أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..















المزيد.....

قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 373 - 2003 / 1 / 20 - 04:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


غرائب وعجائب 5

 

بعد توقف دام فترة لا بأس بها في البحث عن العجائب والغرائب, صادفتني اليوم قضية في خبر, بصراحة ليست ككل خبر, فيها من الدهشة ما جعلني أطبعها وأحتفظ بنسخة من الخبر في ملفاتي الخاصة, لأن الخبر أولا من مخيمي الذي اعرفه شبرا شبرا ومترا مترا لأنه ليس بالمخيم الكبير, رغم الكثافة السكانية التي توجد فيه. وثانيا لأن نوع الخبر من الأخبار السريعة الانتشار والتي أن صحت قد تشعل المخيم وتزيده نارا على نار. خاصة أن سكان المخيم جلهم من الناس المحافظين وذوي الأصول القروية المحافظة, لأنهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا عن بيوتهم في قرى الجليل الفلسطيني سنة النكبة عام 1948. ومعروف أن التحولات الأخيرة التي شهدها المخيم خاصة منذ أواسط الثمانينات, جعلته بؤرة وتجمع هام للحركات الإسلامية المتشددة والتي لا تتساهل مع ما يتعارض والشريعة, ومن تلك الحركات , عصبة الأنصار التي أسسها الشيخ هشام الشريدي, الذي اغتيل بدوره على يد مجموعة مسلحة من حركة فتح التي يرئسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وذلك سنة 1991. بعد اغتيال الشيخ هشام أبو عبدالله,تسلم عبد الكريم السعدي الملقب بأبي محجن إمارة العصبة ومازال أميرها حتى يومنا هذا, ولهذه الحركة باع طويل في المخيم المذكور, هذا بالإضافة لوجود جماعات إسلامية أخرى أقل تشددا من عصبة الأنصار التي وضعتها الإدارة الأمريكية على لائحة المنظمات المصنفة إرهابية حسب التصنيفات الأمريكية.

في هكذا جو محافظ وعشائري  ومناخ إسلامي أصولي متشدد وغير مهادن في القضايا المقدسة, يتقدم شخص يدعى محمود عمارة, من سكان المخيم, بحسب ما جاء في صحيفة اللواء اللبنانية ليوم 15-1-2003 عبر مكتبها في مدينة صيدا بجنوب لبنان, ويطلب هذا الشخص يد شاب آخر للزواج منه, بعدما يعرض على عائلته مبلغا كبيرا من الدولارات كمهر للزواج, وسرعان ما انتشر الخبر في المخيم وعرف به السكان من مدخل المخيم الجنوبي عند جسر درب السيم تحت بلدة مغدوشة الجميلة, حيث النصب العريق والقديم للسيدة مريم العذراء, ألى المدخلين الشماليين على الشارعين التحتاني والفوقاني, عند مسجد الموصللي والمستشفى الحكومي اللبناني, أما باقي المداخل فوصلها الخبر مع أنها لازالت مغلقة ومسدودة بالسواتر الترابية والرملية.

في اليوم التالي لشيوع الخبر في المخيم عثر على العريس الشاذ, صاحب العلاقة غير الأخلاقية مقتولا في منزله ولم يعرف من هم القتلة, لكن المهم في القضية أن هذا الشخص الجريء بكل تأكيد, تخطى كافة الحواجز من الدين والتقاليد والعادات والعار والشرف وتقدم بطلبه الغريب العجيب , الطلب الذي قاده فورا إلى القبر. هذا الشخص قد يكون موته أراحه من العار الذي كان سيقضي عليه حيا قبل أن يمت عاجلا أم آجلا. أما الشخص الآخر الذي يعتبر العروسة اللغز, فحياته سوف تصبح بالتأكيد أشبه بالجحيم وسوف لن يجد من يرحمه في تلك الأجواء التي لا تعرف الرحمة في مثل تلك القضايا.

وهو بالتأكيد منذ الآن يعيش تحت وطأة القدر الذي جعله عبرة لمن يعتبر في المخيم والجوار, لأنه أصبح حديث الناس وحديث الساعة أيضا, ويقال أن منزله تعرض لانفجار قنبلة رماها مجهول على المنزل بعدما ظهر الشاذ للعلن لأول مرة بعد غياب أيام معدودة, بسبب الفضيحة المشهودة. هذا الشاب الشاذ سوف لن يرتاح طوال حياته اذا كتب له الحياة في المخيم, لأن قصته سوف تصبح مضرب المثل لجميع الناس في المنطقة,لأنه تخطى حدود المنطق والعقل بموافقته على الزواج من ذكر, وبقبوله بدور الأنثى في مجتمع لا يعترف بغير الأنثى الأنثى, تلك التي نعرفها كلنا والتي هي كما خلقها الله. والتي قيل عنها وجاء فيها في القرآن الكريم تكريما والتي يقول تعالى: " وألبس الذكر كالأنثى" < سورة آل عمران الآية 36> والرجل ببنائه يختلف عن المرأة, فهناك فروقا بينهما في التكوين البيولوجي والفسيولوجي والسيكولوجي. فكيف إذن وبعد كل هذا وبعد ما جاء في كتاب الله يأتي شاذ ليغير هذه المعادلة وتلك الحقائق التي لا تقبل الشك. أننا لسنا في النرويج أو الدنمارك ليتقدم هذا الشخص والبوح بالمحرمات وأخطرها على الإطلاق في مجتمعاتنا المحافظة, حتى أنني وعلى الرغم من وجودي في أوروبا منذ سنين طويلة منها عشرة في النرويج, لم اسمع أن شاذا تقدم لبيت صديقه الشاذ وطلب يده من عائلته, بل عادة تجري تلك الأمور بشكل غير محسوس وبعيدا عن الأضواء لأنها حتى هنا لازالت غير مألوفة بشكل نهائي, مع أن وزير المالية النرويجي السابق أعلن العام الماضي زواجه من صديقه الشاذ في ستوكهولم عاصمة السويد بدون خجل وبدون خوف من موت أو عقاب جسدي ينتظره.

 لكن هذا في النرويج, في آخر بقاع الدنيا على حدود المحيط الأطلسي وغير بعيد عن القطب المتجمد الشمالي. وليس في مخيم عين الحلوة عاصمة الخلافة الإسلامية الحديثة, قرب مدينة صيدا قلعة المقاومة الإسلامية, وفي جنوب لبنان التحرير والمقاومة والتقاء الديانات الشرقية الإسلام والمسيحية. كل الديانات السماوية ترفض منطق الشواذ  الشاذ ولا تعترف به ولا ترغب بوجوده وتفضل محوه من الوجود لأنه يتنافى وتعاليم الله والدين والأخلاق والمنطق. ولكن هل الحل يكون بقتل هؤلاء الشواذ أم بالبحث عن حلول لمثل تلك المشاكل في مجتمعاتنا التي بالتأكيد يوجد فيها كثيرون من نوعية عمارة لكنهم لا يملكون جرأته أو غبائه..

في المناطق الفقيرة والبائسة والمعدمة والمحاصرة, حيث الظلم والفقر والحرمان والممنوعات والمحرمات وألا عدل والعصابات التي تتحكم بحياة الناس المادية, عادة ما تكون تلك المناطق بؤر لمثل تلك الظواهر الشاذة والعجيبة والغريبة. إنها ظاهرة موجودة وليست حادثة فردية محدودة, وهي موجودة في كل بلادنا العربية وفي كل دول العالم, إنها مشكلة جماعية وليست حالة فردية.


 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..