أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلوس العراقي - قيمة انساننا وقيمة انسانهم: لماذا لن يكون سلام في الشرق الأوسط














المزيد.....

قيمة انساننا وقيمة انسانهم: لماذا لن يكون سلام في الشرق الأوسط


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخيّل للبعض بأنّ السلام في الشرق الأوسط والعالم العربي يعتبر من الأمور الصعبة إن لم تكن من الأمور المستحيلة. وللبعض هذا الأسباب المختلفة والمتباينة بحسب اختلاف مرتكزاته ومنطلقات رؤيته للأمور العربية والشرق أوسطية. فلم يخلُ عقدٌ من عقود تاريخ العرب القريب منذ مائة عام من الحروب والمعارك ونزف الدماء في مختلف بقاعه. وبالتأكيد للأطراف العربية المختلفة أجوبتها المختلفة حول صعوبة أو استحالة العيش بسلام دائم، ليست موضوع مقالنا الذي يحاول أن يستعيد بعض الصور من تاريخ انتصارات العرب إضافة الى رؤية احدى سيدات السياسة الشرق أوسطية والعالمية من القرن الماضي ورأيها في هذا الشأن.
أعتقد ان الكثير من القراء يتذكرون عودة الجيوش العربية من حرب حزيران (الأيام الستة) الى أوطانها وعواصمها ومدنها، وكيف تمّ استقبال القوات المسلحة العائدة بالاحتفالات وأغاني الانتصار على العدو، وبالهتافات الشعبية بالنصر في كل شارع وحي ومدينة مرّت بها هذه القوات، وتم اخراج كافة تلاميذ المدارس لاستقبال جيوشهم وابناء قواتهم المسلحة البطلة والمنتصرة، باناشيد الافراح والنصر. وفي الحقيقة انها لم تكن منتصرة، لكن العرب كعادتهم يصرّون على الاحتفال بعد انتهاء أي من معاركهم مهما كانت نتيجة تلك المعركة أو الحرب.
وتمت اقامة ذات الاحتفالات بالنصر بعد عودة القوات المسلحة العربية الى اوطانها بعد حرب تشرين.
وكذلك بعد كلّ حربٍ قام بها لبنان ضد اسرائيل تمت الاحتفالات اللبنانية بـ (الانتصار) على اسرائيل بالرغم من الآثار التدميرية والخراب الذي لحق بلبنان.
وذات الاحتفالات الفلسطينية بالنصر في المدن العربية الفلسطينية في كل معاركها وحروبها مع اسرائيل، التي لم تنته بعد انتصاراتها المستمرة .
يبدو ان الانتصار بالنسبة للعرب أمرًا طبيعيا دائمًا بعد كلّ حرب، لانهم يحتفلون لمجرّد انهم اشتركوا في المعارك. فيقيمون الاحتفالات الصاخبة بالشعارات وتعلو أصوات الحناجر في هتافاتها بالنصر على العدو ودحره وتعليمه درسًا وإهانة جيوشه إضافة للتباهي بصمود الشعب العربي رغم ... ورغم كل شيء.
ولو سألت أيّ رئيسٍ من بين رؤساء الدول العربية، أو تسأل أيّ من الجهات الرسمية المختصة والمخولة في أية حكومة عربية اشتركت في الحروب عن عددِ قتلاهم ومفقوديهم، فليس هناك من جواب واحد، هذا إن كان لديهم فعلا أي جواب، فسيتم تجهيزك بأرقام مختلفة، الى درجة أنهم لا يعرفون مصير العديد بل الكثير من قتلاهم، ولا يعلمون إن كانوا قد دفنوا أم لا.

