أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - القاتل ينتحل شكل الضحية















المزيد.....

القاتل ينتحل شكل الضحية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 352 - 2002 / 12 / 29 - 14:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في مقابلة مع الإذاعة الصهيونية اليوم السبت, قال رئيس الكيان الصهيوني موشيه كتساف,"أنه يمكن القضاء على الإرهاب" إذا قطعت أوروبا علاقاتها بالسلطة الفلسطينية والرئيس عرفات. وهذه نصيحة كان المدعو كتساف قدمها مجانا للدول الأوروبية خلال جولته الأوروبية الأخيرة. ومعروف أن من طابع اليهودي حبه للمال ومن طوابع دولة إسرائيل اليهودية حبها للمال الحرام وولعها بالدجل والاحتيال والافتراء والاختلاس والتجسس وفعل كل شيء بالقانون أو بدونه من أجل خدمة أطماع الحركة الصهيونية الحاكمة في إسرائيل السادية. ومجرد تقديم نصيحة مجانية يلفت انتباهنا نحن العرب من ضحايا الصهيونية إلى أن في النصيحة ما يعود على إسرائيل بالخير والمنفعة والربح.

كلنا يعرف ويعلم أن الضغط الصهيوني في أمريكا وأوروبا استطاع ترهيب بعض الناس وتهريب بعضهم. ألم يقمعوا الحريات الكتابية في فرنسا واحة الحرية الصحافية, يوم منع كتاب الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية للكاتب الفيلسوف روجيه غارودي, وهناك العديد من الكتب والنصوص التي منعت وحوربت بحجة عداءها للسامية, مع أنها كانت تنشر الحقيقة عن الصهيونية واليهود في زمن العهر والدجل والحجر على النشر والبشر.

 كلنا يعرف أيضا أو سمع عن قضية الجاسوس بولاند وغيره من الجواسيس الصهاينة من الأمريكان الذين خانوا دولتهم الأم أمريكا من أجل دولتهم الأم والأب, إسرائيل. هذه القضية لازالت حية وتشهد على مدى انحياز السلطات الأمريكية للجانب الصهيوني في كل مجالات الحياة. وليست القضية الوحيدة في تاريخ العلاقات المتينة بين الدولتين الحليفتين.

 كيف لدولة عظمى مثل أمريكا أن تصفح عن الجواسيس الإسرائيليين وأن تلفلف الملفات والقضايا وتتستر عليها بعدما تخفي الحقيقة عن الرأي العام الأمريكي. لو علم الرأي العام الأمريكي بحقيقة ما ارتكبته إسرائيل من جرائم بحق الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لقامت قائمة الشعب الأمريكي مطالبة بوقف العهر الرسمي المنحاز قلبا وقالبا لأمريكا. كما أكد بول فندلي العضو السابق في مجلس النواب الأمريكي في كتابه القيم " من يجرؤ على الكلام".

إسرائيل هي المسئولة عن إغراق سفينة الاستطلاع الأمريكية ليبرتي ومقتل وجرح معظم أفراد طاقمها. وإسرائيل هي المسئولة عن مجموعة الجواسيس الذين تجسسوا على أمريكا لحسابها. وإسرائيل هي التي اختطفت  من روما عالم الذرة اليهودي عنانو الذي كشف عن ترسانتها النووية, فكان نصيبه الخطف ومن ثم السجن بلا توقف حتى هذه الأيام. وإسرائيل عرفت ببعض العمليات التي كانت تستهدف أمريكيين ومصالح أمريكية لكنها لم تخبر أمريكا عن ذلك. وإسرائيل تملك مجموعات مافيا إسرائيلية ومحلية توزع المخدرات في الولايات والمدن الأمريكية. وتقيم مصانعها مناصفة مع المافيات المحلية في أمريكا اللاتينية, حيث مشاريع الأعمال الجنائية لضباط الموساد والشاباك والجيش والشرطة. وإسرائيل كلفت أمريكا حتى يومنا هذا حفنة كبيرة من مليارات الدولارات. لماذا؟

 لأن اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بالحياة السياسية والقضائية وكذلك الخاصة لأصحاب القرار في أمريكا هو الذي يعطي بضعة ملايين للسياسيين والنواب وأعضاء الكونغرس, فيقوم هؤلاء بدورهم باستصدار تشريعات برلمانية وقرارات دولة يتم بموجبها تقديم المقابل بضعة مليارات لإسرائيل. كل هذا على حساب دافع الضرائب الأمريكي,على حساب المواطن الأمريكي.

 ثم بعد كل ذلك يأتي شارون ليقول للعالم متباهيا أن رئيس وزراء إسرائيل هو الذي يحدد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية. هذا صحيح, لأن الضحية اليهودية تركت من تركته من أبناءها في العالمين كي يقيموا الدولة الصهيونية العظمى على أرض فلسطين أولا ومن ثم حيثما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

هل يجرؤ رئيس دولة آخر غير الدولة الصهيونية على إعطاء الأوروبيين دروس ومواعظ في فن العلاقات السياسية والتعامل مع الإرهاب العالمي. لا أحد لأنه يحق لموشيه كتساف ما لا يحق لياسر عرفات أو أميل لحود أو أي رئيس عربي آخر .. لأن الأول يهودي والبقية من العرب.

في هذه الأيام العصيبة من عمر القضية الفلسطينية ومستقبل الأمة العربية, لا يوجد احترام لأية دولة عربية لا في الشرق ولا في الغرب. فالعرب أنفسهم لا يحترمون بعضهم البعض ولا يجدون ما يجمعهم في المؤتمرات العالمية والدولية والإقليمية سوى ورقة عمل الدول الإسلامية, كما حدث في مؤتمر دوربان بجنوب إفريقيا العام الماضي.

في ظل هكذا انهيار عربي جماعي وتشرذم عربي رسمي, اصبح شعاره الاستجداء والتسول والتوسل على أعتاب القياصرة لا نستغرب دعوة الرئيس كتساف التي أطلقها اليوم بكل وقاحة.

ومما يخاف ولمن يحسب حساب, مادامت معظم الدول العربية أصبحت قواعد ومحميات أمريكية. وهل يخاف من جمهوريات الغاز والزيت والقطن والعهر والسيادة المستباحة؟

المشكلة ليست كامنة فقط في عجز الأنظمة العربية وسبات الشعوب المقموعة, بل تكمن أيضا في نوعية اللباس الذي تحافظ إسرائيل عليه منذ ولادتها القيصرية عام 1948 وحتى يومنا هذا, أنها تلبس لباس الضحية التي هي نحن وتلبسنا نحن لباسها الدموي, لباس القاتل الذي هو هي. على العرب أن ينزعوا عن وجهها القناع الذي يستر عوراتها, لكن ذلك لا يتم ألا بالعمل الجاد والموحد والمخلص مع قوى العدل والمساواة والتضامن والسلام في العالمين العربي والغربي. حينها لن يجد كتساف آذانا صاغية لا في أوروبا ولا في آسيا وأفريقيا وحتى أمريكا..



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط
- مندوب المافيا في مجلس الأمن
- إرهابيات
- انتخابات و أنتقامات
- لو حكينا أيها الوزير نبتدي منين الحكاية


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - القاتل ينتحل شكل الضحية