أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الوقوف على ثلاث عتبات














المزيد.....

الوقوف على ثلاث عتبات


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


الوقوف على ثلاث عتبات
منذ اللحظة الاولى التي وطأت بها قدمي الاراضي الامريكية ، تبادر سؤال الى ذهني مفاده : كيف كان يعيش الشعراء هنا في هذه الارض المختلفة بكل شيء ؟
وكان عليّ أن أجد لسؤالي هذا جواباً ،
لذا بدأت البحث في محرك البحث (غوغل) عن الشعراء الامريكان الذين ذاع صيتهم ووجدوا لهم حضوة بين اقرانهم من المبدعين ،
ولانني اسكن في ولاية نيوجرسي كان لابد لي من ابحث عن الشعراء الذين عاشوا في تلك الولاية او بالقرب منها اولاً
اهتديتُ في بحثي الى اسمين مهمين إلا وهما ( ادغار الن بو -الشاعر والكاتب الذي ولد في 1809 وتوفي عام 1849- وولت ويتمان - صاحب "اوراق العشب" )، كان بيت الاول يقع في مدينة (فلدافليا )التابعة لولاية بنسلفانيا والتي تبعد عن محل سكناي بنصف ساعة فقط ،
في معلومات الاتصال الخاصة بهذا البيت وجدت رقم هاتف اتصلت به واخبرتهم برغبتي في زيارة بيت ادغار الن بو وسألتهم كم تكلفني تلك الزيارة ؟
اجابني من ردَّ على الاتصال وكان صوتاً نسوياً :
- اهلاً وسهلاً بك ، الزيارة مجانية لكننا نريد ان نعرف معلوماتك الشخصية قبل الحضور كي نأمن لك سلامة الوصول ،
اعطيتهم أسمي وعدد الزائرين ، الذين كانوا أنا وأولادي ، وعمر كل منا ، فأخبرتني ان اليوم المناسب للزيارة سيكون يوم السبت المقبل لوجود عدد كبير من الزائرين هناك ، وأكدت ْ :
-لكن يجب ان تصلي في الوقت المناسب لان الابواب تغلق بعد دخول العدد المسجل في الزيارة مباشرة ،
كان يوم السبت ماطراً ذهبت الى العنوان المخصص للبيت فوجدت من يستقبلني على الباب،
وما ان دخلت واولادي حتى تم اغلاق الباب وبدأت المرشدة تتجول بنا في ارجاء البيت ، اخبرتنا ان ادغار كان من عائلة كبيرة وان عائلته عاشت في بيوت عديدة وان الحكومة اشترت تلك البيوت من مالكيها كي تصنع متاحفاً تضم مقتنيات هذا الشاعر ،
غرف البيت كانت مغطاء بأثاره ، اوراقه ، مسودات الكتابة ، الاقلام التي كان يعتقد انه استعملها ، الصحف التي تحولت الى اللون الاصفر كانت مؤطرة بزجاج عازل سريره وغرفة النوم التي شاركته بها زوجته الشابة التي ماتت في ريعان صباها ،
تجولنا في البيت الذي كانت رائحته تعج برائحة الابداع ، ونزلنا الى الدهليز أو القبو الذي يُعتقد ان ادغار الن بو كان قد كتب فيه قصته المرعبة (القط الاسود ) كانت جدران الدهليز محفورة بصورة تجسد الرعب وظل قطة يخيم على المكان ،
خاف صغاري من المكان فسارعوا الى الصعود الى الاعلى أما انا فبقيتُ أستقرأ الحكاية ،
بعدها تمتْ دعوتنا الى مشاهدة عرض سينمائي عن حياة ادغار واهم انجازاته الابداعية ، وحين انتهينا من تلك الرحلة الجميلة وهممنا بالمغادرة اعترضتنا عند بوابات الخروج دمى على هيئة الشاعر ادغار الن بو مصممة باحجام مختلفة اصغرها كان يصلح لوضعه في حمالة المفاتيح
وكانت تباع باسعار ليست رخيصة ، عرفتُ فيما بعد إن المبالغ التي تجنى منها تنفق على صيانة البيت وترميمه ،
اما العاملين فيه فعادة يكون عملهم تطوعي واغلبهم ممن حصلوا على الدكتوراه أو الماجستير في اعمال الشاعر ،
الشاعر الاخر الذي حضيت بفرصة زيارة بيته هو والت ويتمانا لمولود عام 1819 والمتوفى 1892صاحب اوراق العشب ، الكتاب الذي قرأته مترجماً الى اللغة العربية بصفحاته العديدة جداً حين كنت في العراق،
ويوجد هذا البيت في مدينة ( كامدن) التابعة لولاية نيوجرسي إلا ان هذه المدينة تعد من اخطر المدن الامريكية حيث يسكنها الزنوج ويتعرض زائريها الى خطر كبير قد يؤدي الى فقدان الحياة او الاعاقة الجسدية
والسبب في ذلك انها من المدن التي تباع بها المخدرات والاسلحة كما تباع السجائر في المحلات العامة ، لكن رغبتي في زيارة بيت الشاعر انستني تلك الخطورة وجعلت افتش عن طريقة يمكنني بها الوصول اليه ،
ما ان دخلت الى بيته حتى واجهتني صورة كبيرة توضح المقتنيات القديمة لذلك البيت بتفاصيلها الدقيقة والتي حرص العاملون فيه على الحصول عليها -كما اوضح لنا المرشد -الذي بدأ يشرح لي كيف تم العثور على تلك المقتنيات وتجميعها حسب الصورة التي وجدت مع الشاب الذي كان يقوم برعاية الشاعر في اخر ايامه والتي جاءت مطابقة تماماً للمعلومات التي اثبتتها مدبرة المنزل ايضاً ،
دخلت غرف البيت التي كان التصوير فيه ممنوعاً ووجدتُ مقتنيات الشاعر كلها محفوظة وكأن الزمن جمدها لتبقى شاهداً على ديمومة الابداع ،
الاوراق الصفر المكتوب عليها بخط اليد ، الجرائد ، الصور الشخصية ، احذيته ، ملابسه ، سريره ،ادوات الاستحمام التي نُقلت الى غرفته بعد اصابته بالمرض وعدم قدرته النزول الى الاسفل لاخذ حمامه اليومي ، ادوات الاكل الخاصة به وعلى رفّ النافذة بقيّ فنجان قهوة والى جانبه كرسي هزاز كان ويتمان يجلس عليه ويراقب المارة ،
اردف الرجل قائلاً :
ولكونه الابيض الوحيد في هذه المدينة وبلحيته البيضاء الطويلة كان الصغار ينادونه ( سانتاكلوس ) ، اما سبب طول عمره كما يعتقد الشاعر نفسه فيعود الى الاستحمام اليومي ومزاولته لرياضة المشي .
كل هذه الاجواء ذكرتني ببيت الشاعر بدر شاكر السياب الذي سنحت لي فرصة زيارته في مهرجان السياب الشعري حيث كنت من المدعووين لهذا المهرجان في البصرة ،
دخلت مع الشعراء الى بيت شاسع الاطراف جدرانه طينية بلا سقف وليس به دلالة على انه كان مسكوناً من قبل ،
عمل الاتحاد ومنظمي المهرجان على توفير كراسي للجلوس ومنصة للقراءة الشعرية ،
بعد الانتهاء من الاستماع للشعراء المشاركين ذهبت للسؤال عن (بويب ) و(شباك وفيقة) وجائني الجواب على شكل اشارة الى حفرة في الارض طُمرت من زمن بعيد وكانت تسمى بويب ،
اما شباك وفيقة فهو من نسج خيال الشاعر ، هذا ما اخبرني به احد اقاربه ،
ولكن قبل ايام سمعتُ بترميم هذا البيت الذي اتمنى ان ارى فيه مايدل على حياة هذا الشاعر وعبقريته .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم حمرة !
- حمامتان
- أقوال الأيمان!
- عدوّي الذي في المرآة !
- لو لم يكتشف كولومبس أمريكا!
- انت الرجل الذي احب!
- قبل أن تستشهد ميسون!
- لو كنتُ شاعرة !
- التماس
- نحن الذين كبرنا بسرعة الحرب !
- اللوتس الازرق
- مثلك ! قصيدة للشاعر السلفادوري- ركيو دلتور ...
- افطم نفسك ! قصيدة لجلال الدين الرومي
- ثلاث قصائد مترجمة لديفد لستنبرغ
- .زنجية
- الوقت ينمو قصيراً!
- كيف تصبحين شاعرة مشهورة في خمسة أيام !
- المشهد الثقافي العراقي الان !
- قصيدة (فليحة) للشاعرة الامريكية جون برنتو
- تحت مسمى وردة زائدة!


المزيد.....




- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
- امتحان الرياضيات تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي والتج ...
- أصداء حرب غزة تخيم على مهرجان برلين السينمائي -برلينالة-
- من يحمي الكنوز الثقافية في الشرق الأوسط من الحروب؟
- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - الوقوف على ثلاث عتبات