أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - ارض الخراب. النص الثاني














المزيد.....

ارض الخراب. النص الثاني


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


ارض الخراب النص الثاني
سارة يوسف
الجميع مشغول مع الشيخ عدنان في الدعاء والتبرك . الدعاء المستمر هذه السنوات لدحر اعداء قريتنا ذوي الاوجه المختلفة والالوان المتعددة . اقفلت مراكز الرياضة و الثقافة . شيدت الجوامع للتضرع والتوسل الى الله . اهالي القرية مؤمنين بقدرة الشيخ ومعرفته بحقائق الامور الدنيوية والدينية وما عداه على باطل . بات من المسلمات لديهم انه واقصد الشيخ الجليل يمتلك الحقيقة بالكامل . كانت الوجوه في قريتنا تتغيير بعضهم يموت واخرون يولدون ويكبرون لكن الشيخ باقي في مكانه ومكانته القيادية في القرية . الزمن الطويل يزيد الناس حماسة في الدعاء والتضرع . خمسون سنة واكثر ونحن ندعو من اجل تحرير الارض . لكن امور قريتنا ساءت جدا في كل الجوانب . بل تفننت قريتنا بالانحدار نحو الهاوية . كلما نقول نحن في اسوء وضع ونتطلع للفرج نضيع اكثر بالسواد والكوارث . غير ان الجميع ملتزم بالامور التي يوصي بها شيخنا وقائدنا للنصر . لعل الله يستجيب لابد ان يستجيب لنا نحن المظلمون الضعفاء المؤمنين في هذه الارض . وليس من المعقول ان لا يوجد في قريتنا مؤمن حقيقي قريب من الله يخلصنا مما نحن عليه من فقر ومرض وتكالب اعداء كثيرون جدا . واذا كنا قد عرفنا اعدائنا التاريخيين امس ظهر لنا اليوم اشرار اخرون مجهولون يقتلوننا ويسرقوننا دون معرفة المجرم والسارق او الفاسد .
لم يعد هناك امل ولم نجرب طريقة اخرى للخلاص . ندعوا الله ليل نهار حتى ان كلمة انشالله لازمت كلامنا واصبحت خطتنا المستقبلية لكل المحن . المرض ازداد في القرية ومات الكثيرون رغم ادعية الشيخ عدنان لهم بالشفاء . لكن ما جعلني ضائعة تماما ما حدث عندما اصاب المرض نفسه شيخنا الجليل . ومن اجله قرأت كل الادعية والمعوذات للشفاء . لم يهتم الشيخ للدعاء والتبريكات بل قرر السفر للدول الكافرة . دول اصبح كل انسان في قريتنا حاقد عليها نتيجة لخطبه يوم الجمعة حتى بات شبابنا قنابل موقوته تتمنى قتلهم وتمزيقهم . وكم كان يعمنا الفرح والبهجة عندما تضربهم الكوراث الطبيعية المدمرة . ونعتبرها هدية من الله لنا . ورغم اننا ايضا تجتاحنا نفس الكوراث هذه غير ان التفسير مغاير تماما ربما امتحان من الله على قدرة ايماننا او عطايا الحبيب . عطاياك مقبولة هاتها
سافر الشيخ حيث المشافي الحديثة جدا والاطباء على مستوى عالي من المهنية والعلوم متطورة . . كانوا هؤلاء الحكماء خليط من الاعداء النصارى واليهود والعلمانيين الكفرة . لم يرفض الشيخ عدنان العلاج على ايديهم . تواصل معهم في كل ما اقترحوه في رحلة العلاج هناك وشكرهم ودفع المال لهم بسخاء تقديرا لشفائه .

رجع الشيخ عدنان الى قريتنا معافى تماما غير ان القرية فقدت الكثير من اهلها بنفس المرض .واصل الشيخ عدنان في قيادة اهل القرية وحثهم مجددا على الدعاء والتضرع من اجل الانتصار على الدول ذاتها . وكان الحماس اكبر بكثير . اشترك اطفالنا ايضا في مراسيم الدعاء تاركين المدرسة التي هدمت لتصبح جامعا جديدا .




#سارة_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشياء صغيرة النص الخامس
- اشياء صغيرة النص الرابع
- ارض الخراب
- اشياء صغيرة. النص الثالث
- اشياء صغيرة النص الثالث
- اشياء صغيرة ... النص الثاني
- اشياء صغيرة
- الخيار الاستراتيجي الوحيد للعراق مع تركيا
- بين الامس واليوم الكرامة المفقودة بين العبادي والسلطان العثم ...
- اوروك احببتك بعد الرحيل
- العبادي : هل انت خائن ام فاسد
- تقرير امريكي:تركيا ليست حليفا ضد الارهاب . تجمع سومريون / سا ...
- القرية المنسية 00000قصة قصيرة
- سارة يوسف


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - ارض الخراب. النص الثاني