في مقابلة صحفية قامت بها الايطالية الشهيرة في عالم الصحافة ،الصحافية الراحلة اوريانا فللاتشي، في تشرين الثاني من عام 1972م مع رئيسة الوزراء الاسرائيلية الراحلة كولدا مائير التي ستجيب على سؤال : متى سيحلّ السلام في الشرق الاوسط ؟
"انني اعتقد بأن الحرب في الشرق الأوسط ستستمر لسنين طويلة طويلة، وسأقول لك لماذا.
لعدم الاهتمام (اللامبالاة) التي يتحلى بها الرؤساء العرب في ارسال أبناء بلادهم الى الموت، وللقيمة البخسة التي يقيّمون بها حياة ابناءهم والحياة البشرية، ولعجز شعوبهم العربية في الاعتراض والانتفاض وقول : "كفى" لحكامهم.
أتذكرين حينما استنكر خروشوف جرائم ستالين خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي؟
سُمِعَ صوتٌ من بين الجالسين في المقاعد الخلفية في صالة المؤتمر:" رفيق خروشوف وأين كنتَ أنتَ حينها ؟
فدار خروشوف برأسه شمالا ويمينًا، فلم يعثر على صاحب الصوت فسأل: من الذي تكلّم ؟
فلم يُجبْ أحدٌ في القاعة.
وسأل ثانية : من الذي تكلم، ومن جديد لا جواب (ولا حسّ ولا نفَسْ).
عندها صوت خروشوف يهتف مُجيبًا: "ايها الرفيق، انني كنتُ حيث أنتَ الآن".
هكذا هو الشعب العربي تمامًا، يجلس في المكان الذي كان فيه خروشوف، والمكان الذي كان فيه الرفيق الذي طرح السؤال (صوتيًا) فجأة على خروشوف من دون الشجاعة في إظهار وجهه.
ان السلام ممكنٌ مع العرب وممكنٌ الوصول اليه، عن طريق تطوّرهم الذي يتضمن الديمقراطية.
لكن كيفما وأينما أدور بنظري، لا أرى حتى ظلاً لديمقراطية.
أرى فقط أنظمة دكتاتورية. وبالنسبة للدكتاتور فالسلام لا يعنيه شيئًا، وهو ليس مسؤولا أمام شعبه في هكذا شأن. ولا يتحمّل أيضًا أية مسؤولية أمام موت شعبه بالتالي.
لم يعرف أحدٌ كمْ عدد الجنود الذين ماتوا خلال حربين،
فقط الأمهات والأخوات والزوجات، اللواتي لم يروا عودة ابنائهن وأزواجهن واخوانهن.
إضافة الى ذلك ، أن الرؤساء والمسؤولين العرب لا يهمهم أيضًا أين تم دفن قتلاهم، إن كانوا قد دُفنوا..

أما بالنسبة لنا فلا نحبّ الحروب، حتى حين نربحها.
بعد الحرب الأخيرة (حرب حزيران، أو الأيام الستة) لم يكن هناك مظاهر بهجة وأفراح في شوارعنا. لم تكن هناك لا رقصات ولا أغاني ولا احتفالات.
وكان عليك أن تري جنودنا العائدين منتصرين، كلّ منهم كان يمثل صورة من صور الحزن. ليس فقط لأنهم رأوا اخوتهم يموتون في ساحة الحرب، بل لأنهم كانوا مضطرّين لقتل اعدائهم. العديد منهم حبس على نفسه في غرفته في منزله وماكان يحبّ الحديث مع أي كان. أو كان يفتح فمه ليعيد ويكرر الجملة ذاتها : "لقد اضطررت لاطلاق النار، لقد قتلتُ".
تمامًا على عكس العرب، فقمنا بعد انتهاء الحرب بتقديم عرض للمصريين لتبادل السجناء الأسرى، 70 منهم مقابل 10 منّا. فكان جواب المصريين: ان أسراكم أشخاص رسميون ، بينما أسرانا فهم ليسوا إلا فلاحين.
مستحيل...فلاحين ..مزارعين !!!!".



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود: في كل شيء لهم الأسبقية
- في العبرية: أرقى قيمة للمرأة
- بين المسجد الأقصى الأموي والمسجد الأقصى القرآني
- من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس
- المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم
- هزيمة ستالينغراد تكشف سرّا: الماعز أكل قضيب هتلر
- من انتاج المُنكر والنبيذ الى انتاج المعرفة
- السنة الختانيّة: من يمكنه فصل المسيحية عن اليهودية ؟
- أيام زمان: زواج الأرملة من شقيق زوجها
- صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر
- بين كأسي وكسي وكيسي


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلوس العراقي - قيمة انساننا وقيمة انسانهم: لماذا لن يكون سلام في الشرق الأوسط