أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مها الجويني - إن للوطن لوخزات














المزيد.....

إن للوطن لوخزات


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 17:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هي أوجاع تراودني كلما أعود إلى وطني .أنا التي أسكن القرن الافريقي ، لي تجارب خاصة مع الغربة فأننا ممن يغترب في بلاده قبل بلدان الغير، هناك حيث لا تكتمل مواطنته بحكم انتمائي للمغضوب عليهم . نحن من قال لهم بورقيبة ذات إجتماع بالذهاب للجزائر في حال ما أراد أحدهم التكلم باللغة الامازيغية أو الشلحة ، نحن من قتٌلنا الاستعمار الفرنسي و قبله الأتراك و قبله جيوش المسلمين عند الغزو العربي ففي جالبنا تولد الثورات و من جبالنا نحمل لعنة تلك الانتفاضات.
هناك ،بين خمير و قلعة سنان يتمركز الارهاب و هناك يموتون لتحيا تونس كما مات الذين من قبلهم ، يرحلون في صمت دون جنازات رسمية و دون أخبار على القنوات الوطنية.
هناك يولدون على عهد الكاهنة التي نذكر إسمها خلسة في زمن التعريب القسري وفي زمن التكفير المستمر .
يقال أنها ماتت من أجل تحرير الارض و من أجل هذا البلد و يقال أنها أسطورة و لا يعرف عنها أحد. و بما أننا لا ندرسها نكتفي بذكرها فيما بيننا. فكيف ندرس عمن قاتلت العرب ؟ وكيف ندرس سيرتها و نحن في كتاب التاريخ شعب إندثر و إنتهت حقبته.
لقد أخبروني في صف الابتدائي عن الرومان والفينيقيين و قبائل العرب و لم أعرف عن أخبار مسينيسان رغم أن معبده شامخ على مرتفعاتنا، هناك حيث جمعت زهور "القُريصة" و التاع كاحلي من لدغات نبات الحُريقة.
في جبالنا نفهم أن لتاريخ تونس نسختان: الأولى تخص الجبال و الثانية تخص الحكومة التونسية.
من جبالنا فقط نحفظ أسرار الكاهنة و يوغرطين و مسينيسان و سنان و بن غداهم ...
هناك تتجلى لنا في أبهى أسحارها و هناك نستمع لخيل سيدي عبد القادر و الشيخ الزاير ، أولئك الخيالة من يتراءون بعيدا عن مراكز القرار. بعيدا عن الحاكمين من يختزلون وطني في ربوة سيدي بوسعيد و أبوابه الزرقاء و في حكايات عقبة ابن نافع التي تزركش بطاقات المعايدة البريدية باسم أرض تطل على المتوسط . رقعة جغرافية لا تشمل قريتي ذات النسائم الجزائرية.
تلك القرى التي تغيب البطاقات البردية التونسية ربما لان الذئاب تعوي بين ثناياها أو ربما لأن الخنازير تلهوا بين براريها وأو قد تكون تلك المزارات التي علت مرتفعاتها و رافقتها حكايات الجدات و الشامة الخضراء و عشق الوشام من أزعجوا مندوبي الذوق العام .
فهي حكايات ملعونة في كتب العرب.
و فيها قصص تأتي على هامش النص مثلي حتى لا تزعج أصحاب القرار.
وبين سطورها تعويذات يُكفرها أهل الإخوان مندوبي الله على الأراضي التونسي .
أ ولا تعلم يا وطني بأن لك مندوبين عن السماوات ؟ أولئك من يلعنوني بتهمة العداء للدين و بتهمة العمالة لإسرائيل
ملعونة أنا في عرفهم ما دمت لا أسميهم بالمجاهدين.
ملعونة أنا عند العرب ما دمت لا أدعوهم بالفاتحين.
ملعونة أنت ما دمت أنتسب إلى حلف الكاهنة .
ملعونة أنا لأنني أشهر تونسيتي أمام الملاء .
لعنوني يا تونس تحت سمائك ولازلت تصمتين.
نيرانهم تلاحقني و أنا تحت مساء الحبشة ، أسال الله أن يحفظك ، فسماؤك يا وطني غدت قاتمة وإزداد سوادها و غابت بين غيومه وجوه الملائكة .
تلك النيران التي حاصرت المنوبية وإغتالت أم الزين و تشتهي حرق صوفينيسبا و تحلم بقتل الكاهنة.

أراهم يشنون حروبا ضد وشمنا و ضد صوتنا..
وشم الإنتماء في عرفهم كبيرة و صوت النساء عندهم أعتى جريمة .
والوشم في عرفنا تونس تلك الشقية من تدمي قلوبنا حين نحفر إسمها بين الشرايين .
و أصوات النساء في جبالنا دعوات للثورات و نداء لغارات ضد الظالمين .
صوتي رواية من روايات الصعاليك و قصة هامشية خارجة عن المتن وملعونة من أوصياء الرب.
صوتي من رحمك أنت أيتها الشقية من تلدغني و تحبطني و تقتلني و لا أحيا إلا بذكرها .
صوتي ثورة لو باركته يا تونس.
صوتي لن يكون عورة لو ذكرتني يا وطني.



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان إطلاق الموقع الإلكتروني للتحالف الاقليمي للمدافعات عن ح ...
- الأمازيغ بعيون كردية : كيف يرى حٌكام الجبال الشعب الذي ينتسب ...
- فخار كمال الدين بين طلقات البوليس و طعنات الإعلام الجزائري
- رسالة إلى عبد المجيد الحبيبي رئيس حزب التحرير الإسلامي
- بمناسبة اليوم العالمي للمراة : من خان حبيبته فقد خان القضية
- كلمات صالح نعيم الربيعي ضماد لآلام العراق الجريح
- لجين الهذلول و ميساء العمودي أول أسيرات القرن الحادي و العشر ...
- متى يعلنون وفاة العرب؟
- المجتمع الذكوري في تونس ، تصنعه النساء
- رسالة لثائر الحلفا محمود الغزلاني
- وطن على معبر راس جدير
- هرطقات أنثى خارج السرب
- حاتم التليلي ... وجع هذا الوطن
- فرضيات لنصف عاشق
- طارقي الهوى قلبي
- طقوس الكاهنة
- هي و الفستان الأسود
- لا نريد قطر
- أنا هنا
- أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنت ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مها الجويني - إن للوطن لوخزات