أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي- عاريا..















المزيد.....

سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي- عاريا..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 379 - 2003 / 1 / 27 - 04:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في خطوة إسرائيلية جديدة تعبر عن مدى ضيق السلطات الإسرائيلية من تصاعد حملة التضامن العالمية مع الانتفاضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني  ومن جهة ثانية تصاعد الرفض للاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية والتجاوزات الخطيرة التي تمارسها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة. قامت سلطات مطار بنغريون  في ضواحي تل أبيب بمنع الوفد النرويجي غير الرسمي الذي يمثل شبيبة حزب العمل اكبر الأحزاب النرويجية على الإطلاق, والذي كان بدوره حتى فترة قريبة من أكبرالأحزاب النرويجية المؤيدة لإسرائيل. لقد تم منع الوفد المؤلف من رئيسة منظمة الشبيبة العمالية النرويجية غري لارسن وعضو قيادة الشبيبة أود بيورن نيشي من دخول البلاد بتهمة تشكيلهم خطر على أمن اسرائيل. وكان الوفد المذكور وصل مطار بنغريون تمام الساعة الحادية عشرة والنصف منتصف ليل  الخميس " 23 كانون الأول الحالي" قادما من أوسلو عبر بروكسل. وقد تم احتجاز الوفد والتحقيق معه لمدة ساعة كاملة اتسمت فيها معاملة السلطات الإسرائيلية بالعدائية والأستكبار والتشنج والعصبية.

بعد تحقيق استمر ساعة كاملة قامت سلطات تل أبيب بتسفير الوفد على نفس الطائرة التي جاءت به من بروكسل, هذا وقد وصل الوفد المذكور إلى مطار أوسلو بعد ظهر الجمعة الموافق 24 الشهر الحالي . وجدير بالذكر أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان النرويجي تور بيورن ياغلاند أعلن عن أسفه الشديد لإعادة الوفد وعدم السماح له بدخول إسرائيل.

من المفيد هنا إلقاء الضوء قليلا على شخصية غري لارسن الوجه السياسي الشاب والصاعد في حزب العمل النرويجي وبخاصة في منطقة أوسلو العاصمة. تعتبر لارسن من الأصوات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني وقد عملت بشكل جدي وجهدت خلال الانتفاضة الحالية من أجل رفع الحصار والمعاناة والظلم عن الشعب الفلسطيني وكذلك من اجل تقديم مجرمي الحرب من قادة إسرائيل وجيشها للمحاكم الدولية المختصة, فتقدمت باسم شبيبة حزب العمل النرويجي بدعوى قضائية أمام المحاكم والقضاء النرويجي تقاضي فيها شارون وقادة آخرين من إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب منظمة ضد الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا في حرب اجتياح لبنان سنة 1982 وفي مخيم جنين ومناطق مختلفة من فلسطين خلال و أثناء الانتفاضة الحالية. وقد تكون هذه الدعوى من الاسباب الرئيسية التي ساهمت في منع لارسن ووفد الشبيبة المذكور من دخول تل أبيب. مع أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات الإسرائيلية بمنع وفود عالمية وأوروبية من الدخول للبلاد فالأمثلة كثيرة ووفيرة, لكننا نأخذ منها ما يخص النرويج, ففي أيار من العام الماضي احتجزت السلطات الإسرائيلية وفد نقابات عمال النرويج ممثلا بنائب رئيسه فين اريك ثوريسن لمدة أربع ساعات متواصلة في مطار بنغريون ولم تسمح له بالدخول إلا بعد تدخلات نرويجية عالية المستوى, وهنا يجب أن ننوه ألى أن موقف النقابات النرويجية يعتبر أقوى المواقف المعارضة لأسرائيل على الأطلاق في النرويج وقد تبنت النقابات حملة مقاطعة اسرائيل بحماس لافت للنظر, وتضم هذه النقابة 800 ألف عضو.

 كما كانت تلك السلطات منعت في تموز/ يوليو من العام الماضي أيضا وفد من لجنة التضامن النرويجية مع الشعب الفلسطيني من دخول البلاد وأعادتهم إلى اوسلو عبر العاصمة التشيكية براغ بعد حجزهم لعدة ساعات في مطار بنغريون, وقد شاءت الصدف أن التقي بهم  على نفس الطائرة التي أقلتنا جميعا إلى أوسلو, حيث كنت يومها عائدا من زيارة خاصة للمخيمات الفلسطينية في لبنان,هذا وكان معظم الوفد المبعد من أصدقاء لي اعرفهم نتيجة عملنا المشترك في المنظمة النرويجية الموحدة من أجل فلسطين.

 

في ظل قيادة لارسن للشبيبة العمالية تعالت الأصوات المتعاطفة وتكاثرت تلك المؤيدة للفلسطينيين والمطالبة بتدخل نرويجي أكثر فاعلية في عملية السلام ومن اجل الضغط على إسرائيل للقبول بمبدأ السلام الذي نسفته أعمال الجيش الإسرائيلي الوحشية في الضفة والقطاع. حيث تم تشديد الحملة المعادية للاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بمعاقبة الكيان الإسرائيلي عبر مقاطعته ومحاصرته واعتباره نظاما عنصريا وعسكريا يمارس أعمالا منافية للقانون الدولي وتتعارض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.

أن الطريقة التي تتعامل بها سلطات تل أبيب مع الوفود النرويجية والأوروبية والعالمية العديدة والمنوعة التي تسافر لكي تبدي تضامنها مع الشعب الفلسطيني في محنته أو تأكيدا منها على رفض السياسة الدموية ولغة الموت والدمار التي تمارسها إسرائيل في فلسطين المحتلة, تلك السياسة تعود بالضرر على إسرائيل نفسها وتزيد من عزلتها وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى هشاشة ما يسمى بالديمقراطية الإسرائيلية, لأنه تحت غطاء الأمن يمكن منع أي إنسان من دخول البلد ومن ممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن رفضه للغة الحرب ومطالبته بالسلام للفلسطينيين كما تطالب فئات أخرى بالسلام للإسرائيليين. من المهم هنا التذكير بأن هناك الكثير من النرويجيين المتعاطفين الآن مع الشعب الفلسطيني كانوا من المؤيدين لإسرائيل ولكنهم منذ فترة سلام اوسلو بدئوا يعلنون مواقف مخالفة ومغايرة, هذا لأنهم ذهبوا وشاهدوا بأم أعينهم مدى الظلم والعذاب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.  واكتشفوا فداحة الكذبة الإسرائيلية التي كانت تقول وطن بلا شعب لشعب بلا وطن, وعرفوا أن إسرائيل ليست جادة في عملية السلام وأنها تريد سلام بمقاساتها هي لا بمقاس العدل والقانون والحقوق الشرعية, كما يجب لفت الأنظار ألى مواقف القيادات الروحية المسيحية النرويجية وبعض كنائسها التي انقلبت مواقفها رأسا على عقب, خاصة بعد حملة التدمير والتنكيل والأغتيالات والتصفيات والمذابح التي حدثت خلال الأنتفاضة الفلسطينية الحالية. قبل فترة كتب احد رعاة الكنائس النرويجية من مدينة بيرغين عبر الصحافة أنه وبعد زيارته الأخيرة لأسرائيل خرج بأنطباع بأن اسرائيل ليست هي البلد الذي يراعي حقوق الأنسان وخاصة الأنسان الفلسطيني, وقال المطران المذكور أنه بعد عودته من زيارة المنطقة والأراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل قام بتوجيه رسالة تحمل أسألة كثيرة واستفسارات بعث بها للسفيرة الاسرائيلية في تل ابيب , لكن لأم يتلقى أي جواب من السفار الاسرائيلية, مما حذا به لنشر وجهة نظره الجديدة في وسائل الاعلام. لقد صدق أحد اصدقائي من الدبلوماسيين العرب المعتمدين في النرويج عندما قال أن اسرائيل فنانة في كسب الأعداء.

 

 ان طريقة تل أبيب الاستعلائية في التعامل مع الوفود النرويجية تزيد من المتعاطفين في النرويج  مع الشعب الفلسطيني وتؤكد عنصرية الدولة اليهودية وتعمق الهوة التي وجدت بين مجتمع كان شديد الولاء والوفاء لإسرائيل وبين إسرائيل التي جعلت قسما كبيرا من النرويجيين يلتحق بالمنددين بسياستها وعنجهيتها, ولقد اصبح واضحا للجميع أن الدولة العبرية تحتقر لباس الضحية, خاصة بعدما شاهد العالم اجمع كيف تقوم آلة الحرب والموت الصهيونية بقتل الفلسطينيين بلا خوف من أحد وأمام الكاميرات والمصورين الذين لم يسلموا أيضا من الرصاص الإسرائيلي المميت.

 

غري لارسن عادت إلى النرويج لكن بقناعة أكبر ورؤية أوضح عن الاحتلال العنصري الذي لا يتوانى في استعمال عنصريته حتى مع وضد الذين يرفضون تلك العنصرية من الأوروبيين.ولم يعد أمام الذين يرفضون السياسة العنصرية الإسرائيلية من خيار سوى تصعيد حملة المواجهة مع النظام الأسرائيلي المخالف للشرائع الدولية والذي يخرق ابسط حقوق البشر بلا خوف وبلا محاسبة. والتصعيد يكون كما اكد بعض قادة النقابات النرويجية بتعزيز وتصعيد مقاطعة إسرائيل وحصارها وفضحها في وسائل الإعلام وفي الشارع النرويجي. هذه المهمة شاقة وصعبة لكنها ممكنة وقابلة للتحقيق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الشارع النرويجي مهيأ لمقاطعة إسرائيل ومحاسبتها لكن ينقصه تنظيم العمل ووتوحيد القوى التي تعرف كيف تدير تلك المقاطعة وكيف تستغل التضامن النرويجي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

* نشرت كاملة في المشهد الأسرائيلي يوم 24-1-2002



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي- عاريا..