على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 361 - 2003 / 1 / 7 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

31-12-2002

على الرغم من شدة الهجمة الاستعلائية العنصرية التي تشنها اللجنة الانتخابية الصهيونية على المرشحين العرب لانتخابات الكنيست الصهيونية, فرادى وجماعات. ألا أن ما قاله اليوم النائب العربي أحمد الطيبي أمام اللجنة المذكورة في معرض دفاعه عن نفسه, يعتبر كلاما متسرعا وغير ذات منفعة, هذا إذا كان القصد منه تغيير رأي اللجنة من ناحية معاقبة النائب الطيبي وشطبه من الانتخابات. فقد مثل النائب الطيبي أمام اللجنة التي تبث في الطعن بالمرشحين والقوائم للانتخابات, بحيث دافع عن نفسه أمام اللجنة المذكورة ورد على الاتهامات والطعون الموجهة ضده. يعتبر الطيبي المرشح الثالث في قائمة "الجبهة- العربية للتغيير" ورغم أنه في معرض دفاعه عن نفسه أعتبر العمليات الفلسطينية في إسرائيل إجرامية, حيث قال في مرافعته عن نفسه و تبريرا لمواقفه: "لم أعلن أبدا دعمي لأية عملية قام بها أي تنظيم. لقد شجبت دائما العمليات الإجرامية ضد الأبرياء. وكان آخرها الجريمة الرهيبة في كيبوتس ميتسر".

هل أصبحت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد المستعمرين الصهاينة أجراما, هذا كلام يجب أن لا يصدر عن نائب عربي فلسطيني, لازال مستشارا لرئيس السلطة الفلسطينية. فأحمد الطيبي ليس إسرائيليا فقط بل هو أبن الأرض الفلسطينية وساكنها الأول والحقيقي, بينما أعضاء اللجنة التي تقابله وتريد محاسبته كلهم غرباء ولا علاقة لهم بالأرض, انهم مستجدات الجدد الذين استولوا على الحلم وأرادوا أن يجعلوه حقيقتهم من خلال إلغاء وجود الشعب العربي الفلسطيني على أرضه وفي عقلية المواطن الصهيوني. هؤلاء الذين جلسوا لمحاسبة المرشح العربي,يعرفون أنهم كالسارق/ القاضي الذي يريد محاسبة البريء على معاتبته اللص ولومه على سلبه حتى حقه في الدفاع عن نفسه. ألم يقل أحد أعضاء اللجنة الانتخابية المزعومة أنه سيصوت ضد الطيبي لأنه لم يسأل حزب الله عن أبنه الجندي الأسير لدى الحزب. ألم يتهرب ممثل عام آحاد عن التصويت ويمتنع عضوان من حزب العمل ايضا لكي تكون تمر عملية التصويت ضد الطيبي لصالح اليمين المتشدد..

موضوع الطيبي ليس شخصي وليس عابرا في حالة عابرة, أنه موضوع العنصرية الصهيونية التي تحكم العقلية اليهودية الحاكمة في تل أبيب, موضوع 20% من سكان الكيان الإسرائيلي, أي عرب الداخل وحقهم بالمواطنة الكاملة, التي يتمتع بها لقيط يهودي يهاجر إلى إسرائيل الصهيونية. فحتى لو قام الطيبي أو غيره من النواب العرب بإدانة  الجماهير العربية على هبتها في أكتوبر 2000 لكان القرار سيبقى بلا تبديل وبلا تغيير, لأنه معد سلفا ومجهز منذ زمن وكان فقط ينتظر اللحظة المصيرية للانقضاض على الضحية. وأنت يا أحمد الطيبي ضحية التفرقة العنصرية والذي يريد إصدار الحكم بحقك هو الجلاد, سالبك حريتك وهواك وأرضك وحقوقك ومواطنتك الكاملة. وأنت لست وحدك المستهدف فهناك استهداف كامل لكامل الجماهير العربية وغدا سوف يشطبون قائمة التجمع وبالذات عزمي بشارة, لأنها تمثل الضمير الوطني والقومي لعرب الداخل. وكلكم مستهدفون لأن الحملة ليست ضد أشخاص بقدر ما هي ضد الجماعة. وهبة أكتوبر كانت خير دليل على التعامل العنصري والسادي الصهيوني مع شعب الداخل. والهبة كانت في زمن باراك وبن عامي وبيريز أما الشطب والإلغاء والمعاقبة فهي الآن في زمانهم جميعا مع شارون في المقدمة.

 لا يمكن للقاتل أن ينصف الضحية وللجلاد أن يعطي المعتقل حريته, لا تعطى الحريات بل تنتزع وأنت يا أخي أحمد تعرف ذلك وأنتم يا أهلنا في الداخل انتزعتم حقوقكم بنضالكم العادل, فلا تسلموها بالسهل الممتنع. بل قفوا كلكم كلمة واحدة وصفا واحدا في مواجهة العنصرية الصهيونية المنفلتة, المتهورة والمستهترة بكم وبمكانتكم وبقوتكم. فالذي جرى اليوم مع الطيبي قد يجري في جلسة الغد مع المناضل عزمي بشارة ومع الآخرين. وغدا سوف نشهد حملات تحقيق واستفزاز واستدعاء لكل الوجوه العربية الفاعلة في الداخل, أمس سحبوا الحصانة من عزمي بشارة وشطبوا ترشيح الطيبي ومنعوا الشيخ رائد صلاح من السفر حتى لأداء العمرة واليوم يحققون معه بشكل استفزازي. ويعترفوا أيضا بأن المطران أورانيوس تآمر معهم على الأب عطا لله حنا من أجل سجنه واعتقاله. 

 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل