواطن ينتمي الى مكون عدد افرادها بضعة اشخاص , الوطن للجميع والدين لله .
اتمنى على الأخوة المعتصمين والنواب المعتصمين اخذ ذلك بعين الأعتبار , وعدم سلب حق اي مواطن عراقي مهما كان انتمائه فأن انتمائه الأكبر هو للعراق اكيد , اسمحوا لأخوانكم من المسيح والصابئة والتركمان ممن اعتصموا معكم وثاروا ضد الفساد من الترشيح لأحد الرئاسات الثلاث فأنكم والله بذلك سوف تكونون قد تخلصتم من نظام المحاصصة الى الأبد .
سلام قاسم

#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل