أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سمير القنطار شعلة لا تنطفئ















المزيد.....

سمير القنطار شعلة لا تنطفئ


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 369 - 2003 / 1 / 15 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

عندما رأيت صورة الصديق سمير القنطار في موقع عرب 48 , أحسست بأنني السجين وهو الحر الطليق في عالم اليوم, عالم السياسات القذرة والحسابات الأكثر قذارة. لأن الحرية ليست في أن يكون المرء حرا طليقا خارج أسوار السجن , بلا قيود وحراس وعفن يومي.

 بل تكمن الحرية الحقيقية في الحفاظ على المعدن التحرري لكل إنسان يقاتل من اجلها ويدفع ثمنها غاليا, غاليا كما يدفع سمير الكبير ثمن بطولته وتميزه في الكفاح من أجل حرية شعب وأرض فلسطين.فكيف لا يصغر المرء أمام العطاء الذي لا ينضب, والأصالة التي تتباهى في مرايا الشرف والفداء والكرامة والعزة والعطاء..

 هذا هو سمير القنطار المعطاء, النجم العربي الذي بهتت وخفتت قربه كافة نجوم العهر السياسي والتفاوضي.لأنه يشع ويتوهج احمرار كما شمس الحرية البعيدة عن سجنه والقريبة منه بفعل تأكيد المقاومة على حريته.

 

سمير القنطار اللبناني, العربي, والفلسطيني الأممي, الذي ركب البحر مع رفاقه العرب الآخرين ليرسوا على شواطئ فلسطين ويمارسون حقهم العادي والبديهي في العبور إلى أي جزء من الوطن العربي بلا رقابة ومحاسبة وحواجز وسدود وشياطين معابر وحدود مصطنعة, كما بعض الأنظمة والكيانات المصطنعة في بلادنا العربية.

 

وصل سمير وزملائه بيوتنا المنهوبة والمسلوبة, ومنذ ذاك الوقت لم يعد سمير لبيته في جبل لبنان الأشم, جبل التضحيات والنضال العربي القومي الموحد, جبل كمال جنبلاط وشهداء الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الشعبية. بقي سمير في فلسطين أسيرا ومعتقلا منذ نيسان 1979 ولازال حتى هذه اللحظات. لقد مر خلال فترة الظلام الأولى بمراحل صعبة وعقدة ومشرفة, إذ استطاع رغم دخول الأعداء في جراحه والعبث بجسده الممزق برصاصهم أن يستمر ويصمد وينتصر وأن لا يعترف لهم بما يريدون, بل أكد على قناعته بما كافح لأجله وقدم حياته وشبابه وسنين عمره على مذبحه, مذبح الكرامة والعزة العربية المتمثلة بالقضية الفلسطينية, رفض سمير أن يطلب الغفران من أبطال سلام الشجعان ليخرج من السجن وليتحرر من الأسر الذي دخله وهو يحلم بسلام الشجاعة الحقيقية, سلام أطفال فلسطين وشهداءها وأحياءها في الداخل والخارج, وطنا وغربة وشتات ومنافي, جبهات وساحات وميادين, هذا هو السلام الذي كافح لأجله سمير ورفاقه وإخوانه من الشهداء والجرحى والأسرى والأحياء في منافيهم الداخلية والخارجية.

 أنه سلام حق العودة للاجئين, سلام حرية واستقلال فلسطين, سلام يحرر الأسرى ويكرمهم, لا السلام الذي يريد إذلالهم وتوقيعهم على عريضة غفران ومرحمة من السجان السادي وبحضور ضابط من قادة المصادفة الذين أصبحوا ضباط بعد تسلقهم على نضال سمير والآلاف الأخرى من مجاهدي ومناضلي وفدائيي الحركة الوطنية الأسيرة.

 لكن يا صديقي سمير لا تقاس الشجاعة بالأقدام على الخطوة بل باتخاذ القرار الذي يحدد طبيعة الخطوة, واتخاذك لقرار رفض الركوع والتنازل وطلب الغفران من الجلاد, كان عملا عقائديا ومبدئيا شجاعا,خاصة أن كل إنسان قضى سنين طويلة في السجن ومحكوم بمئات السنين يحلم بالخروج من سجنه وبالحرية, لكن الثمن المطلوب منك جعلك تقول لا لعرضهم الجهنمي, الذي ينتقص من كرامة الأسير ويكرم الجلاد. وهذا الموقف الكبير يجعلك فوق الذين يتغنون بسلامهم الشجاع, سلام الهوان والإذلال والتلاعب بمصير الشعب والقضية.

 

سمير القنطار عميد الأسرى اللبنانيين, نزيل سجن نفحة الصحراوي, الذي جرب وعاش كافة السجون الإسرائيلية بكل ما فيها من تنكيل وعذاب وإذلال وقمع ومعاملة قاسية, يعتبر اليوم من أقدم السجناء العرب على الإطلاق واستطاع بعد نضالات طويلة قام بها ورفاقه الأسرى انتزاع حقوق عديدة  لم يكن الاحتلال يفكر باعطاءها لهم لولا أنهم ثاروا ودفعوا ثمنها تضحيات وشهداء وعذابات طويلة. ومن تلك الإنجازات السماح للأسرى بإكمال تعليمهم وتحصيلهم الجامعي,واستطاع سمير أن يحصل من الجامعة المفتوحة على شهادة جامعية في العلوم الاجتماعية.وكتب العديد من الدراسات والمقالات الهامة, التي نشرت في صحف لبنانية وعربية عديدة. كما أن له موقعا على الأنترنت يستطيع الأنسان زيارته والتعرف على سمير عن قرب, حيث يحفل الموقع المذكور بتاريخ سمير وبنضالات الحركة الأسيرة وصور بعض الأسرى وكتاباتهم ورسائلهم التي تدق مضاجعنا, نحن الأحرار, الطلقاء , حيث ننعم بالحرية وننام في دفئ وهدوء, نسامر القمر ونحاكي الشمس ونلعب في الهواء الطلق, بينما هم في الغياهب أسرى غيابهم عن يومياتنا وأعمالنا.

 مطلوب منا تذكرهم وليس فقط, بل العمل النشط من أجل حريتهم واحتضان قضيتهم,لأنهم الشجرة الضاربة بجذورها عميقا في ارض نضالنا التحرري ومبادئنا وقيمنا الإنسانية والكفاحية. سمير الذي قضى لغاية الآن 24 عاما في السجن منها 17 عاما في سجن نفحة الصحراوي, أي منذ 1984. الذي حكم بالسجن لمدة 543 عاما, ضنا من المحاكم الإسرائيلية "الديمقراطية العادلة" جدا جدا, بأنه سيعمر ما عمر سيدنا نوح.. هذا البطل سوف يتحرر ويخرج حتما في أول تبادل يتم بين المقاومة اللبنانية والسلطات الإسرائيلية, سوف يعود لوطنه لبنان محررا بقوة المقاومة لا بقرار محاكم الاحتلال, حيث العنصرية الصهيونية سيد الموقف. وسيحمل وسام فلسطين الأكبر والأعظم, وسام الأبطال الحقيقيين والمناضلين الأماجد الذين قدموا لفلسطين أعز ما يملكون.

 

* موقع سمير القنطار على الانترنت ومواقع أخرى عن سمير أيضا :

 

http://www.kuntar.homestead.com

 

 

http://www.22april.homestead.com/files/message_20.htm

 

http://www.bintjbeil.com/A/kuntar.html

*نشرت في إيلاف يوم 13-1-2003



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سمير القنطار شعلة لا تنطفئ