وجدان عبدالعزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 16:39
المحور:
الادب والفن
اخذ الفن التشكيلي العراقي في استيعاب الارهاصات الانسانية لدى الفنان بما يحيط هذا الفنان من ظروف غاية في التعقيد ، ولامناص ان الحساسية والفكرة والمهارة ، تدخل في الفن التشكيلي اضافة للموهبة لتعطي كل هذه ابعادا جمالية وتتكامل في المعنى ، لتكوين رؤية خاصة ، فان مسار تطور الألوان يشير الى تطور الحضارة ، فلكل حضارة ألوانها المفضلة ، كما نجد في بعض الحضارات أن للألوان المستخدمة رموزا لونية ، والفنانة التشكيلية العراقية (ندى عسكر نجف) برزت في الخزف و الفن التشكيلي ، وحققت حضورا مميزا في المشهد التشكيلي العراقي ، حيث اثبتت إن الفن حالة من حالات التعبير عن الذات و مكنوناتها ، وهو لديها ليس هواية عارضة ، بل جوهر حياتها ، لذلك جاهدت في أن تشق طريقها وتجعل لنفسها مكانا مميزا ، لذا نجدها تتنقل بين الرمزية و التعبيرية ، لخدمة موضوعات عديدة ، كالمرأة والوطن والحب، حيث (تنطوي هذه التعددية على إنتاج الخيارات الفنية إسلوبا ونتاجات بدلالات غنية و عميقة ، خيارات في اللون و التكوين و الحركة المفتوحة على الحياة ، في أعمال ترسم اللوحة المشهدية الواسعة تطل على المرأة و كائنات و أمكنة كلها تحمل دلالاتها في داخلها ،لتغرف من المكون الثقافي والموروث الحضاري و أخرى من نبع الحياة و تجاربها الثرية، وهذا هوالأساس الذي تبني منه لوحتها و تراكم تجاربها) ، وعن سؤال وجه لها قالت : (انتمي لمدرسة الواقعية الرمزية في الرسم ، اما الخزف فانتمي للمدرسة الحديثة في التعبير ، لانها تعطيني الحرية في التعامل مع الطين ، اما اسلوب الواقعية الرمزية فأستخدمه لأني احسه قريبا الى نفسي في التعبير) . لذا فـ (ان قوة الفن لاتكمن في ما يقوله "الفنان" وحسب بل في ما لا يقوله أيضا ، أي في ما يرمز إليه ويوحي به . وهذا بعض سر خلود الأعمال الفنية الأصيلة وحيويتها المتجددة والعمل الفني يقترب من لحظة الإبداع الكلية بقدر ما يحمل من غنى في المضمون في إيحاءاته ودلالاته ) .كما (ان الرسم نمط فني مختلف في صيغته التنظيمية ، لإنشاء التعبير بصريا وآلية الاتصال والتلقي معا ، إذ تقترب من المجرد والرمزي ، حتى وان دأبت لإيجاد خطاب يحايث الواقع أو الطبيعة ، ليصطف الرسم هذه المرة بجانب المجرد الخالص مثل الموسيقى ، أو الغنائية التجريدية التي تعتمد طاقة اللون التعبيرية والتناسقية في السياق الهارموني ، ويصبح اللون هو النسق الوحيد والمهيمن الباث للدلالة في تأسيس الخطاب ، مما يعني الاختزال في الصورة والشكل والتخلص من عوالق الواقع والتكثيف إلى أقصى حد ، ليصبح اللون هو النسق او البنية والعلامة لاغيره في ضوء الأشكال الناتجة من تداخلات اللون ذاته) ص26 مدونة البصر، من هنا تبقى الفنانة ندى عسكر تعزف على ادواتها ، لاجل الوصول الى ترسيخ قدرتها في اجتراح الاسلوب الخاص بها .
#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