أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة الربيعي وعلي لفتة سعيدأنموذجا















المزيد.....

الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة الربيعي وعلي لفتة سعيدأنموذجا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


ما لفت انتباهي خلال مرور عشرة عاشوراء علينا في هذه السنة، هو كثرة ماكتب عنها استثمارا انسانيا يداعب خلجاتنا في لملمة جهودنا ورفض كل ماهو قبيح، يحاول ان يلتف على عراقنا الابي وجعل مسيرته تبطيء في هودج التغيير بعد الدكتاتورية .. وقبلها حاولت الطواف بروضة جهادية الحسين قائلا: لابد لي أن أتعطر بقول الرحمن حينما يقول تعالى : (أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا . فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستيقما) .
وهذا القول المقدس يصدق تماما على يقينية الحسين بالإيمان والاستغراق في معانيه ، فهو تربى بروضة النبي وشب ونهض على الحب والإباء بين عائلة نبوية شريفة ، قلوبهم شفافة وعقولهم موزونة يكرهون الظلم ويعادون شذاذه ، وهم مشاريع دائمة لرفد الإنسانية بأعلى أخلاقية سامية مقتبسة من روضة الإيمان ، يقينهم، يقين ثابت وان وليهم الله (إن الله ولي الذين آمنوا) . من هذا المنطلق نستثمر موقف الحسين الثابت في أدراك كنه الحسين، وكنه نهضته وبالتالي استثمارها في بناء المواقف الانسانية وبناء الاوطان وبناء الانسان ومن رموز ثورة الحسين الكبيرة العباس العظيم والعقيلة زينب .وما لفت نظري حضور الشعر بقصيدة للشاعر حسين القاصد بعنوان (سادن الماء)، والتي رسم فيها رسومات لماحة، تركت الباب مفتوحا في إثراءها بكلام مسكوت عنه، وبتأكيدات لفظية، والتوكيد اللفظي : هو أسلوبٌ ُلغويٌّ تُستعملُ فيه ألفاظٌ مخصوصةٌ من أَجلِ تثبيتِ معنىَ معينٍ في نفس السامع أو القارئ ، وإزالةِ ما يساورهُ من شكوكٍ حَوَلهُ.يقول الشاعر القاصد :

(بدأتْ وكان الموتُ إلفـَك
ومضت
وظلَّ الموتُ خلفك
ونزفتَ ثم نزفتَ ثـم
نزفتَ ثم.... فكنتَ نزفـك
يكفيك أن حملوا السيوف ليقتلوك
فكنتَ سيفــَك
هل كنتَ نزفكَ؟
كنتَ سيفكَ؟
كنتَ انتَ؟
وكنتَ
وصْفـَك
النهرُ جرفكَ وهو كفكَ ... كيف كفكَ صار
جرفـك)

واذا ادركنا بوعي ما المقصود بـ"كنت سيفك""نزفك""وصفك"و"النهرجرفك" .. والحقيقة التي لامناص منها، فان هذه الكلمات تبث معنى واحد، وهو صدق روحية العباس وانسانيته كون العباس لم يكن انسانا عاديا، بل الروايات تؤكد انه كان فقيها عالما وبطلا شجاعا، وهنا قرن الشاعر انسانية البطل بسيفه وكان كما هو وصفه، وان كف العباس التي حاولت لي الظلم اصبحت شاطيء للنهر، أي بمعنى تحولت من سيل الدماء بالقطع الى نماء واستمرار حياتي، أي تحولت من يد ماسكة للسيف الذي يدافع عن الحق، وحينما سُلبت هذا الحق، تحولت الى مكان لاحتضان الماء، كون الماء شريان لكل الكائنات في الكون .. أي بدالة الحق والصدق التي يحملها العباس، تحولت كفه من مكان للسيف الى مكان للماء وبقيت حية الى ما شاء الله، أي مادام الماء باقيا فكف العباس باقية، يقول الناقد عبد العزيز ابراهيم : (وامام هذه الشراكة الحداثوية يتوزع المؤلف والمتلقي الى مدرجين: الاول قدرة المؤلف على الابتكار والثاني قابلية القاريء على خلق المعنى او ما نسميه الاسترداد)ص103 استرداد المعنى، وهكذا عشت جماليات المعاني المستردة من قصيدة (سادن الماء)، اما الشاعرة عائدة الربيعي قد استثمرت مواقف زينب في قصيدتها (صرخة زينب الثانية)، وكمتلقي اشارك الشاعرة بوجود اكثر من صرخة لزينب خلال ثورة الحسين، ثم انها عايشت حالة الكفين القطعيين، وكأنها تعيش قصيدة القاصد (سادن الماء)، تقول الشاعرة الربيعي :

(من شدة البأس،
راحت إلى الكفين القطيعين،
وناحت، والميدان يلتهب
ينهض الرأس ثانية
:
“زينب أخيّ .. لاتشقي جيبا “
والكف في حسرتهِ صريعٌ يئن ينتحب .
تنادي:
“أن كان هذا يرضيك فخذ ربي حتى ترضى”
جاء الأذان : هل اعتدل الميزان؟
راحت إلى الكفين القطيعين،
وناحت،
و الرأس في الطشت يغرق
ويزيد في الخمر يغرق .
مكائد الذئاب ..
آهٍ..
تستفيق
فيستفيق عَطِش الشفاه،)

وظلت زينب الانسانة تحمل عاطفة الحزن باتزان وعقلانية قل مثيلها، فالمصيبة الكبيرة كفيلة بتضعضع صاحبها وضعفه، ولكن من مواقف زينب في الكوفة، عندما أدخلوا السبايا على ابن زياد كان يعلم اللعين أن السيدة زينب موجودة مع النساء، فأراد إذلالها في مجلسه وأمام الملأ، فالتفت نحوها قائلاً: من هذه الجالسة؟.فلم تجبه استهانة به واحتقاراً لشأنه، وأعاد السؤال، عندها قامت إحدى السبايا وقالت له: هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله.عندها انفعل من ترفّع السيدة زينب عن إجابته واندفع يخاطبها غاضباً متشمتاً: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.هنا برزت السيدة زينب مع أنها كانت تحبذ التسامي والتعالي على مخاطبة ابن زياد، إلا أن الموقف كان يتطلب منها ممارسة دورها الرسالي في الدفاع عن ثورة أخيها الحسين، وأيضاً تمزيق هالة السلطة والقوة التي أحاط بها ابن زياد نفسه لذلك بادرت إلى الرد عليه قائلة:(الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (ص) وطهرنا من الرجس تطهيراً إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن مرجانة.. ).لقد هزت كيان ابن زياد بهذا الرد الشجاع القوي مع أنها تمر بأفظع مأساة وأسوأ حال، فأراد ابن زياد أن يتشف بها فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟.لكن العقيلة زينب أفشلت محاولته وانطلقت تجيبه بكل بسالة وصمود:(ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلاح يومئذٍ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة!! ).هكذا بهدوء الواثق من نفسه، خاطبت عدوها، محافظة على كل تربيتها واخلاقها، وهنا استثمرت الشاعرة الربيعي مواقف زينب بالالتزام الاخلاقي والتربوي، وانها لم تشق زيجا، انما عبرت بالالتزام كما قلنا، بينما الكاتب علي لفتة سعيد، استثمر مخاوفه في افتقاد معاني ثورة الحسين، بعلة استخدام المظاهر دون الجواهر، أي المداهنة بين حقيقة حب الحسين وبين من يحاول حب الحسين، ومضامين كهذه نحتاج لصقلها والنزول بالاعماق، لترتوي من ينبوع ثورة الحسين الثرة، ويكون خلودها في استثمارها الانساني لا في تحويلها الى شعائر فقط .. لذا يقول علي لفتة سعيد في قصيدته (وما حملناك باحثين) مهداة الى الحسين "ع" :

(لا يسْرقُ التّاريخُ سوى حكْمتكَ ومعْناها
ولا يمْنحنا إلا صوت اللّسانِ ولون الدّموعِ
سيفرُّ بنا الماء
لمْ نُبسْمل حين شربْناه
وانْتبذْنا مكانًا نصْرخُ فيه
وشموعنا لا تُضيء سوى السّواد

أخاف عليْكَ منّا
وما في رقابنا من ديْن الثارات
أدْركُ أنّكَ في المطرِ لا في العويل
أدركُ أنّكَ النور لا في الزّجاج
أدركُ أنّ كفّك سقْفُ اليتامى
تصنعُ مظلةٌ أو تمْسحُ الماءَ عن الرّؤوس

خُذْ منّا ما تراهُ
سراجكَ المفْتون
يضيءُ زجاجةَ المعْرفةِ
لا يُثلمُ السّيْف المرْفوع فوقَ خشب الرّاياتِ
دعْ عنْكَ طبول الصّراخ
لن نكون مثْلكَ وإن حملْناك مواكبَ
فكلّ يدٍ تبْحثُ عنْ جيْبٍ وتخْلعُ محابسها لتتختّمَ بالصّدورِ
وما خرجنا إليْكَ سوى بطرًا
ووحْدكَ من تحْمل الفعْل)

وحاول الكاتب سعيد ان يعيش الحسين مطرا ونورا لا طبول صراخ وعويل فقط ... لأن أيمان الحسين الثابت بالله وبالرسول عبر عنه بالثبات والوقوف في ساحة الشهادة، بعد أن أفرغ أعدائه بكل الوسائل الحكيمة في الكف عن الحرب ، قال الحسين العظيم مخاطبا القوم : ( أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا ) وأيضا ( ألا ترى لهذا الدين لا يعمل به والمنكر لا يتناهى عنه وأن الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) . إذن حينما نربط مقدمة ما قلناه مع هذا الخطاب الواضح الفحوى نجني من ربحية استشهاد الحسين الخالد كما جناه غيرنا في الإستثمار بدليل قول الحسين : ( خرجت لطلب الإصلاح ) ، فالعظماء لا يخرجون من دائرة معارف الإنسانية، لأنهم صالحون يطلبون الإصلاح ، فيخلدون . ويأتي الابداع الانساني المتمثل بالشعر، كي يساهم في تثبيت هذا الخلود ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا
- الشاعر حسن البصام / بين الهدوء الشعري والانفعال العقلي
- الشاعر رياض الغريب .. نسق مضمر في عيد المرأة
- الكاتب علي لفتة سعيد /خلق من الادب شخصية موازية لخلق ذاته ال ...
- الكاتبة امينة عبدالله/تعيش حالة التداخل النصي والتداخل النفس ...
- الشاعر حبيب النايف/بين الرؤية المتحركة والموقف الثابت
- الشاعر احمد محمد رمضان / ين التغريب والترميز مضمونا والومضة ...
- اضواء الروح / في ديوان (موسيقى الصباح) أنموذجا
- الشاعرة خلود البدري في لوحات شعرية تثير الدهشة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة الربيعي وعلي لفتة سعيدأنموذجا