أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا















المزيد.....

الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


كنت في رحلة تجولت من خلالها على صفحات أصدقائي الشعراء في الفيس بوك، فلم افلح هذه المرة لأجد ما يرضي فضولي، وفجأة جاءني طلب صداقة من الشاعرة المغربية حليمة الاسماعيلي، والتي عرفتها من خلال حضورها وإبداعها الشعري، وعلى الفور قبلت هذه الصداقة ومن هداياها لي قصيدتها(من أنا) مسجلة بصوتها، ومن هنا انثالت على ذهني انطباعات كثيرة، وعشت حالة توتر الانا الشعرية وذات الشاعرة نفسها، حيث تجلت في قصيدة ممتعة تمثلت في محاولاتي الجادة للبحث عن مظان المعاني فيها ...يقول الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد عن انا الشعر وذات الشاعر نفسه : (تندرج هذه الثنائية في أدقّ تفاصيل اشتغالات الشاعر وأخطرها، ليس على صعيد الشعريّة العربيّة حسب، بل تمتدّ إشكاليتها إلى مشغل الشعريّة عند كلّ الأمم والحضارات. وينطوي أمر فحصها وتحليلها على مشكل حضاري يتعلّق بلغة الأمّة، وقابلية الشاعر على التصرّف بمادتها وخلق معناها، على نحو يتحقّق فيه منطق الكشف بما يسهم في دمج أنا الشاعر بذات الشعر،) بحيث يمكن الاتصال بمقاربة العنوان "من انا" وهو بحث عن الذات اولا و(لقد ظهرت نظريات مختلفة في دراسة الشخصية، والتي اعتمدت على أدوات مختلفة لقياسها مثل المقابلات والملاحظات والتجارب المضبوطة والاختبارات الشخصية والاختبارات الموضوعية الاسقاطية. ومن النظريات الشخصية هي: النظريات النفسية الدينامية للشخصية: وأهم علماء هذه النظرية هو سيجموند فرويد (1856- 1939) صاحب التحليل النفسي، الذي قال بأن الشخصية لها ثلاث مكونات وهي (الهو، الأنا، الأنا العليا). وتتطور الشخصية بحسب رأيه عبر أربع مراحل وهي: (الفمية، الشرجية، القضيبية، التناسلية). وأكد بأن الانسان لديه وعي بعدد قليل فقط من الأفكار والذكريات والمشاعر والرغبات، أما العدد الآخر فهو يمثل مرحلة ما قبل الشعور (الوعي) وهي مدفونة تحت الوعي. ويمكن أن تستدعى بطريقة التداعي الحرّ. وقد نقح تلاميذ فرويد نظرياته حيث قللوا من العوامل الجنسية وأكدوا ان التأثيرات الاجتماعية على الشخصية واللاشعور الجمعي والمشاعر الدونية…)، وهناك نظريات اخرى، وضعت الشخصية في مختبراتها التحليلية، ولكن ما يهمنا هنا الانا الشعرية التي تحاول كشف الاغطية وتهذيب ذائقة الشاعر وشحذ انفعاله الانساني باتجاه اكتشاف حقيقة الكون والحياة ومن خلال اللغة، التي يقول عنها أدونيس: (اللّغةُ أكثرُ مِن وسيلةٍ للنّقلِ أو للتّفاهمِ، إنّها وسيلةُ استبطانٍ واكتشافٍ، ومِن غاياتِها الأولى أن تُثيرَ وتُحرّكَ، وتَهزَّ الأعماقَ، وتفتحَ أبوابَ الاستبطان. إنّها تُهامسُنا لكي نصيرَ أكثرَ ممّا تهامسْنا لكي نتلقّن. إنّها تيّارُ تحوُّلاتٍ، يَغمرُنا بإيحائِهِ وإيقاعِهِ وبُعدِهِ. هذه اللّغةُ فعلٌ، نواةُ حركةٍ، خزّانُ طاقاتٍ، والكلمةُ فيها أكثرُ مِن حروفِها وموسيقاها، لها وراء حروفِها ومقاطعِها دمٌ خاصٌّ، ودورةٌ حياتيّةٌ خاصّة، فهي كيانٌ يَكمُنُ جوهرُهُ في دمِهِ لا في جلدِهِ، وطبيعيٌّ أن تكونَ اللّغةُ هنا إيحاءٌ لا إيضاحًا)، لهذا عاشت الشاعرة حليمة الاسماعيلي ، تحمل انبل المشاعر الوجدانية والانسانية للبشر ، لانها خليط من الحب والانسانية والرحمة ، وخليط من المشاعر الصادقة والمشاعر الاتية من اعماق الوجدان الانسانى والرومانسيه عندها لا تولد الحب فحسب ، ولكن تبقيه مشتعلا بين الطرفين ، فالحب مشاعر نبيلة فى الحياة ، تاتى من القلب والرومانسية افعال وتصرفات تاتى من الوجدان ، وبالتالي ، انها امتزاج كل الجمال في قلب واحد.. بوجدان عميق جدا.. تقول الشاعرة :

