أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - عشق .. وكرة.















المزيد.....

عشق .. وكرة.


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


عشق. وكرة قصة قصيرة

القصة مهداة الى لاعب المنتخب الوطني ياسر قاسم
سارة يوسف
المرآة التي امامها عكست صورة امرأة متحطمة صفراء اللون لا امل او طموح داخلها .. تغيرت الملامح ،تغير التفكير . تغيرت حتى الروح ... الناس يتغيرون نعم هذه حقيقة .. غير ان القلب وماءه قد نضب . واكل القهر واليأس من العينين .. السواد والحقد والانتقام حاضر .. تسألت كيف اشفي غليلي وقد ضاع عدوي بين الطوائف ، بين المعتقدات او الدين كيف خسرت كل شئ لم يبقى لي الا الندم.. ترى بعد قليل عندما تستقر حبوب القلب مع حبوب النوم جوف معدتي هل اواجه ربي كمذنبة ام ضحية ؟؟ ان وجد .....

ازدادت معرفة هند بحسن في اخر سنة دراسية لهما في جامعة بغداد . وامتزجت قصة حبهما مع قصصا اخرى كانت قد نسجت في اوقات ماضية وربما حاضرة على حدائق ومقاعد الدراسة وزوايا الجامعة .. الحب ،العشق،الغرام اطلق عليه ماشئت ينمو مثل ازهار عصافير الجنة Bird of Paradise. او القرنفل Carnation . في عالم الجامعة .. بعض الروايات سرها مفضوح على المقاعد في قاعات التدريس او في دهاليز الجامعة وجدرانها .. اسماء واهات وشوق وغيرة . جمال الغيرة حتى المجنونة منها تفسر لك كم هو اناني هذا القدر الجميل المسمى الحب كم يعشق الامتلاك .. اتمنى ان امتلك واملك من رجل واعود صبية تتصرف بحماقة ..

ليس اجمل للغرام من نهاية غير الارتباط هكذا هو الواقع .. نعم وكان لهند وحسن نهاية سعيدة بعد التخرج من الجامعة .
هند هي البنت الوحيدة في اسرة عبد القادر كما ان له اربع شباب . لهذا كان قد ابلغ حسن عن ضرورة ان يعيشا في بابل لتكون قريبة من اهلها وقد يكون هذا الشرط الوحيد له للقبول بالزواج ووافق حسن على الفور .الحبيب هو الزمان والمكان هكذا هي فلسفة الحب عند حسن وامثاله العشاق كما ان اسرته لم تعترض. ........ الفرحة غير المحدودة مترافقة مع الزواج وتفاصيله .
من قال ان الزواج يطرد الحب وقصص العشق غير المكتملة هي التي تبقى ، التفاهم والصدق والصراحة والثقة جمعهم نقاط قوة فلم الخوف ... الحب شجاع لا يهرب بسهولة عندما يدخل القلوب الجميلة.

امتهنت هند تدريس اللغة الانكليزية.في مدرسة حمورابي الثانوية . اما حسن اصبح الصيدلاني المجتهد في مستشفى الفيحاء العام في مدينة حلة بني مزيد ..
بدا كل شئ يسير على مايرام بل اكثر من ذلك بيت صغير بالجوار من بيت اهلها يجمعها مع حسن حبيبها .. حتى ان الزواج جعل من جمالها اكثر هدوء ونضجا والبسها خجلا محببا ..

بعد عامين انجبت هند تؤأم من الاولاد متشابهان ومن الصعب جدا التفريق بينهما كما ان زيهم الموحد في اكثر الاوقات يجعلك عاجزا تماما عن التمييز ..
كانا على علما مسبق بانها سترزق بتوأم من الذكور ولهذا اصبح كل شئ مدروس ومتفق عليه حتى اسماء الاطفال .. هي طلبت ان يطلق على اول توأم اسم والد حسن .. كرار.
وللوالد حسن رحمة الله عليه غصة في القلب فقد مات مبكرا جدا في السادسة والاربعون من العمر بأزمة قلبية ونتيجة عدم وجود ادوية ابان زمن الحصار القاتم

اما الطفل الاخر اقترح حسن ان يسمى عبد القادر تيمنا باسم والد هند الذي يعتبره والده الثاني.
. انجبت هند التؤامان واصبحت للسعادة طعم اخر وللبيت رائحة خاصة محببة للنفس البشرية .. عطر فيه حنان الوالدين والاهل مع ضحكات واصوات وصراخ يعطي للبيت حركة دائمة وحياة متجددة .

لم تستمر حياة الاسرة الصغيرة هكذا. بعد ان تجاوزا كرار وعبد القادر السنة الرابعة من العمر انقلب كل شئ ... الدخان الكثيف الذي نشر في مدينة حمورابي قد زارا ايضا بيوت اهالي المدينة ومنهم اسرة هند وحسن حينها ماتت السعادة .. لم يعد الحب والرحمة قادرين على الوقوف بوجه الموت والدمار والقتل على الهوية والاسم .. تغيرت الوجوه والنفوس .. تشظت الاسر ..

كل انواع الموت والكوارث استوطنت في الشوارع الازقة الضيقة والدور .. حينها اعمى الحقد عائلة السيد عبد القادر عيونهم وكان حسن الضحية .. ارغموا ابنتهم هند على الطلاق من زوجها لاسباب غريبة . كما انها وافقت ربما عن اقتناع .. . اما حسن فكان هو الاخر قد تغير الى رجل متشدد في كل ارائه حتى انه ارتدى العمامة السوداء . الفراق والطلاق هو الحل.

ورغم ان كرار كان من نصيب حسن يعيش معه. وعبد القادر من نصيب الام الى ان السنوات التي تلت الطلاق والابتعاد اوضحت ان الاثنان بقيا معا .. لم يستطيعا ان يفهما معنى ان السياسية او الدين او الطائفة هي اسباب لفراق قلوب ومشاعر وعشرة لهذا استمرا على التواجد والتواصل معا في مدرسة اسد بابل الابتدائية وفي ثانوية الاسكندرية العامة حينما اصبحا في سن الثالثة عشر مترافقان طوال النهار في اللعب في الدراسة في الشوارع رغم انهم في بعض الاحيان يدفعان ثمن تواصلهم ..

العلاقة الروحية والسكن تسعة اشهر في رحم واحد غير ممكن تدميرها .. .. لم يستطع عبد القادر ان يدس سم الحقد الذي يحقنه لحفيده عن طريق قصص وحكايا اكل الدهر عليها وشرب ان يبعد الصبي عبد القادر عن توأمه كرار .. كما ان الجهل والتخلف لم يسعف حسن واسرته على وضع حد لعلاقة كرار بأخيه.

اختلاف واحد كان بين التوأمين .. في حين كان كرار يحب فريق ريال مدريد .. بقي عبد القادر يعشق برشلونة ومسي هكذا هي الحياة نختلف بالتفاصيل لنتميز .. لديهم هواية جميلة وعشق وحيد هو كرة القدم يمارسانها طوال الوقت في المدرسة في الشارع في البيت وحتى داخل غرفهم الصغيرة .. يتدربان طوال الوقت والحقيقة انهم يملكان الموهبة .. كما انهم يلعبان في فريق للاشبال لاحد الاندية الشعبية .. الكرة التي سيطرت على جل وقتهم وكلامهم واهتمامهم اعطتهم ايضا كثيرا من الطموح وبعض الاحلام الجميلة. .. نعم اقسما انهما سيكونان اساسيان في منتخب العراق الوطني كما ان احلامهم اجتازت الحدود المسموحة وذهبت لتمثيل برشلونة او ريال مدريد حيث يضيف الاختلاف والجدال بينهما نكهة الصدق للهذه الاحلام التي قد لا تصدق .

في ملعب الاسكندرية الرياضي كان نادي كرار وعبد القادر هو الفائز في بطولة الاشبال .. عام الفين وستة عشر .. ليس هذا فحسب كان كرار هداف البطولة اما شقيقه اصبح احسن لاعب شبل.
الكأس في يدي كرار والاخر يحتضن شقيقه مع كاسه ...وفجأة حدث دوي انفجار. الصمت اطبق على المكان حينما جمعت الاشلاء يومها لم يستطيعوا ان يفرقوا بين اشلاء مسي او رونالدو.....


سارة يوسف



#سارة_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على مقالة السيد سجاد ا(الحشد .. يلقم مقتدى الصدر ..بحج ...
- أسبيون .. انا والامس
- أسبيون ..انا والامس
- حبك .....وانا
- مدينة الشرق والدكتور جون
- اخطاء الحياة المتكررة
- ارض الخراب. النص الثاني
- اشياء صغيرة النص الخامس
- اشياء صغيرة النص الرابع
- ارض الخراب
- اشياء صغيرة. النص الثالث
- اشياء صغيرة النص الثالث
- اشياء صغيرة ... النص الثاني
- اشياء صغيرة
- الخيار الاستراتيجي الوحيد للعراق مع تركيا
- بين الامس واليوم الكرامة المفقودة بين العبادي والسلطان العثم ...
- اوروك احببتك بعد الرحيل
- العبادي : هل انت خائن ام فاسد
- تقرير امريكي:تركيا ليست حليفا ضد الارهاب . تجمع سومريون / سا ...
- القرية المنسية 00000قصة قصيرة


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - عشق .. وكرة.