أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس














المزيد.....

من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 17:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما هي أهمية ومكانة اورشليم بالنسبة لليهود والمسيحيين اليوم ؟
ان المسيحيين واليهود في العالم يعلمون ويعتقدون تمامًا بأن اورشليم متجذرة في تاريخ الشعب اليهودي الذي له الحق الطبيعي والتاريخي بأن تكون اورشليم مركزًا دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا وعاصمة له، مثلما كانت غالبًا لهذا الشعب، وسبب وجودها وبناءها عاصمة لاسرائيل وبيتًا مقدسًا لاله اسرائيل، وهكذا يذكرها المؤرخون الوثنيون من الرومان واليونانيين وغيرهم من المسيحيين وبعض المسلمين.
لكن هناك المسلمون الذي يدّعون باورشليم، ويعتقدون بأنها مقدسة لديهم لأنه باتجاهها أقيمت صلوات أوائل المسلمين ونبيهم حيًا من أجلِ كسب اليهود من حوله وترغيبهم بالاسلام حين كان دينًا جديدًا، لكن اليهود رفضوا محمدًا كنبيٍّ وبالتالي رفضوا التحول الى الاسلام. فماكان أمام محمد الاّ أن يغيّر وجهة صلاته باتجاه مكة. ليتميّز عن اليهود ويميّز أتباعه عن اليهود، وتبدأ عمليات الاضطهاد والاعتداء على اليهود.
كما أن المسلمين يعتقدون بأن محمدًا قد صعد الى السماوات ومرّ ربما في عودته من سفرته السماوية بالمسجد الأقصى أو بالصخرة، في الوقت الذي كان فيه هيكل اورشليم (الثاني) خرابًا. وبعد وفاة محمد فسّر المسلمون أنّ المسجد الأقصى هو بقايا هيكل اورشليم الثاني. وبنفس الوقت لم يكن أية أهمية أو مكانة لأورشليم بعد وفاة محمد لدى اتباعه المسلمين.
ما يثير الاهتمام أنّ أحد علماء المسلمين الكبار وهو ابن تيمية 661 هـ 1263م / 728 هـ 1328 م، الذي يعتبر مرجعية مهمة في عصره والى هذا اليوم في شؤون القرآن والحديث والافتاء، كتب هو الآخر حول اورشليم، ولم يذكر لها أية مهمة أو أهمية أو مكانة في الاسلام. على العكس فهو حدّدَ مكانين، كمدينتين مقدستين اثنين فقط بالنسبة للاسلام وهما: مكة والمدينة.
ومن جملة تعليمه أنّ على المسلمين أن يحرّروا أنفسهم بابتعادهم عن كلّ ما هو غير مسلم وغير اسلامي وعن كل الابتداعات والبدع التي لاعلاقة لها بالاسلام، وأن يتمسّكوا باسلام محمد والخلفاء المسلمين الأربع الأوائل.
ويذهب ابن تيمية شارحًا بتفصيل العالِم المؤمنِ المقتدرِ والأمين والمخلص للاسلام المحمدي ما يتعلق باورشليم، معتبرًا أنّ تكريم أو تبجيل أو توقير اورشليم ليس الاّ امرًا ينتهي بتهويد الاسلام.
ويشير الى زيارة الخليفة عمر الى اورشليم المحتلة عام 637م يصحبه رفيقه كعب الأحبار في تفقد جبل الهيكل اليهودي،
فبادر عمر بسؤال لكعب الأحبار رأيه : أين تفكّر أنه بامكاني أن أبني مكانًا للصلاة للمسلمين ؟
فأجابه كعب الأحبار : الى جانب الصخرة، الى شمالها).
فردّ عمر غاضبّا : يا ابن اليهودية هل أنّ يهوديتك سيطرت على بصيرتك ؟ أي هل جننتَ.
إن الخليفة عمر بهذا كان يتّهم كعب الأحبار بمحاولة تهويد الاسلام بقوله أن يتمّ بناء مسجد في مكان شمال الصخرة حيث كان هيكل اليهود.
لأنه لو تمّ ذلك لتاهت وتعددت وجهة صلاة المسلمين.
لذلك قرّرعمر بناء مسجدٍ في ناحية الى الجنوب من مكان هيكل اورشليم، حيث ما سيسمى فيما بعد بالمسجد الأقصى.
وبهذا الاختيار قرّر خليفة المسلمين أن تكون قبلة المسلمين في هذا المكان باتجاه مكة كقبلة وبتوجيه مؤخرة وأسفل المصليّن نحو مكان هيكل اورشليم.
إضافة الى أن ابن تيمية يتهم كعب بادخاله تقاليد يهودية في التقليد الاسلامي.
ولتأكيد عدم وجود مكانة لأورشليم في الاسلام، فان أيٍّ من الخلفاء الأربعة الذين حكموا الاسلام، لم يكن يعنيه أمر الصخرة أو خطر مثل هكذا أمرٍ في باله، لأنهم كانوا معتقدين تمامًا بان لاعلاقة للاسلام بالصخرة وبالهيكل (بقاياه)، ولو كان له أهمية لقرّروا هم أو دعا الى ذلك علماء وأصحاب النبي الذين كانوا أحياء الى بناء مرفق ديني أو مسجد على الصخرة أو على جبل الهيكل.
وبكل تأكيد فان الاستيلاء على الصخرة وعلى جبل الهيكل أمر مُزعجٌ لمحمد ويعاكس اسلام محمد وايمانه، لأنه ليس من أهمية لمحمد وللاسلام أو أية قدسية للصخرة أو للمسجد الاقصى المقام على جبل الهيكل، لأنها أملاك يهودية. والله لا يحبّ المعتدين والسارقين والمغتصبين، وبناء على ذلك ليس المكان محلّ تقديس في الاسلام، لأنه لم يكن مقدسًا من قبل محمد ومن قبل الخلفاء الراشدين ومابعدهم كذلك.
ومايزيد عدم قدسية اورشليم القدس في الاسلام فهو القرآن الكريم ذاته، الذي حين يروي قصة الاسراء والمعراج لا يولي أية أهمية لذكر هيكل اورشليم أو للصخرة، وعليه فالقرآن لا يؤيد ما يدّعي به المسلمون اليوم، بل إنهم يقومون بالافتراء والكذب عليه، لا بل أنهم يقومون بمعاداة القرآن وتكذيبه.
وهكذا يمكن الاقتناع بأن مسجد الاقصى والصخرة (الهيكل) ليس لهما من أهمية اطلاقًا في التقليد الاسلامي الأول والأصيل. واورشليم وهيكلها والصخرة ليست الا تقليدًا وإرثًا حصريًا باليهود فقط.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم
- هزيمة ستالينغراد تكشف سرّا: الماعز أكل قضيب هتلر
- من انتاج المُنكر والنبيذ الى انتاج المعرفة
- السنة الختانيّة: من يمكنه فصل المسيحية عن اليهودية ؟
- أيام زمان: زواج الأرملة من شقيق زوجها
- صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر
- بين كأسي وكسي وكيسي
- البرد ونهر البردى السوري بين العبرية والفارسية
- الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكي ...
- الجهاد الاسلامي : أسلمة العالم وتدمير البشرية
- كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس