أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - اشياء صغيرة النص الخامس














المزيد.....

اشياء صغيرة النص الخامس


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


اشياء صغيرة النص الخامس
سارة يوسف

قررت ان لا اسمع اية نصيحة او كلام موجه لي . كنت يومها ذات الثلاثة عشر ربيعا فقط . يتكلمون وانا لا اصغي لهم . يحركون شفاههم فقط . بالنسبة لي جهد مهدور . الامر لا يعننيني ابدا. الموعظة تنهال على رأسي كل لحظة مثل المطر المتدفق من السماء في المناطق الاستوائية
العيب والعار كلمات فقدت بريقها واصبحت لا تحرك خلية واحدة من خلايا عقلي . بالعكس تزيدني اصرارا لاكتشاف عالمي الجديد كأنثى . كل الاهتمام منصب من اجل ان لا اخرج عن الطريق المستقيم الذي خطه لي الاهل وبالاخص عائلتي . احاديث وقصص وامثال خرافية وغير منطقية تثير ضحكي من الداخل .
جدتي والتي احبها بل اعشقها وافتقدها كثيرا . لم تتركني لحظة انا التي فقدت امي ولم اتجاوز الاربع سنوات . كانت تكره كل صديقاتي الشقيات والمؤدبات . حسب رأيها الجميع سيئ مازال يضحك ويرغب بالخروج من البيت او الذهاب للتسلية. عجز لسانها وهي تكلمني عن طريقة المشي او الضحك . تريدني جندي مطيع في عالم العسكرية التي رسمته وامنت به كي لا يلتهمني وحوش الطريق الغرباء . الشارع بالنسبة لها مملوء بالرجال الذي لا شغل لهم غير استدراجي للمصيدة .التميع في المشية ممنوع . اسدال الشعر ممنوع . اما انا اعالج اموري بسهولة ارفع شعري امامها وامشي كما تحب ولا اضحك . وبعد خروجي من البيت بمترين يتغير الشكل والمضمون كما احب انا وليس الاخرون . ارضيها واطيعها اطاعة عمياء وافعل مايحلو لي . غير اني لا اخرج عن التقاليد يوما . ربما خروج مقبول في بعض الاحيان . كانت تتعب نفسها من اجل ان اكون نسخة اخرى من اخي الذي يكبرني بعام . حتى يقال المثل العراقي الغبي عني (اخت رجال )
تريدني ان اكون شابا بدل من اظهر انوثتي .
انا اختار في واقعي الذي اعيشه كل من حولي مثلي يضحك ويمرح ويحب الحياة . المعقدة والانطوائية غير موجودة في حياتي وعالمي .
المغامرة والشغف لهما اهمية قصوى في شخصيتي يدق لهما قلبي وعقلي ويرتجف لهما جسمي الصغير مصحوبا بسعادة خفيفة غير واضحة المعالم . كثيرا ماكنت اخطأ او لا اصل الى الهدف الا ان التجربة مهمة للغاية وتستحق في حد ذاتها . كان كل شئ دون علم الاهل نخرج من المدرسة بحجة المرض ونذهب حيث نشاء نضحك ونمرح ونلعب . تصوروا انا الوحيدة التي زارها النكاف كل سنوات الدراسة في المتوسطة ثلاث مرات وهذه النادرة مشت على الجميع العائلة والمدرسة . رغم ان النكاف يصيب الانسان لمراة واحدة فقط .
و كنت قد سجلت نفسي في جميع النشاطات المدرسية . من الرياضة الى التمثيل وحتى الخطابة نشاطات اخرج بهادون علم من وضع القوانين الصارمة لي . جدتي غير مؤمنة بهذه النشاطات وتكرهها بشدة . المدرسة للدراسة فقط شعارها . رغم ان التجارب والموهبة علامات مضيئة في الشخصية . لم يتمتع احد في العالم كما انا في المدرسة وكنت طالبة يحبها الجميع الان اضحك عندما اتذكر هذا
لماذا التقاليد في العراق تريد ان تغرس في الانثى صفات الرجولة .البلدان المجاورة ومنها لبنان على العكس الصبايا تدفع للاظهار انوثتهم ويتم تعليمهم الغنج والرقة . زمن جميل رحل هو الاخر لكنني حاربت بطريقتي التي لم تزعج الاهل او تتعبهم من اجل ان ابقى انا على طبيعتي انا . ولحسن الحظ ان الاهل لا يضربون فقط يتكلمون ارشادات ارشادات ارشادات ويومها فقدت حاسة السمع .
سارة يوسف



#سارة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشياء صغيرة النص الرابع
- ارض الخراب
- اشياء صغيرة. النص الثالث
- اشياء صغيرة النص الثالث
- اشياء صغيرة ... النص الثاني
- اشياء صغيرة
- الخيار الاستراتيجي الوحيد للعراق مع تركيا
- بين الامس واليوم الكرامة المفقودة بين العبادي والسلطان العثم ...
- اوروك احببتك بعد الرحيل
- العبادي : هل انت خائن ام فاسد
- تقرير امريكي:تركيا ليست حليفا ضد الارهاب . تجمع سومريون / سا ...
- القرية المنسية 00000قصة قصيرة
- سارة يوسف


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - اشياء صغيرة النص الخامس