أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين














المزيد.....

حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 03:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القانون هوالآلة الرئيسية في التخت الشرقي التي تعتمد عليها بقية الآلات في ضبط أوتارها ودرجات أنغامها، لهذا سميت الآلة "القانون"، ومن دونه تتحول المعزوفة إلي صخب متضارب بلا معنى. أيضا فإن معزوفة الأوطان تتحول هي الأخرى إلي ضوضاء وفوضى من دون القانون الذي يحدد حقوق والتزامات كل مواطن والجزاء ويطبق على الجميع من دون تمييز بينهم. لذلك أكد ابن خلدون أن القانون في الدول ضمانة العدالة التي تجنب المجتمعات الظم وخراب العمران. وبينما يمثل القانون في الدول المتحضرة سلطة أعلىمن البشر، فإن للبشر عندنا – حسب ثرواتهم ومواقعهم – سلطة أعلى من القانون. ويصبح القانون عشرات القوانين، بعضها للأثرياء وبعضها للفقراء، من ثم تعلو في آذاننا معزوفة الصخب والفوضى. وانظر مثلا أنه في في أواخر فبراير الحالي تم حبس محصل تذاكر في قطار لاختلاسه ثلاثة جنيهات. وبالطبع فإن تلك الجريمة الشنعاء التي ضعضت الاقتصاد القومي لم تمر من دون عقاب. هذا " قانون". لكن هناك قانونا آخر مصاب بالرمد أو العمى الحسي يمارس دوره حينما يصل إلي القاهرة ابن الصحفى حسنين هيكل، ويدخل مصر معززا موقرا، ثم يخرج منها آمنا مكرما، مع أنه متهم باختلاس ملياري ونصف مليار جنيه عن طريق التلاعب بالبورصة عام 2012، وهناك قرار من النيابة بضبطه وإحضاره واسمه مدرج على قوائم الترقب في المطارات المصرية. القانون اليقظ الذي لم تفلت من تحت بصره ثلاثة جنيهات، أفلت منه ملياران ونصف مليار! مما يرسخ في وعي المواطن أن القانون عندنا مثل بيت العنكبوت لا يسقط فيه إلا الذباب الصغير، أما الصقور الجارحة فتمزق النسيج وتواصل تحليقها عاليا. وإذن فليس لدينا " قانون" يتم على أساسه ضبط النغمات الأخرى. وانظر مثلا حادثة إقالة وزير العدل أحمد الزند بعد حديثه في 11 مارس الحالي ورده على سؤال عن استعداده لحبس صحفيين إن خالفوا القانون بقوله:" إن شاء الله حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام"! لقد تمت إقالته من منصبه فحسب، لكنه لم يتهم ولم يحاكم واعتبرت الغالبية العظمى أن تلك زلة لسان، كما أنه لم يسجن بتهمة إزدراء الأديان الشهيرة التي سجن بسببها أربعة أطفال أقباط بقرية الناصرية بالمنيا، لأنهم قاموا بتصوير " يوتيوب" من ثلاثين ثانية يسخرون فيه من " داعش" التي تؤدي الصلاة ظاهريا وتذبح الآخرين فعليا. ولهذا قضت محكمة جنح الأحداث بمركز بني مزار بحبسهم وهم باسم أمجد، وألبير أشرف، ومولر عاطف، لمدة خمس سنوات لكل منهم، وإيداع كلينتون مجدي بمؤسسة الأحداث، مع أنهم جميعا دون سن الثامنة عشرة، أي أنهم في عرف القانون أطفال. وبينما ينص القانون في مادته 98 على عقوبات متدرجة تبدأ بستة شهور، فإن المحكمة اتخذت أشد درجات العقوبة، بل ورفضت مبدأ الكفالة الذي يوقف تنفيذ الحكم لحين الاستئناف،ولم يعامل الأطفال معامة أبوإسلام أحمد الذي أحرق الانجيل علانية وحكم عليه فقط بستة شهور وكفالة، لدينا إذن قانون لمختلس الجنيهات الثلاثة، وقانون آخر للصوص المليارات، وقانون يحبس الأطفال بتهمة ازدراء الأديان، وقانون آخر يغض النظر عن ازدراء الوزير للأديان علانية. علاوة على تصريحات الوزير السابقة التي ازدرى فيها الانسان المصري متحدثا عن أنه ورفاقه " أسياد البلد"، وإصراره على أن " تعيين أبناء القضاة سوف يستمر سنة بعد سنة" لأنه لا مكان على حد قوله " لأبناء جامعي القمامة". ومع أنني أعارض الأخذ بقانون ازدراء الأديان- لكن إما أن يكون لدينا قانون واحد يسري على الجميع - وتتم محاكمة الوزير أو أن يتم إطلاق سراح الأطفال، ومن دون ذلك لن نسمع سوى معزوفة الفوضى والصخب وهي تصم آذاننا، وتقودنا إلي ماقال عنه ابن خلدون "خراب العمران".
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تنوير العقل إلي تنوير الشعور
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية
- حقيقة سفيتلانا ألكسيفتش وجائزة نوبل
- أشرف فياض .. إعدام شاعر
- بيت سيد درويش حظيرة ماعز !
- طه حسين .. العاشق ابن البلد


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين