أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لبنان وأمريكا والفلسطينيين















المزيد.....

لبنان وأمريكا والفلسطينيين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 347 - 2002 / 12 / 24 - 06:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



قبل أيام قليلة كنت بوارد الكتابة عن اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم في لبنان وكذلك عن تعامل الدولة اللبنانية معهم, من خلال تأكيد القوانين الجائرة بحقهم, تلك التي تحرمهم وتمنعهم من العمل بعشرات المهن, كما تمنعهم من التملك والوراثة. أي بصريح العبارة إذا مات الشخص الفلسطيني فأملاكه سوف تصبح ملكا للدولة اللبنانية ولا يحق لأولاده وراثته.لكنني انشغلت عن تلك القضية بقضايا أخرى أيضا هامة وكبيرة.

معروف أن القانون يمنع الأجنبي من أصل فلسطيني التملك في لبنان, بينما الأجنبي الآخر وقد يكون يهوديا يحمل جنسية أوروبية أو أمريكية, يستطيع  التملك في لبنان. حقيقة يشعر المرء بالمهانة وبالعار من هكذا قوانين معيبة تتخذ في دولة تبنت المقاومة ضد الاحتلال رسميا. نشعر أن هذه الإجراءات والقوانين ينطبق عليها المثل القائل" كلمة حق يراد بها باطل". وألا ما معنى أن تهان كرامة الإنسان الفلسطيني ويحاصر في مخيمات معزولة ومغلقة كما هو الحال في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان, حيث في بعضها لا يسمح بإدخال أي ضروريات للبناء ومواد أخرى. ثم أن أمن لبنان ليس مرهونا بالمخيمات وما فيها من معاناة, بل أمن المخيمات وضمان اللاجئ لكرامته وسلامته هو وحده الكفيل بتمسك اللاجئين بحق العودة ورفضهم التوطين أن كان في لبنان أو غير لبنان.

لا يجوز لأي جهة عربية أن تأخذ من قضية التوطين حجة لمضايقة اللاجئين الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم, أن مساعدتهم وضمان الحياة الكريمة لهم في مخيماتهم, من العوامل الهامة لضمان عودتهم إلى ديارهم وتمسكهم بحقهم الشرعي والقانوني في العودة. ما عدا ذلك يجعلهم غرباء في بلادهم العربية وأكثر من أجانب حين يتعلق الأمر بحقوقهم القانونية والمعيشية. مع أنهم ولدوا وكبروا وعاشوا ودرسوا وعملوا في لبنان مثلهم مثل كل مواطن لبناني, وكلنا نعرف أن لبنان يجمع عددا لا بأس به من الأقليات مثل الأرمن والأكراد وغيرهم, لكن كل هؤلاء يتمتعون بالمواطنة الكاملة, بينما الفلسطيني الذي يريد معاملة إنسانية عادلة لكي تساعده على الاستمرار والصمود والتواصل مع قضيته وحقوقه الوطنية العادلة, يواجه دائما بإصدارت وتشريعات قانونية جديدة كل فترة من الفترات, مثل القوانين التي تحرمه و تمنعه من حقوق إنسانية بسيطة.

 كيف تفسر الدولة اللبنانية رفع أقساط الجامعة للطلبة الفلسطينيين باعتبارهم غرباء وأجانب وليسوا من المواطنين, وهل الفلسطيني الذي ولد وعاش وكبر وتعلم ويسكن في لبنان منذ ولادته وحتى يومنا هذا فعلا لا يعتبر مواطن, أنها المأساة بحد ذاتها, لأن الذي يعيق حياة اللاجئ الفلسطيني ويعامله أقل من معاملة الغرباء ولا يعترف به كمواطن بانتظار عودته إلى بلاده,لا يمكن أن يكون منصفا وعادلا في تعامله, كما لا يمكنه أن يكون صادقا في تبريره لقراراته.هناك أساليب وطرق عديدة يستطيع لبنان اتباعها لتأمين عدم توطين الفلسطينيين, وهي طرق شرعية وإنسانية ممكنة, تحفظ للبنان استقلاله وسيادته ومواطنية مواطنيه, كما تحفظ للاجئ الفلسطيني حقه بالحياة والعيش بكرامة كبقية اللبنانيين, أو كبقية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والأردن وغيرها. مازال الوقت غير متأخر لتصليح تلك المسألة وتعزيز تلك العلاقة بما يخدم الأطراف كافة ويحفظ مطالب الجميع. وأملنا كبير بأن لبنان الذي استطاع تحرير جنوبه بفضل مقاومته الباسلة ووقوف الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين والأمة العربية خلفها, سوف لن يتردد في مراجعة مواقفه وقراراته التي تخص الوجود لفلسطيني في لبنان, خاصة أن هناك قسما من الفلسطينيين تم توطنيهم بقرار من الدولة, وما على الفلسطيني الذي شمله قرار التوطين سوى دفع مبلغ مليون ليرة لبنانية حتى يتحول من لاجئ فلسطيني إلى مواطن لبناني غير مطالب بالعودة إلى فلسطين وغير محارب بعمله ولقمة عيشه وأملاكه وهويته.

هذا من جهة لبنان مع الفلسطينيين, أما من جهة لبنان مع أمريكا فقد قرر اليوم وزير الإعلام اللبناني السيد غازي العريضي منع بث أشرطة دعائية مصدرها الولايات المتحدة الأـمريكية ومخططة لتحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العرب والمسلمين.

كان الوزير العريضي برر منع بث البرامج لاحتوائها إشارات تمييز عنصري, وقال كذلك أن أمريكا لا يمكنها إلزام الشعوب بقيمها الأمريكية وأعتبر أن لبنان ليس المكان المناسب لحل مشاكل أمريكا. وأكد العريضي أن الأمريكيين يرفضون محاورة الآخرين ولا يقبلون الرأي الآخر, وكل ما يعارضهم يعتبرونه عدوا, وأضاف لتلزم أمريكا نفسها بحقوق الإنسان في واشنطن وغوانتانامو ولتتوقف عن اضطهاد الشعوب الأخرى ولتحارب الفساد في مؤسساتها قبل أن تعطي الآخرين دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد.

 هذا الموقف الجريء والشجاع للدولة اللبنانية يجبر كل إنسان حر وشريف على احترامه والتعامل معه بكل كبرياء وعزة وأمانة. لأنه موقف جميل ومطلوب يعبر عما يدور في خلدنا جميعا,لأن الشارع العربي لا يريد دروسا أمريكية في الأخلاق والثقافة والحقوق والواجبات والتعلم والاستفادة وممارسة  الديمقراطية. هذه بلادنا وتلك عاداتنا وتقاليدنا, نريدها جميلة ومفيدة ومبشرة, بدون إضافات أمريكية ولا تجميلات غربية, لكم عالمكم ودنياكم وللشرق عالمه ودنياه ورؤيته للحياة. فأن كنتم عاجزون عن معرفة الحقيقة أو رافضون لتعلم الحق والبحث عن الذات في خبايا مواقفكم المنحازة, باستطاعتنا تعليمكم طرق البحث و إرشادكم للصواب ودلكم على الطريق الصحيح. عليكم أيها الأمريكان اتخاذ موقف عادل من القضية الفلسطينية ومن قضايا الصراع العربي الصهيوني, وعليكم الكف عن الكيل بمكيالين في سياستكم اتجاه العراق وفلسطين. لا يوقف الإرهاب إلا من تسبب في وجوده وصنعه, وأنتم أحد أهم أسباب الانتشار المدوي للإرهاب العالمي, لأنكم جزء هام من الإرهاب الرسمي الدولي.

* نشرت في أصداء- ايلاف يوم 20-12-2002   

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط
- مندوب المافيا في مجلس الأمن
- إرهابيات
- انتخابات و أنتقامات
- لو حكينا أيها الوزير نبتدي منين الحكاية
- كؤوس المنافي
- عيد بالأحمر كفناه
- خطاب الرئيس العراقي ومعلومات الاستخبارات الغربية وموقف الشعو ...
- فلسطينيي ال48 أقوى من إرهاب العنصريين
- من جنين إلى البريج شعب فلسطين يحيي العيد بالدم
- الحوار المتحضر سنة أولى عطاء
- رئيس إسرائيل إرهابي عليل


المزيد.....




- -الحرب وصلت لطريق مسدود-.. قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل ي ...
- القبض على العشرات في معهد شيكاغو مع تصاعد احتجاجات الجامعات ...
- مشاركة عزاء للرفيق نبيل صلاح
- البروفة الرئيسية لموكب النصر في موسكو (فيديو)
- الأرصاد السعودية تحذر من الأمطار الرعدية والأتربة المثارة في ...
- رئيس كوبا يخطط لزيارة روسيا والمشاركة في عيد النصر
- البرهان يشارك في مراسم دفن نجله في تركيا (فيديو)
- طائرة تهبط اضطراريا على طريق سريع
- حرس الحدود الأوكراني: المواطنون يفرون من البلاد من طريق يمر ...
- عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لبنان وأمريكا والفلسطينيين