أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلام المفقود والحل المنشود..















المزيد.....

السلام المفقود والحل المنشود..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 375 - 2003 / 1 / 22 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يحاول العالم كله إيجاد طريقة ما لحل القضية المستعصية بين الفلسطينيين  الذين يقبعون تحت الاحتلال والإسرائيليين الذين يحتلون بلدهم. لذا  نشطت سابقا وحاضرا الدبلوماسية الدولية في محاولة منها لجلب الأطراف لطاولة المفاوضات, هذه الطاولة التي بقي مجرد الكلام عنها محرما عند الطرفين حتى نهاية حرب الخليج الثانية, باستثناء زيارة السادات للقدس المحتلة ومن ثم توقيع سلام كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل. كانت جماعات من الطرفين وبالأخص عند أقطاب مهمة من  معسكري اليمين الإسرائيلي ممثلا بالليكود واليسار الفلسطيني ممثلا بجبهات الرفض تعلن جهارا  ومرارا  رفضها لأي حوار أو سلام, ثم انضمت للمعارضين لعملية السلام الجارية فيما بعد جماعات إسلامية فلسطينية مثل حركتي حماس والجهاد.

 

كان اليمين الإسرائيلي يرفض أية مبادرة سياسية تعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وكان الطرف الفلسطيني يرفض مجرد فكرة الحوار مع الصهاينة الذين احتلوا فلسطين وشردوا الشعب الفلسطيني. لذا كانت تقام الدنيا وتهتز عندما يتم الحديث عن احتمال تقديم تنازل عن اللاءات الأساسية والثوابت الوطنية الفلسطينية, مثل لاءات قمة الخرطوم لا صلح لا تفاوض لا اعتراف, وبرنامج النقاط العشر ومشروع المؤتمر الدولي للتسوية, ثم الحكم الذاتي الذي خرجت به اتفاقيات كمب ديفيد بين مصر السادات وإسرائيل بقيادة حكومة  بيغن اليمينية.

 

 ثم وصلت الأمور إلى مؤتمر مدريد الذي دخلته الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية" بوفد مشترك مع الوفد الأردني عبر أعضاء من المنظمة من الضفة الغربية وقطاع غزة" بعد الهزة العربية الكبرى التي أحدثتها حرب الخليج الثانية والتي انتهت بانكسار العراق وحصاره ومن ثم سقوط نظرية الأمن العربي المشترك والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة والجامعة العربية التي لم تعد جامعة بل مشتتة ومتفرقة.

 

في هكذا أوضاع مزرية ومصيرية التحق العرب بسلام مدريد الذي فرضته إدارة الرئيس جورج بوش الأب, وكانت المشاركة الفلسطينية عبر الوفد الأردني الفلسطيني المشترك, وكان الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي وعضوية فلسطينيين من الداخل, تم اختيارهم لتمثيل الفلسطينيين بعدما رفضت حكومة اسحق شامير أن تكون منظمة التحرير  الفلسطينية موجودة في المؤتمر بشكل رسمي أو شبه رسمي, وقبلت إسرائيل كما المنظمة نفسها على مضض بمشاركة الوفد الفلسطيني مع الأردني في وفد واحد مشترك. وتبين فيما بعد أن شامير كان ينوي مفاوضة العرب لعشرات السنين وكان يردد دائما بين المقربين منه بأنه لن يسمح لهذا المؤتمر وما يترتب عنه من رؤية النور أبدا, وسوف يبقى يفاوض العرب عشرات السنوات الإضافية دونما نتيجة, لأنه لا يؤمن بالسلام مع العرب ويؤمن فقط بقوة إسرائيل الكبرى.

وشامير كما نعرف هو عضو المنظمة الإرهابية الصهيونية شترن التي قامت باغتيال المبعوث السامي الأمير السويدي, وسيط الأمم المتحدة في حرب فلسطين, وهو مطلوب للأنتربول الدولي بناء على تلك العملية الإرهابية التي أودت بحياة المندوب الدولي, هذا وكان السيد فاروق الشرع وزير الخارجية السوري قد أبرز نسخة مصورة عن طلب اعتقال شامير كمجرم  والصادر عن الانتربول الدولي سنة 1947.

لكن حتى هذا لم يمنع شامير من أن يكون رئيسا لوزراء دولة إسرائيل وأن تستقبله العواصم العالمية على أساس انه زعيم دولة ورجل سلام, متناسين تاريخه الإرهابي والإجرامي في حرب نكبة فلسطين وما تلاها من حروب.

بعد فترة من مؤتمر مدريد وما نتج عنه وبالأخص الحوار الفلسطيني الأمريكي وجولاته المعهودة, فاجئ الجناح المتنفذ في منظمة التحرير الفلسطينية العالم أجمع بالحوار السري والمفاوضات السرية التي كان يجريها مباشرة مع حزب العمل الإسرائيلي الحاكم في إسرائيل بقيادة اسحق رابين وشمعون بيريس, حتى أن حيدر عبد الشافي ومن معه من الوفد الذي كان يفاوض أمريكا أعلنوا عن رفضهم لتلك الطريقة في الحوار وقدموا استقالتهم احتجاجا على ذلك, ومن أجل أن لا يتحملوا مسؤولية تاريخية في المستقبل.

نعتقد أن أحد أهداف الحوار السري المباشر بين ذاك الجناح  الفلسطيني والإسرائيليين هو خوف القيادة المتنفذة في المنظمة من استبعادها من خريطة الشرق الأوسط الجديدة, لكن هذا الفهم المعكوس للواقع وسوء التقدير والتسرع والانفرادية في اتخاذ القرارات دون العودة للشرعية الفلسطينية ومؤسساتها عبر تغييبها أو تحويلها لمجرد شاهد زور, جعل تلك القيادة تسبح عكس التيار وتقدم على خطوة أشبه بالانتحار السياسي فلسطينيا, مع أن تلك الخطوة التي عمدت بتقديم التنازلات المجانية المؤلمة والمصيرية الهامة, أوصلت القيادة تلك لتوقيع إعلان المبادئ ومن ثم اتفاقية سلام أوسلو التي منحتهم مناطق فلسطينية اعتبروها  محررة وذات سيادة وأقاموا عليها جمهورية فاكهاني جديدة, بقيادة فاكهانية قديمة, تم تطعيمها ببعض الجديد من داخل فلسطين, لكن هذا الجديد كان بمعظمه نسخة مطابقة للخارج القديم القادم  إلى الداخل كجديد.

هذه الاتفاقية السلمية التي بموجبها تخلى فريق اوسلو الفلسطيني عن 78% من أرض فلسطين وعن حقوق أساسية من حقوق الشعب الفلسطيني, أوصلت القيادة المتنفذة بشخص رئيسها عرفات لنيل جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رابين وبيريس المعروفان بماضيهما الذي يعتبر غني عن التعريف. الأول صاحب نظرية تكسير عظام الشبان الفلسطينيين وجنرال عسكري له تاريخه المعروف في احتلال الأراضي العربية, حيث وقعت الكثير من المذابح والمجازر. والثاني صاحب البرنامج النووي الإسرائيلي وأباه الروحي.

 

تلك الطريقة من السلام الذي يراد فرضه على الشعوب من فوق أو من خلال نخبة سياسية تعتبر نفسها الوصي على الشعب, هو الذي قاد المنطقة لحمام الرعب والدم والفوضى الذي غرقت به منذ فشل اوسلو وفشلت طريقته التي تتابعت في الاتفاقيات الأخرى مثل الخليل وشرم الشيخ واوسلو 2 وكمب ديفيد الأولى والثانية, حيث ارتطمت الجهود بالجدار الصلب, جدار الحقوق الوطنية الفلسطينية التي لا تريد إسرائيل الاعتراف بها ولا إعادتها لأصحابها, بل جاء بارك إلى كمب ديفيد ليأخذ من السيد عرفات صك التنازل عن الحقوق الفلسطينية من خلال مشروع ورقة إسرائيلية تقدم بها الرئيس الأمريكي كلينتون على أساس أنها أفكار أمريكية. لكن الأخير رفض الورقة والأفكار و لم يقبل بها ولم يستطع الموافقة عليها لأنها لا تخدم سوى أهداف إسرائيل في سلام على المقاسات الإسرائيلية.  عندما رفض عرفات تلك الأفكار كان يعي جيدا أن الوضع الفلسطيني لم يعد يحتمل أية حركة انفرادية أو غير محسوبة من قبل القيادة الفلسطينية , وبأن أوضاع الفلسطينيين منذ مجيء السلطة وتطبيق بعض أجزاء اتفاقيات غزة وأريحا أولا ومن ثم الخليل" التي وقعت في مثل هذا اليوم من سنة 1997 في عهد نتنياهو" زادت سوءا وقهرا وتراجعا في المجالات العديدة ومنها الاقتصادي والديمقراطي والاجتماعي.

وكانت القيادة الفلسطينية تعرف أن النار راقدة تحت الرماد وفي الجمر الأحمر الملتهب. فعندما رجع عرفات من كمب ديفيد استقبله شعبه الفلسطيني استقبال الفاتحين والمنتصرين, مع أنه لم يفعل سوى ما كان يجب عليه فعله. لكن باراك ومن خلفه يسار ويمين إسرائيل اخذوا يصورون الأمور وكأن الفلسطينيين رفضوا الحل النهائي الذي يعيد لهم أكثر من 90% من الأرض ويضمن السلام والحل العادل, وصوروهم على أساس انه هم الذين افشلوا مبادرة بارك, مع العلم أن الأخير لم يقدم أية مبادرة بل جاء كما عاد فارغ اليدين والجعبة والأفكار.

بعدما تم تصوير الفلسطيني على أساس انه لا يريد السلام ويريد تدمير إسرائيل من خلال رفضه لمشاريع بارك وكلينتون, حرض بارك شارون على زيارة المسجد الأقصى تحت حراسة حوالي ثلاثة آلاف شرطي وجندي ورجل أمن, وكانت تلك الزيارة هي الشرارة التي أشعلت نار الانتفاضة الراقدة تحت الرماد منذ فترة طويلة.

 باشتعال الانتفاضة والطريقة الوحشية التي جوبهت بها من قبل القوات الإسرائيلية, تم قبر مرحلة أوسلو جماهيريا وشعبيا, لتبدأ مرحلة جديدة من نضال الشعب الفلسطيني, مرحلة الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة والأرض الفلسطينية التي تصادر وتحتل وتهود من خلال السلام وفي زمن ما يعرف بالسلام.

كانت بدايات الانتفاضة سلمية وشعبية وأشبه بالانتفاضة الأولى التي استمرت لعدة سنوات ومن ثم اغتيلت بالضربة القاضية في مباحثات أوسلو السرية. بدأت الانتفاضة الثانية بالعصيان المدني, حجارة وإطارات مشتعلة واعتصامات وتظاهرات وأعمال احتجاج شعبية و سلمية, لكن الجنود الإسرائيليين واجهوا تلك الأعمال بالطلقات الحية وبالقتل المتعمد وبالقصف من الجو والبر والبحر, وبحملة تدمير متعمد للبنية التحتية الفلسطينية, وباغتيال القادة والكوادر والنشطاء الفلسطينيين.

 بعد ثلاثة اشهر أو أكثر قليلا, من العصيان الشعبي السلمي وسقوط مئات الشهداء والجرحى, بدأت الفصائل الفلسطينية استعمال السلاح والتصدي المسلح للقوات الإسرائيلية وتنفيذ العمليات الاستشهادية داخل الباصات والمطاعم والمقاهي وعلى الشوارع والطرقات. لكن الجيش الإسرائيلي الذي بدوره أعاد احتلال بعض المناطق الفلسطينية ومن ثم احتلال كافة تلك المناطق, بعد فشل كافة الجهود السلمية وسقوطها وتعثرها على صخرة التعنت الإسرائيلي المدعوم أمريكيا بشكل مطلق وغير مسبوق,  قام بمذابح مصورة وموثقة تعتبر جرائم حرب حقيقية, وحصل معظمها خاصة بعد استلام الرئيس جورج بوش الابن لرئاسة أمريكا.

منذ البداية تبنى بوش سياسة مهادنة لإسرائيل, لكنه ترك جسرا صغيرا ممدودا للجانب العربي ومنه الفلسطيني, ويقي هكذا حتى يوم تزلزلت سماء أمريكا وأرضها بفعل عملية تفجير الطائرات في نيويورك وواشنطن  التي قلبت كل شيء رأسا على عقب وأبرزت مدى هشاشة الموقف الأمريكي وفعلية انحيازه للصف الإسرائيلي وتبنيه الفعلي لسياسة شارون الذي لم يتوانى بوش عن وصفه برجل السلام, مع انه مبلل بالدم ومغسول بدماء الأبرياء من رأسه حتى أخمص قدميه, ومذابح الفلسطينيين الأبرياء في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وكفر قاسم وغيرها لازالت شاهدة على وحشية شارون.

منذ أن أصبح شارون رئيسا للوزراء أتضح أن المجتمع الإسرائيلي  حسم خياراته باتجاه الحرب وأكد رفضه لأي سلام يعطي الفلسطينيين جزءا مقبولا ومعقولا من حقوقهم العادلة. فانتخاب شارون كان انتخابا للحرب والدم والمذبحة, ولم يكن من شارون إلا أن أكد تلك اللاءات من خلال قيام قواته باجتياح المناطق الفلسطينية وإعادة احتلالها وتنفيذ مذابح عديدة في تلك المناطق خاصة في جنين ونابلس وغزة, ليعيد للأذهان ذكرى مذابح الماضي الأسود الذي سيبقى يلاحق القادة الإسرائيليين الذين أصبحوا قادة بفضله, أي بفضل أراقتهم للدماء الفلسطينية وارتكابهم لمذابح وجرائم حرب لم يحاسبهم عليها أي إنسان.

 

سار شارون في طريق القمع والقوة معتبرا أنه لا يوجد أمام الفلسطينيين  من خيارات سوى حلا واحدا وحيدا لا غير وهو الاستسلام والتسليم بلاءاته التي أصبحت أيضا لاءات بوش وبعض الأوروبيين. تلك اللاءات التي جعلت مقاومة الاحتلال إرهابا والنضال الشعبي حربا على جيش مدجج بأحدث وأفتك أنواع الأسلحة. وهكذا بقدرة الظلم وألا عدل وألا إنصاف والدجل والتملق السياسي والوقاحة العالمية الذميمة, أصبحت المقاومة التي تدافع عن شعبها بكل الطرق المتاحة إرهابية وأصبح  الغازي المحتل  والقاتل مدافعا عن براءته.

 أنه فعلا زمن الظلم والظالمين من بوش إلى كل الصامتين في عالمنا اليوم. عالم الخنوع للسياسة الأمريكية والأملاءات الصهيونية, حيث أصبحت الانتفاضة حرب على الذي يشن الحرب فعلا بنظر العالم, الانتفاضة ثورة شعبية مدنية عارية تقاتل بالصدر العاري لرد الظلم وصد العدوان والذل والهوان عن شعب أعزل في عزلته تحت الاحتلال.

الانتفاضة عمل جماهيري ووسيلة مشروعة لشعب يقاتل بالصدر العاري جيش إرهابي سلفي سادي متسلح بكل أنواع السلاح وأكثره تطورا وفتكا وحداثة دموية. هذا الشعب يريد السلام الحقيقي, والأمن والأمان في عالم نيرون العصر الحديث وهولاكو زمانه, وريث الأجرام العالمي من مذابح الهولوكوست التي أودت بحياة ملايين البشر من اليهود وغيرهم من الناس إلى مذابح الإسرائيليين في فلسطين المحتلة.

في هكذا وضع يخرج شارون ليتهكم على اللجنة الرباعية ويعتبرها لا تساوي شيئا ويقول أنه لا يتعامل معها بجدية, وهو بذلك يسير على خطى شامير الذي لازال بدوره وفيا للمبادئ الصهيونية التي لا تعترف بالآخر وتلغيه تماما, لأنها لا ترى  فيه أكثر من عدو يجب إزالته وإلغائه.

ففي عهده السالف كان اسحق شامير يهاجم المجتمع الدولي ومؤسساته ويعتبرها لا تساوي شيئا, وهاجم أيضا شعوب ودول وأمم وقيادات روحية منها البابا يوحنا بولس الثاني, متهما إياه وشعبه البولندي بالمعادين للسامية وبأنهم يرضعون ألا سامية مع حليب أمهاتهم.

يقول شارون في تصريحاته بأن اللجنة الرباعية التي تتولى تطبيق خطة الطرق الأمريكية وتتابع ملف الصراع العربي الإسرائيلي لا تساوي شيئا وأضاف انه لا يتعامل معها بجدية ولا يعتقد أن أمريكا تتعامل معها بجدية.

وشارون يعرف أن إسرائيل وأمريكا وجهان لعملة واحدة وتتمتعان بنفس الموقف والرؤية من ناحية حل الصراع. لذا فهو لا يريد من اللجنة الرباعية أن تبقى رباعية ويريدها أحادية ممثلة بأمريكا فقط. لأن الموقف الأمريكي ينسجم انسجاما شبه تام وكامل مع الموقف  الإسرائيلي الذي يمثله شارون نفسه, وهذا الموقف عبر عنه شارون حين قال بأن لإسرائيل وأمريكا موقفا مشتركا واضحا وتحليلا مغايرا لتحليل اللجنة الرباعية حول خطاب بوش المتعلق بالدولة الفلسطينية وحل الصراع.

شارون يعتبر أن الحل يكون كما اتفق عليه مع الإدارة الأمريكية وهو التوصل لاتفاق ثلاثي المراحل :

وقف" الإرهاب" و استبدال القيادة الفلسطينية, إقامة دولة فلسطينية مؤقتة, التوصل لاتفاق دائم.. كما يطالب شارون باستقالة عرفات قبل أجراء الإصلاحات الفلسطينية.

لكن شارون يعرف أن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف مادام جيشه يحتل الأرض الفلسطينية ويغتال ويقتل ويعتقل ويحاصر ويدمر ويمارس الإرهاب بكل أشكاله يوميا. كما يعي تماما بأن فكرة دولة مؤقتة لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني ولا تعتبر حلا ناجعا يجلب السلام والأمن.

أما استبدال القيادة الفلسطينية فهذا يصعب تمريره فلسطينيا لأنه يخص الشعب الفلسطيني وحده وأي تدخل خارجي سوف يزيد من شعبية القيادة الفلسطينية ويعزز موقعها القيادي. وأن الإصلاح الفلسطيني مطلب فلسطيني قبل أن يكون أمريكي وأوروبي وإسرائيلي, لكن عندما تطالب به حكومة شارون وإدارة بوش يعتبر خارج منطق الإصلاح ويدخل في مجال التآمر والإذلال والتدخل بالشؤون الفلسطينية, لذا فهو مرفوض كما طرحوه ومقبول كما يريده شعب فلسطين. لكن شارون يطرح تلك الأفكار أو الشروط ليظهر بمظهر الحريص على السلام, مع أنه عدو السلام بلا منازعة.

الحقيقة التي يجب أن يأخذها المتابع لتطورت القضية الفلسطينية والانتفاضة بعين الاعتبار, هو أنه لا يوجد مكان واحد يجمع السلام وشارون, كما لا يجد السلام المفروض بالقوة غير لغة الإرهاب التي تقر بها إسرائيل وتعتمدها خيارا أساسيا ورئيسيا في التعامل مع الفلسطينيين,  لتطبيق سلام الحراب والمذابح والدبابات والإرهاب, هذا السلام الدموي الذي تقوم إدارة بوش بمباركته, ضنا منها أن تلك السياسة والعمل والقول بمنطق تلك اللغة الاستعلائية سيضطر الفلسطينيين للاستسلام والقبول به.

 من السهل علينا فهم رفض شارون لأي تفسير آخر لخطة الطرق الأمريكية لأنها خطة إسرائيلية أمريكية درست بعناية وتم الاتفاق عليها قبل طرحها بين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي قبل طرحها على الجانب الفلسطيني, الذي يعتبر الأضعف في تلك المعادلة. وهذا يقودنا إلى استنتاج مفاده أن السلام المفقود لن تأتي به إدارة بوش و الحل المنشود لن يكون مع  حكومة شارون  لأنهم ليسوا مع  السلام ولن يكونوا كذلك.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلام المفقود والحل المنشود..