السعودية تبتلع منظمة التعاون الأسلامي

سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السعودية تبتلع منظمة التعاون الأسلامي
انتهت هذا اليوم اعمال الدورة 13 لمؤتمر التعاون الأسلامي التي استضافتها تركيا , حيث دان البيان الختامي ايران وحزب الله , مما دفع الرئيس الأيراني الى الأنسحاب وتحفظ العراق على البيان الختامي . وهنا يصح لنا القول ان هذه المنظمة باتت تعمل على تفتيت العالم الأسلامي , ونقل الصراع من صراع اسلامي صهيوني ,الى صراع اسلامي اسلامي ( سني شيعي ) حيث ان المال السعودي الذي لا ينضب بسبب الواردات الهائلة , العائدة اليه من النفط ومن السياحة , تحديدا زيارة العتبات المقدسة ( مكة والمدينة ) ووصول ملايين الحجاج سنويا , مقابل رسوم لزيارة تلك العتبات , جميع هذه الأموال تذهب الى العائلة السعودية المالكة , والبالغ تعداد امرائها اكثر من 5000 الاف امير, توزع جميع الواردات بينهم , لينعموا فيها بصالات لندن وباريس ومختلف عواصم العالم حيث فضائحهم باتت تزكم الأنوف . عملت عائلة ال سعود وبتوجيه من امريكا واسرائيل , على تحويل الصراع ليكون صراع سني شيعي وقادة حملة ضالمة ضد الجارة ايران وبكل وقاحة تارة بحجة المفاعل النووي واخرى بحجة دعم الأرهاب , حتى وصل بها الأمر الى التطاول على رمزية المقاومة لدى الشيعة السيد حسن نصر الله , كل هذا دعما لأسرائيل , التي اعترفت الأخيرة بالتعاون المثمر بينها وبين مملكة الشر السعودية .
لم يشر البيان الختامي الى الأعمال الأرهابية التي تقوم بها السعودية في اليمن , كما انها لم تشر ايضا الى الدعم المقدم من قبل دول الخليج الى تنظيم داعش الأرهابي سواء الدعم المادي او الأعلامي , داعش التي عاثت في الأرض قتلا وتدميرا وظلما وفسادا , هي مدعومة من قبل دول الخليج كما اسلفنا , بحجة الدفاع عن المكون السني , وفي النتيجة اكثر من تأذى ودفع الثمن غاليا من جرائم داعش هو المكون السني , سواء في سوريا او في العراق .
البيان الختامي لم يتعمق ايضا بفضح داعش وادانتها وضرورة القضاء عليها , بل حتى انهم لم يتبرئوا من هذا التنظيم الأرهابي المحسوب على الأسلام , وتحديدا المكون السني الوهابي , كما انه صنع خصيصا لخلق فتنة بين المسلمين السنة والشيعة بل بين كل من يقول لا اله الا الله محمد رسول الله , من خلال تكفير الشيعة وتحليل قتلهم وسبي نسائهم ومصادرة ممتلكاتهم , ركز البيان على ادانة حزب الله الشيعي المقاوم للصهاينة , الصهاينة حلفاء ال سعود وبعض البلدان العربية , وادانة ايران بحجة تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال .
وعبّر مؤتمر القمة الإسلامية عن إدانته الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران، واعتبرها خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الديبلوماسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماهي الحاجة لمثل هذه المنظمة , اذا كانت تعمل وبجد لتدمير العالم الأسلامي من خلال جره الى حروب داخلية , حتى لو افترضنا جدلا ان هذه المنظمة تعمل لوحدة العالم الأسلامي , وهنا اليس من حقنا ان نعرف هذه الوحدة موجهة بالضد من اي طرف ؟؟, هل هي موجهة ضد العالم المسيحي ام البوذي ام الزرادتشي ام اليهود , ضد من يجب ان نعرف؟؟
اذا كان الأسلام يؤكد ان الناس سواسية , وهم اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق , كما قال الأمام علي سيد البلغاء , اذا هذه المنظمة اما تسعى الى فتنة داخل العالم الأسلامي , او الى حربا ضد المختلفين معها عقائديا , وبالنتيجة هذه المنظمة يجب ان تحل , لأن العالم اليوم اصبح قرية صغيرة , وجميع من في الكرة الأرضية هم شركاء في العيش فيها وفي الحفاظ عليها .
سلام قاسم

#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل