أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة















المزيد.....

رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


كنت أضع الأوراق على طاولتي متأملا ، بينما كان الصمت متدفقا من نافذتي (على سهول لوعة) ، قد تنهدم في لحظة سعادة ما و(لاتبنى بعودة الفصول) ، الا إنها تعيش رؤى شاعرة متوجعة تحاول كشف أسرار هذا الوجع ، الا إنها تتعسل لذة المعاناة في البحث عن جمال الحقيقة فـ(أسرار الجمال الفني في الأدب ، انه كالنحت يمتلك القدرة على التجسيد ، وانه كالرسم يمتلك القدرة على التصوير ، وانه كالرقص في قدرته على تسجيل الحركة ، وكالموسيقى في قدرته على الإيحاء ، ثم انه بعد ذلك كله يمتاز على الفنون بقدرته المتعددة على الإفصاح) الطليعة الادبية وضمن هذه الأبعاد كانت الشاعرة رفيف الفارس تتحرك حاملة أوجاعها وبحثها القلق عن حقيقة الحياة ، مما جعل المتلقي لشعرها يتأمل بين السطور ويحاول المحاولات تلو الأخرى في استرداد المعاني .. لذا تقول :



(كالدويِّ تَسمعني

صوتي مُحملٌ بالرعود

بمواسم خَوفٍ

وعبودية

مُجنزر بالمدياتِ الصاخبة

على سهولِ لوعة

تسمعني .. وفي أُذنك حرقةٌ من طنينِ المتاهات

والمرافئ الخدرة بالزيف)



فهناك حضوران :

الأول :حضورها المحمل بالرعود ...

الثاني : حضوره الذي ينصت لانّات أوجاعها ، حيث يكون الصراع بين الحضورين صراعا مستمرا يتوهج كلما حاولنا الإنصات بهدوء الى إرهاصات الشاعرة الفارس لان عندها ...



(كذب هو الضوء

كذب هو فانوس رابعة الهجير

...من ألف عام

أدور ... لا أجد كتفاً لرأسي

لا حقيقة لكتبي

لا نور لأسطري

صرخة ملعونة لا تجد لها صوت

لمَ انا بلا يد

بلا فم

أُناديك من بُعد البعد

أن إمسح عن جبيني الماً مر بحلم

أسمعني آخر نبضةً لي

اخر ما تقاسمناه من نغم

وأهدني من عند بوحك

صوتاً أناديك به)



وهذا يؤكد بأنها تعيش الوحدة والعزلة وعدم الثقة الكاملة بالآخر الذي شكل حضورا إلى جانب حضورها ، رغم انها تقول : (لا أجد كتفا لرأسي) بمعنى أنها بالحقيقة تعيش الحياة بمراراتها المتكررة لوحدها ، بل هي تصور ان المرأة منذ زمن بعيد عاشت ويلات من مرارة تعسف النظم الاجتماعية المسيطر عليها ذكوريا ... ثم تقرر قضية العنونة (مستثنى بالوجع) وكانت الباء جواز عدم الاستثناء من هذا الوجع ، لأنها جددت الاختفاء وزادت من الصمت .. العلة إنها (مستثنى أنا من كل حلم / من الحياة) الا إنها باقية على وفائها له ، رغم كل أنين الوجع والظاهر ان الفارس قد استقرت على رؤية شعرية محددة عزفت على أوتارها ، وهي الاستثناء من كل شيء الا الوجع .. والوجع مسيرة حياتية تتشابك فيها الأحرف والجمل ، لتعبر اصدق تعبير عن رؤيتها في اقتراحات البديل والبحث القلق عن السعادات المفترضة ، فالشعر يعبر عن الاحتمال ويطرح مساحات للتحرك فيها .. وقد تكون نهاياتها ليس لها حد معين أي انها تتعامل باللاوصول ، فـ(مهما اهتزت الأرض

لا نهاية للبدايات

لا قوانين

كل ألم هو استثناء

كل هزيمة .. بداية انتصار)



الا إنها تركب (مسافات العطش) لتقول :



(ماذا أسميك

صلاة التبتل

أمير الوجد

فيضٌ تَفلت من طفولة الأنهار

أَنذرُ في حقولِكَ عمرا من وجع السنين

وأنتظر غيثك والأمنيات)



اذن كل شعراء العالم منذ الأزل يعيشون الحلم والأمل ومنهم الفارس التي زرعت هذا الأمل وحلم الرجوع والسكن مع الآخر .. لذا تخاطبه ..



(تائبا تعود

متمردا تعاند القدر

تَهدجْ

إمتزجْ

تَعبدْ

بالروحِ

بالجسدْ

بما فيكَ من نار ونور)

وتتخذ القرار النهائي مع كل الأوجاع بقولها :



(سأسكنكَ حتى آخر العمر

وستسكن أبعادي

فمن جنوني بُعِثت

على يدي كانت ولادة

وشهقات موت

دمي من سكر وسم)



لماذا ؟؟؟؟ ، لأنها ...

(مستبدة الحب

إلهية المصير

أبدية المطر

ستنهمر السماء أحرفا

أبدا ستغني على ينابيعنا العرائس

وتهدي الكون مجدا)

إذن هي أولا : ثبتت رؤيتها الجمالية في الحياة والحب .. وثانيا : رضيت الوجع حال لها كونه مهماز في إيجاد البدائل .. وثالثا : البقاء على الوفاء له أي الآخر مثال الحب كون الحب العلاقة الاسمى في الحياة .. لذا تعمق مسارها الشعري بقولها :



(سترحل ...

تعدو مسافات انتظار

وتنهمر

عطش يسلمك إلى عطش

تَعبُّ البحر

وليس في البحر ارتواء

ستلعنني

ستكرهني

لكن أبدا لن تخرج من دمي

تُرهِقك المسافات

سينكر جلدك كل لمسة

فيّ فقط اكتشفت إلهية ذاتك

وفُطِمتَ على شفاه من تمر

دوما ستكون كافرا

وتعود لتتوب بين يدي

تُكَفر عن ذنبٍ سالف

ذنبٍ إلى آخر العمر..)



وهنا تمثلت رحلتها المتوجعة لأجل إثبات ذاتها النقية أمام محكمة الحب في إيجاد دالة حياتية تتعامل مع الآخر بحذر ... فـ(ليست الأشعار كما يتصور الناس ببساطة مشاعر ـ قلنا هذه بما يكفي ـ انها تجارب . ولكتابة بيت واحد على المرء ان يرى مدنا عديدة وأناسا وأشياء . على المرء ان يتعرف على الحيوانات وأسراب الطيور والإشارات التي تعملها الأزهار الصغيرة عندما تتفتح للصباح . على المرء ان يتمكن من الرجوع بفكره الى طرقات في أصقاع مجهولة ، إلى مصادفات غير متوقعة ، والى انفعالات توقعها منذ حين ، إلى أيام الطفولة التي مازالت غير واضحة ، والى الأبوين اللذين جرحنا شعورهما عندما حاولا ان يقدما لنا بعض السرور الذي لم نفهمه .. لابد من وجود ذكريات من ليالي الحب ، تختلف الواحدة عن الأخرى ..) وهنا انقل قول الفيلسوف الاميركي ديل كارنجي حيث قال : (أيها الإنسان باستطاعتك ان تكون لينا مع صعوبات الحياة ولاتعاندها وذلك لكي تعيش سعيدا وطويلا في هذه الحياة ... ان انت جابهت الزمن ، فسهل تحطيمك ، وان أنت سايرته فتمتع بحياة هنيئة طيبة) من هذه الرحلة داخل اسطر الشاعرة رفيف الفارس قد نجد انفسنا امام وجع الإنسان في مسيرته الحياتية من اجل بناء علاقة افتراضية مبنية على الجمال ولا غيره وهي نظرة مثالية يسعى لها الناس المبدعون ...



مصادر البحث :

/ مجلة الطليعة الأدبية دار الشؤون الثقافية العامة بغداد العدد 5ـ 6 لسنة 1990

/كتاب (الصورة الشعرية) سيل دي لويس ت/د.احمد نصيف الجنابي ومالك ميري وسلمان حسن إبراهيم / مراجعة د.عناد غزوان ـ منشورات وزارة الثقافة العراقية لسنة 1982 م ص98

/كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) دايل كارنيجي / المكتبة الحديثة للطباعة والنشر بيروت ص84



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا
- الشاعر حسن البصام / بين الهدوء الشعري والانفعال العقلي
- الشاعر رياض الغريب .. نسق مضمر في عيد المرأة
- الكاتب علي لفتة سعيد /خلق من الادب شخصية موازية لخلق ذاته ال ...
- الكاتبة امينة عبدالله/تعيش حالة التداخل النصي والتداخل النفس ...
- الشاعر حبيب النايف/بين الرؤية المتحركة والموقف الثابت
- الشاعر احمد محمد رمضان / ين التغريب والترميز مضمونا والومضة ...
- اضواء الروح / في ديوان (موسيقى الصباح) أنموذجا
- الشاعرة خلود البدري في لوحات شعرية تثير الدهشة
- الكاتبة كاميﻻ-;- زيتون/وبناء الشخصية من خلال جغرافية ...
- الكاتبة لونا قصير عالمها عراقي عربي مفتوح النوافذ على العالم ...
- الشاعرة سيدة بن علي / ترفض القبح والعداوة وتقبل الجمال والحب
- الحضور لا الغياب/ قصيدة(الشاعر يتقدم) لصادق الطريحي أنموذجا
- الحوار وحسن الظن بالله وبياض النية/وقصيدة (حكيمة الغيم) للشا ...
- الشاعر علي الامارة/يرثي الناقد محمد الجزائري بالتذكير


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة