أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا














المزيد.....

التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


بما ان الفنون بمثابة مرآة للانسان تنعكس على صفحاتها أحواله الاجتماعية، والاقتصادية ومعتقداته الدينية وغيرها من رؤاه الحياتية الاخرى ، وحينما ندخل عالم التجريد ، نجد ان المعنى الاقرب له في الفن التشكيلي ، هو محاولة تجريد المحيط من الواقع ، واعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال ، اي محاولة لتجريد الطبيعة من عناصرها التفصيلية، والاكتفاء بالتعبير عن الجوهر، لاستبقاء ما هو جوهري وأساسي أو ما هو ثابت وباقي، فالموضوع أو الطبيعة محوّرة أو مصاغة بصياغة جديدة مجردة من تفصيلاتها الأساسية للوصول إلى التعبيرات الجوهرية للبناء الشكلي، دون أن تفقد الأشكال دلالاتها الطبيعية. وبنظرة تاريخية فاحصة ، نجد إن التجريد قد وجد في الفنون التشكيلية على مر العصور ، فقد أتجه الفنان منذ عهوده البدائية إلى التجريد في إنتاجه الفني؛ هروباً من قسوة الطبيعة وما يعانيه من ضراوتها المتسلطة على وجوده ، حيث كان اتخاذه لتلك الأوضاع الهندسية التجريدية بمثابة الابتعاد عن المباشرة في التقاط المعاني ، كما أشار التجريد في العصور الإسلامية إلى نزعة صوفية وجدانية تهدف إلى ما وراء الطبيعة للوصول إلى المطلق، بينما أتجه الفن الحديث للتجريد تعبيرا عن الخلاص من المظاهر الجمالية وقيمتها التي أسقطتها مبادئ الفن المعاصر؛ والهروب من واقع الحياة الأليم بالبعد عن كل ماله صلة بمظاهر الطبيعة وأشكالها العضوية في مختلف صورها إلى عالم من التجريد. وتأصل هذا الفن وتمخض عن مدرسة فنية اهتمت بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان. ويعني ذلك أن العمل الفني هو صورة مختلفة في بعض جوانبها وتفاصيلها عن الأشكال الأصيلة في الطبيعة فالموضوع أو الطبيعة تمثل نقطة البداية عند الفنان وتمثل الانطلاقة، كما تمثل النهاية أيضاَ, غير أن بعض الاتجاهات التشكيلية مثل التكعيبية، قد تلخصت واختزلت الأشكال إلى درجة كبيرة وابتعدت بها عن دلالاتها المعروفة, مما يصعب معه التعرف على صلتها بالطبيعة، فجعل نقاد الفن يطلقون عليه مصطلح (أشكال نصف تمثيلية أو نصف تجريدية). وهنا في مقالتنا القصيرة ، نأخذ انموذجا من الفنانين الشباب الجادين في تحميل اللوحة حرارة الحياة ، واعطاء الحداثة مسحة الوعي والقصدية فان الثابت في اللوحة هو اللون والخط والشكل أما المتغير هو قدرة الفنان التشكيلي في مزج الألوان والتعامل مع المساحات ، لنقل رؤاه إلى داخل اللوحة ونستشهد بقول باشلار: (بان جماليات المكان تؤجج حنينا وعاطفة وذاكرة) ، واستشهادنا بهذا القول يأخذ منحاه في أننا نتناول بعضا من أعمال الفنان التشكيلي اسعد الشطري الذي تمسك في معظم لوحاته بالمكان وأخذت حفرياته فيه مداها ، لنجد إن إبداعه تكرس في مراقبة الكون بمفرداته المرئية وغير المرئية ، وبحالات التجريب تارة والتجريد أخرى وأحيانا بالتسجيل الانطباعي ، ونحن إذ نلاحظ على الفنان الشطري استغراقه في الخطوط والمسطحات والكتل خالقا منها فراغات تحمل الكثير من رؤاه ، فهو يعمد إلى مزج الألوان الثنائية التي يتكون مزيجها من لونين أساسين ، وهما البرتقالي والأخضر ، أي انه لايعمد كثيرا إلى الألوان الأساسية ، كالأحمر والأصفر والأزرق محاولا الإيحاء بإرهاصاته الكامنة والتي تحركه ، لتكوين فلسفته الخاصة ورؤى فنية متجذرة في ماضي المكان وحاضره ، لذا حاول بكل صبر وروية التجسيد والترميز بفهم عصري غير مقطوع الجذور ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...
- الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...
- المهيمنة التاريخية في سرديات الكاتب علي السباعي
- الشعر يفترض حضورا في مساحات الغياب


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا