أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - دولة شارون- الفلسطينية -














المزيد.....

دولة شارون- الفلسطينية -


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 374 - 2003 / 1 / 21 - 04:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
 
دولة شارون" الفلسطينية "
:

لم يكد يمضي نهار واحد فقط على التصريحات الرنانة التي أطلقها شارون (في صحيفة "واشنطن بوست" - الأحد 19-1)، والتي هاجم فيها "اللجنة الرباعية" واعتبرها "لا شيء ولا تساوي شيئا"، وقال فيها أيضا إن الرئيس بوش لا يعيرها أي اعتبار، حتى قام هو نفسه بالدعوة لمؤتمر صحافي جمع فيه مراسلي وكالات الأنباء الأجانب وعرض أمامهم خطته الجديدة لحل الصراع العربي – الإسرائيلي.

وبموجب خطط شارون ستكون الدولة الفلسطينية حاضرة وستقام لكن بعد أن يتم القضاء على" الإرهاب" الفلسطيني طبعا، لأن الانتفاضة ومقاومة الاحتلال تعتبر برأيه إرهابا وخروجا عن رؤية دولته "السلمية"، حيث يحق لإسرائيل المتفوقة على الفلسطينيين عدة وعددا وسلاحا أن تقتل وتدمر وتغتال وتعتقل وتعذب وتحاصر وتفعل كل شيء مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية بحجة الأمن والسلام وباسم حماية أمنها ووجودها، بينما لا يحق للفلسطيني الذي يهان في بيته ومدينته وعلى الحواجز التي تقطع أوصاله أن يقاوم تلك الجرائم القائمة على سياسة حرق السلام الوحشية وذبح الأمن وتقطيع الأمان وحرمان الفلسطينيين من أي أمن وسلام وحقوق.

هذه هي السياسة التي حطمت أمال البشر في المنطقة بسلام حقيقي يجعل من الممكن بدء حياة جديدة في في المنطقة. لأول مرة منذ بدء الصراع توفرت على مسار التسوية فرصة لأن تستوعب المنطقة إسرائيل بهويتها اليهودية والصهيونية، وكان هناك إمكانية لتكون إسرائيل آمنة وتعيش حياة عادية مع جيرانها، لكن السياسة الشوفينية والاستعلائية العنصرية التي أتبعتها وتتبعها حكومات إسرائيل المتعاقبة جعلت من غير الممكن للأطراف المتصارعة العيش معا بسلام. لأن تلك السياسة بكل بساطة سياسة قتل وتدمير وإلغاء واحتلال وحشي لا يعير الإنسانية والمجتمع المدني أي اهتمام ولا يعطيه أية قيمة. فكيف بدولة تقتل مواطنيها من غير اليهود لمجرد خروجهم في تظاهرات مسالمة تناصر أخوة لهم يموتون برصاص دولتهم التي تحتل أرض اخوانهم العرب في الضفة والقطاع. هكذا كيان وهكذا دولة لا يوجد لديها الاستعداد لتقبل الحياة بسلام مع جيرانها ولا تعترف بالحقوق الوطنية للسكان الأصليين وتحارب الجيران وتحتل أرضهم وتنشر الإرهاب والرعب بينهم، لا يمكن لها أن تكون دولة تنظر للسلام بمنظار جهة مسالمة.

لكن ما نوعية تلك الدولة المرتقبة وكيف يراها عدوها الأول شارون؟

بحسب شارون سوف تكون دولة بلا جيش، لكن بشرطة محلية فقط، وبلا حدود، لأن الحدود والسيادة للإسرائيليين فقط، كما أنها ستكون محددة بعلاقاتها الدبلوماسية حسب الإرادة الإسرائيلية، ولا يحق لها أن تقيم علاقات مع دول تعتبرها إسرائيل دولا معادية لها، وتكون العلاقات الدبلوماسية فقط مع دول تحددها إسرائيل وتقام مع دول صديقة لإسرائيل.

بعد كل هذا يتأكد لنا ان ما يريده شارون هو دولة مسخ، لا يوجد فيها من صفات الدولة أي شيء، إلا الاسم الذي أطلق عليها حتى تدخل إلى مسامع الفلسطينيين بشكل هادئ وبدون ضجيج وانفعال.

هذه هي الدولة التي يراها شارون ويريدها أن تكون مطيته للانتخابات التي بقي على موعدها أسبوع واحد فقط. لكن حتى هذه الدولة المسخ لن تغير كثيرا في الانتخابات ولن تؤثر على التصويت لأن المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته تبنى اللاءات اليمينية التي لا تعترف بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ولا تقبل بسلام حقيقي تقوم إسرائيل في نطاقه بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس، وبتفكيك المستوطنات والاعتراف بالقرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع الفلسطيني والتي تنص على حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا.

فلسطينيا، فلا يمكن للعقل أن يتصور بان هناك فلسطينيا واحدا سوف يقبل بدولة بمقاسات شارون، وبتلك الخطة السخيفة والتي أقل ما يقال فيها أنها فكرة سخيفة لرجل سخيف ومهووس، عنده مرض نفساني ونقص خطير في التفكير والتصور والتحليل. خطة مهذه أشبه بالهراء والكلام الفارغ، لن تجد آذانا صاغية تسمعها ولا حتى عيونا تقرأها، لأنها فارغة من المضمون والمعنى ولا تستحق القراءة. يمكن لنا أن نفكر ونعتقد بأن موعد طرح تلك الفكرة قبل الانتخابات وقبيل أسبوع واحد من يوم الحسم جاء محاولة من شارون لتعزيز مواقعه الانتخابية، وكرسالة للعالم بأنه لا يقبل بغير التصورات التي يراها هو ويعتبرها الحل الأنجع والأفضل للصراع.

أنها خطة من بنات أفكاره وطرحها لتحقيق رغباته ولتطوير الأوهام التي يريد عبرها تأكيد مبدأ وسياسة الشطب والإلغاء التي تعتمدها الحركة الصهيونية في تعاملها مع الحقوق الفلسطينية. فالحدود غير موجودة في الدولة التي يريدها شارون ويحق لإسرائيل تقليصها وتقليمها وتحديدها ورسمها من جديد، حسب الحاجة الإسرائيلية. وهذه الحاجة دائما في تصاعد عامودي وتطالب دوما بالمزيد من الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وضمها، خدمة لمشروع إسرائيل الكبرى. ولكي لا ينعدم "نور إسرائيل الكبرى" يجب أن يبقى الفلسطيني في الظلام وبلا نور وضوء وحرية وسيادة فعلية. إنها المأساة التي يتلهى بها سفهاء السياسة.

* نشرت في المشهد الاسرائيلي كاملة يوم 20-1-2003



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - دولة شارون- الفلسطينية -