(أنا موجة في بحور الأماني

أراقص حلما فيرتاب منـــــــــــي

أصاحب نجما سناه صبوح

فيعلو ويدنو ويسأل عنــــــــــي

أمن كوكب أنهكته المعاصي

أمنّك جئتَ شعاعا يغنـــــــــي ؟

أنا نبتة في صحارى الدروب

شربت المخاوف فاستنزفتني

أحثّ خطاي ، طريقي ضباب

يقيني اشتهاء وأمني تمنّــــي)

فمن الارض تتصاعد انفعالات الاسماعيلي الى السماء، بطريقة اللاممكن، أي من نبتة ارضية، (أنا نبتة في صحارى الدروب)، الى (أنا نجمة في أصيل اللقاء)، فلا هي نبتة ولا هي نجمة، ولكنها تحث الخطى، رغم ضباب الطريق، تقول الشاعرة :

(أنا همسة في صقيع الفراق

فيشقى الفؤاد وتدمع عينـــي

أنا نجمة في أصيل اللقاء

إذا ما تعلق غصن بغصـــــن

أنا جمرة في ليالي الحنين

وشوقي دروبي وكوني و لوني)

هذا الانخفاض ثم العلو وصراع الانا والانا الشعرية، في ظل هذا المشهد المتألم والمتأزم الذي ساد نفسية الشاعرة وطغى على أشيائها تراودها فكرة في البحث عن وسائل تتجاوز بها العالم المرئي الى عالم "رؤيوي" ذهني تنشئه وفق انفعالاتها وبما يتواءم مع طموحاتها ورغباتها مستعينة في ذلك بثقافتها كي تطوي الدروب بشعرها وفنــها، فتحضر بجدية وتميز، رغم اقرارها بانه رجع ماض سحيق، بيد انها تحاول التميز والجدية في خلق شخصيتها الانوية، وبذلك تتحول من رومانسية حالمة الى رومانسية تحتك بالحياة والواقع وتفارقه بمحاولة التحليق عمّا تحوية الطبيعة والانام من قبح خفي، لذا تعلن : (أنا فكرة في ضمير الغيوب)، فكل شيء في ذهن الشاعرة، حتى احلامها محض فكرة قلقة تبحث في مساحات الشعر .. ليكونا (الشعر والوجود، يشكلان بؤرة رؤيوية تأويلية تعددية تدرك الكينونة بوصفها انفتاحا للموجود، ولذا فما فتئ هيدغر باعتباره باحثا أصيلا في العلاقة التواشجية بين الشعر والوجود، يؤكد "على أن الإنسان لا يستطيع معرفة ما لا يمكن حسابه، أي أن يصونه في حقيقته، إلا انطلاقا من مساءلة خلاقة وقوية تستمد من فضيلة تأمل أصيل، فهذا الأخير يحمل إنسان المستقبل إلى مكانه بين الإثنين: الوجود والموجود، حيث يكون من طبيعة الوجود، والحالة هذه، أن يظل غريبا في قلب الموجود، وهذا المكان هو الكينونة هنا أو الوجود في العالم باعتباره مجالا لدنيا ولانفتاح الوجود ولانسجامه واحتجابه في آن معا".)، هكذا تبقى الشاعرة حليمة الاسماعيلي في صراع دائم عن ذاتها في ذات الشعر، وحوار ديناميكي مع الطبيعة للوصول الى الاخر ..

قصيدة (من أنـــــــــــــــــــــــــــا؟)
*حليمة الإسماعيلي / المغرب



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر
- تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، ...
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا
- الشاعر حسن البصام / بين الهدوء الشعري والانفعال العقلي
- الشاعر رياض الغريب .. نسق مضمر في عيد المرأة


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا