أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العزلة) أنموذجا














المزيد.....

فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العزلة) أنموذجا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


عالم السرد عالم ينطوي على الكثير من الاسرار الكامنة بين فضاءاته المفتوحة على عوالم الحياة بكل تناقضاتها المختلفة ، ولا سيما عالم الرواية التي هي فن يتولى سرد الاحداث بضمها الكثير من الشخصيات المختلفة في انفعالاتها وصفاتها واحوالها النفسية ، وتنطوي الرواية على جماليات بارزة في الفن الادبي النثري ، كون النثر يمتلك الحرية المرنة المنفلتة من عالم الشعر المحكوم بالتكثيف اللغوي والمعتمد على بلاغة الكلمة اكثر من بلاغة الجملة ، ولا تخلو الرواية من صعوبات وتعقيدات ، لكن لها تأثير كبير في المجتمع ، حيث تتحدث عن المواقف وتجارب البشرية في زمان ومكان معينين. وتعطينا عبرة ونصيحة أو قصة ودرس نستفيد منه في المواضيع العاطفية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والنفسية...وهي جنس أدبي خيالي حديث. يعتمد السرد والنثر. وتجتمع فيه مجموعة عناصر متداخلة؛ أهمها الراوي والأحداث والشخصيات والزمان والمكان. وتتميز عن الملحمة القديمة باعتمادها النثر وتصويرها للإنسان والمجتمع الواقعي واستبعادها للخوارق والغيبيات. وتتميز عن السيرة (الذاتية) بطابعها الخيالي، وعن القصة القصيرة بطولها، وعن المسرحية باعتمادها السرد وليس التقديم المباشر. واستنادا إلى جورج لوكاتش، تعد شكلا من أشكال الثقافة الحديثة. ارتبط تطورها بظهور المجتمعات البرجوازية في الغرب. فالرواية جاءت لتصور الأزمة الروحية – على حد وصف لوكاتش لها- للإنسان الحديث الذي يعيش موزعا بين واقع حقيقي مليء بالمتناقضات وواقع افتراضي مثالي يحلم به.وتطور هذا الجنس في الغرب في القرن التاسع عشر ، ثم انتقل الى العالم العربي بعد الاتصال بالغرب وظهور الطباعة والترجمة .. وشهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر أولى محاولات التأليف الروائي في اللغة العربية. منها محاولة سليم البستاني، في كتابه “الهيام في جنان الشام” سنة 1862، ومحاولة علي مبارك (علم الدين)، وروايات جورجي زيدان التاريخية. ومن أبرز تلك المحاولات (حديث عيسى بن هشام) التي نشرها محمد المويلحي مسلسلة في مجلة مصباح الشرق بين سنة 1900 وسنة 1902. ولأنه كان محافظا- فقد أراد أن يستخدم القالب الروائي لتصوير التناقضات التي كان المجتمع المصري الحديث يعاني منها آنذاك، لكن مع اعتماد لغة نثرية تذكرنا بأسلوب المقامات العربية. واليوم هناك إجماع في الأوساط النقدية أن رواية (زينب) التي نشرها محمد حسين هيكل سنة 1912 هي أول رواية عربية ناضجة. ولاشك ان الرواية العراقية اخذت في تصاعد تطورها كمثيلاتها في الدول العربية ، بتلك العوالم التي تأخذ فضاءاتها من الواقع في خضمه المتلاطم ، غير انها تحاول بناء فضاء اخر ، لاستعياب رؤى كاتبها ، وهنا تعكس من جانب اخر قدرة الكاتب على بلورة وجهة نظره في معالجة الفكرة بمساحة كتابية ، قد تميل نحو التكثيف ومحاولة اجلاء الفكرة واضاءة جوانبها اي ما تحمله من شعرية ، كما جاء بناء رواية (غواية العزلة) للكاتب فاضل الغزي الصادرة حديثا من دار تموز 2015م ، حيث تأسست الفكرة وانطلقت من مدينة (ام الودع) ، بفضاء واقعي احاطه فضاء متخيل ، اي ان هناك مدينة لامرئية افترضها الكاتب وانطلق في محاكاة اجواء عاشها واجواء يحاول ان يعيشها ، حتى (بدا العالم بعينيه مسطحا وتافها ، وهو يغادر المكان الذي لايعرف من دعاه اليه اول مرة ؟ او لماذا تركه بهذه السهولة من دون ان يعرف لماذا يتركه هكذا ، من دون معرفة اسراره المعتمة .. المفاجآت تكمن فيما نجهل دائما) الروايةص8 ، هذا المجهول الذي حمل الكثير من الاسئلة احاله الى باحث عن سبب معقلن في تفسير تلك الاسرار والمجاهيل التي تختفي وراء تلك الاسئلة .. وبقيت محاولات الكاتب الغزي مستمرة في كسر رتابة الاحداث المؤلمة في ايجاد معادلات موضوعية لاضاءة ما هو معتم .. والظاهر رواية (غواية العزلة) اخذت منحى الاسئلة المتوالدة من رحم غرابة الاحداث مثل سؤال من أين أنا ؟ وهل هو يعيش دوامة التذكر والنسيان؟ ، فمدينة الكاتب الحقيقية المحترقة دوما ، فرضت عليه ايجاد مدينة اخرى متخيلة ، يفاوض من خلالها الضمير الانساني في الحب ، (هذه المدينة لاتحب احدا لكنها لاتسيء لاحد ، من الجميل ان تجد مدينة بوادعة وشغف ام الودع وانسانها الكائن الذي لو امضيت معه نصف عمرك لما عرفت له غورا او وقفت معه على قرار ، صادقا كان ام كاذبا ، جادا ام هازلا . انسان ام الودع ملون بالوان قزحية ، متشظيا على وجه الارض . لم تعد ام الودع مدينة غزل واريحية ، فقد غابت عيون الفاتنات وراء غيوم الفراق والانتظار امام الشرفات العانسة . ولم يتبق لها سوى محض ذكريات عالقة باهداب ماطرة بدمع الرجاء ، وايماءات منكسرة بليل الالم . خواطر وحسرات تمر من هنا ، لكنها سرعان ما تتوارى وراء من تواروا فجأة وبلا قبلة للوداع ، حتى تلاشت ملامحهم من طيف الذاكرة العنيدة)الرواية ص13ـ14 ، اذن العلة في متناقضات الاشياء الحادثة في المدينة ، جعلت من انسانها الذي يعيش في اكنافها يعاني من حالات ازدواج هي التي خلقت محنة الكاتب في معالجته للامر ، فهو لم يقف على (قرار صادقا كان ام كاذبا ، جادا ام هازلا) ، فانسان المدينة ملون بالوان قزحية ، وحتى جمال الفاتنات اختفى وتحول الى حسرات تلتصق من خلال الانتظار بتلك الشرفات العانسة ، فـ(لم يُرتّق الزمن يوما حطام القلوب التي مزقتها الوحشة ، او يرأب كسرها المهيض)الرواية ص15 ، ناهيك عن تحولات زينب البصاص واختلافها مع عليه الخبازة ، (ماتعرفه زينب البصاص عن علية الخبازة يشكل لها ارقا مستديما وزينب البصاص بالنسبة لعلية الخبازة تشكل كابوسا مرعبا ، وهذا ما جعلها تشن حملة تشويه ضد زينب البصاص)الرواية ص31 ، وحملت الرواية الكثير من الاحداث والمعالجات على قصرها ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...
- الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...
- المهيمنة التاريخية في سرديات الكاتب علي السباعي
- الشعر يفترض حضورا في مساحات الغياب
- الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر
- حليمة الجبوري L بين الرحيل وانتظار عزفِ رشاتِ المطر
- الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العزلة) أنموذجا