سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)
الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 16:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قياسا لما حصل لنا بعد عام 2003 المشؤم , فأن التجربة الصدامية يجب ان تدرس , اذ ان سعر برميل النفط في مطلع التسعينيات اصبح احدى عشر دولار ,والبلد يعاني من حصار جائر , وكانت تصديرات النفط تذهب ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء, وتستقطع منها تعويضات الحرب التي خاضها صدام ضد الكويت , ومع ذلك كانت الحصة الغذائية توزع كاملة وبأنتظام , بل احيانا كان يوزع حصتين في الشهر ,والرواتب لم تتوقف , والمشاريع ايضا لم تتوقف , لم نكن نشهد وزيرا فاسدا اوسياسيا فاسدا , العملة العراقية كانت تطبع في العراق , اي لم تكلفنا سوى ورق الطبع ,بل كانت تدخل عملة صعبة الى العراق عن طريق التحويلات الخارجية لمواطنين كانوا يرسلونها مساعدات لذويهم , لم نكن نعرف مصطلحات مثل شيعة او سنة , لم نكن نعرف التعددية الحزبية , وهذه نعمة من الله , لم نكن نعرف القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الرهابية , كل هذا والعراق كان عزيزا قويا , كانت دول الخليج ترتجف عندما يمر اسم العراق خوفا , لم نكن نعرف عملاء لأمريكا او ايران او السعودية او قطر او اسرائيل ,نعم كان يحكمنا دكتاتور واحد ضالم, لم يجامل ,وكان سيفه مسلط على الرقاب , صادر الحريات , ادخلنا في حروب خسرنا خلالها خيرة الشباب , لكن كان البلد واحدا والعراق عزيزا قويا , انظروا اليوم الى السلاحف التي تحكم العراق , ماذا صنعت وكم خربت , البلد تحول من بلد غني الى بلد فقير وكأننا امام ( قمرجية ) خسروا البلد بلعبة (ريسسز)اصبحنا امام عمامة سوداء تنظر لنا سياسيا , وعمامة بيضاء تنظر للأرهاب القذر , وسياسيين فاسدين قذرين , لا هم لهم سوى تدمير البلد , بعد كل هذا الا يحق لنا ان نناقش التجربة الصدامية ونعيد النظر بها , ربما يتصور البعض اني ادعوا للحنين الى الماضي الذي ولى , لكن للحقيقة اقول ان ماضينا بكل سيئاته افضل بكثير من حاضرنا , فأتركونا نهرب نحو الماضي .
سلام قاسم
#سلام_قاسم (هاشتاغ)
Salam_Kasem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