أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - اي تكنوقراط ... اذا غابت الضمائر














المزيد.....

اي تكنوقراط ... اذا غابت الضمائر


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أي تكنوقراط ... اذا غابت الضمائر

محمد علي مزهر شعبان

أتراه مسلوب الحول ان تختنق الطروحة محشرجة في الحلقوم، خطاب له صدى ورنين وطروحة لها رنة، توطنت مفاداتها في الاسماع ولكن هل من مجيب ؟ هل تكلفت الانفس بما ألت اليه الامور من حراجة اوشكت ان تكون في اغوار الهاوية ؟ هل توقفت الاطماع عن ديادن النهم والاستلاب حين اوشكت الجمال بما حملت ان ترحل بعاصف الريح ؟
وقف الرجل يردد انشودة التغير وما صاحبها من اعلان وكأنه النفير، والكل يدرك داخل سريرته ( لا فاح ولا تبده ) الاغلب تنظر ولا تبصر . الاطماع حجبت عنهم مضاجع الفواجع والاسى السابح في جو امالها، والبلد الرهين بكل ما يوحي انه على حافة الانهيار . النفط خزانة كينونتهم لبس جلباب البخل في عطاءه ، وجفت ذبالته وانطفأ سراج مغانمه .
الشعب الذي وصفه احد النواب بالغبي وهو ذات الرجل الذي احتج بهياج كصراخ الثاكلات حين خفض راتبه، يلعنه ويلغي كل حركة وانتفاضة وثورة قدم لها الارواح ثمنا لرصاص الحكومات والطغاة . هذا الشعب يتحرك على رمضاء الاصطبار، وقد انتشرت في افقه منذ عابر السنين الغيمة الحمراء، دماءا واشلاءا تناولتها يد المنون في حروب ألهة الموت ، وبانت علامات العاصفة الصفراء لتنذر بسنين عجاف . بين الموت وبوادر الجوع، بين اليأس من صحوة ساسه اخذوا كل شيء ولم يؤبوا او يتوقفوا، بين المجهول حيث بدات تنشب خناجره في جسده وبين المعلوم الذي لا ملح لحلول في جعبته .
وقف الرجل وقد تخيل انه قد وضع خارطة الطريق للنجاة، وانه وضع البلد على السكة، وحين كان في تلك المنصه، ركب صهوة المجد قاذعا بالماضي القريب وهو أسه وعضده، ومانحا الحلول لكل أزمه ستواجه البلد . سفينة النجاة لم تبحر في عباب البحر لشواطيء الامان، بل تهادت اشرعتها في اول مقدم للمسير . الرجل أعلن ان حكومة التكنوقراط ستكون شمولية ودون محاصصة وتبعية حزبية، ولكن الامر مرهون بتوافقات الكتل النيابية ( وجنك ياسعود ما غزيت ) وحين يسئل هل كل وزراءك فاشلون ام بعض منهم ؟ الرجل بلع السؤال وكانه في مذاقه مرارة الرد وربما التهيب او التوجس من الاجابة . وحين دفعه العزم رافعا بيرغ التغيير، كان الاخرون قد علقوا ان اجوبته غير مقنعه والجلسة لم تسدل ستارها بعد، وقد بات الديدن القديم في خوالج صدورهم وفي قبضات اكفهم وهم ماسكون مقابض الكراسي حد خلعها. كل كتلة يعرف هو قصدها سائرة على جادة مولاها . السلطان لهم فتنة فائقة الجمال وما تحمل الجمال، فهو هدفهم وقلوبهم ثابتة بل زاحفة الى مستقره البعيد، في جناها الشهي وجاها باذرعه الممتده ، ولا غاية سواى السلطان .
الرجل يدرك ذلك، حين اتى على دواب هم اسرجوها، كل راكب فيها يعرف مقصده وغايته في هذه القافلة. وان انسحبت من المشهد دعامتها الاقوى، بعد ان أثير النقع وساد في الجو غبار الاسئلة وكأن السؤال المضحك المبكي ( لا حوة برجيله ولا خذت سيد علي ) واذا الوطن ساحة تمددت على اديمها رجال بين من ينتظر الموت، مواسمها كفاح واشعتها دماء وعلى ابواب البيوت جوع ويباب ، عيون ملتهبة راصده الى اليوم المامول ، باتت الاجساد تسكنها شظايا المنفلقات .
من اعاظم الايات ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) هل تغير وزير باخر تحل المعضلة وتنهي المشكلة ؟ هل شطحة خيال تلك التغيرة، لم تشبها الاوهام ولعلها الامال، بأن تلك الاصلاحات قادرة فاعلة على التغيير، ان لم ندرك حقيقة الاسباب والغور في اعماق ولب الاصلاح ؟ هل المشكلة في الوزير رغم انه عيون المقدمة وقائد دفة الوزارة ؟ للوزير ادوات وخراطيم تتجذر الى بوابات الوزارة الخلفية، فأن الخطأ في تشخيص الصواب يقلب كل موازين الحساب . ان للكتلة والائتلاف رأس وما تجمح به مطايا الغايات والاهواء والاجندات ودعاة الانقسام، هل تلكم النفوس قد ابت عن سلوكها المؤسس والمامور والنزعة في خلق التصادم من انحراف، ام ان داؤهم يعز إدوائه ؟ هل اوصلت فكرة الاصلاح الى صيادي الفرص وقناصي المساهمات واصحاب العمولات بأن يتوقفوا وانهم على ابواب الحساب بكشف ملفاتهم ؟ هل خاطبتم الشعب برهان قوادم الايام بأن الحال الكريمة ليست بمحال ؟ هل حلولكم ان تفرضوا على الفقراء المرضى تسعيرة الكشف والدواء وزرق الابرة والتحليل والاشعة و(خاوة ) العمليات الصغرى والوسطى والكبرى وزيارة المريض ... حقا هي ذي حلولكم؟ قصوركم على شواطيء دجلة ومنتجعاتكم وخدمكم وحشمكم وسفراتكم وابهتكم وحماياتكم وعرباتكم المصفحة وفيالق الحمايات، ألا تنعش اقتصادا وتفك ازمة؟ ذهبتم الى الفقراء لتثقلوا الاعباء على اكتافهم وتزدحم انفسهم توترا ؟
الحلول ايها السادة اتركوا الادعات، وانزلوا من ابراجكم ووحدوا الخطابات، الشارع يستعر والوطن يحترق والاقتصاد في كساد مريع ومروع والاعمال تعطلت... قليلا من الحياء ... اين اصبحوا السنة الان مشردون من اوطانهم؟ اين اضحى الشيعة الان تركوا مواطنهم ورابضوا جبهات القتال دفاعا عن ارض وطن ؟ اين أمسى اقليم الاكراد بعد تلك البحبوحة من الامان رجال تقاتل وموظفون بلا رواتب وحكومة في افلاس ؟ اي تكنوقراط اذا غابت الضمائر؟



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار الغرق .... ماءا ودماء
- في انتظار الغرق .... ماء ودماء
- سيادة الوزير ..... استقل او تقال
- الفريسة
- وداعا عام الاتراح والافراح
- شكو ... ماكو ... حقا ماذا يجري ؟
- قفوا مرة مع وطنكم ..... ساسة العراق
- هذا مغنمكم من الوظائف .... سادة الاقليم
- العبادي .. هرب من رمضاء الرفقة ... الى رمضاء الشفقة
- داعش صناعتكم ....ألم يكفي تلون الحرباء ؟
- علام هذا الضجيج ... لتدخل روسيا ؟
- صناع الموت ... الغنيمة ... ألا تشبعون
- خاله .... ميركل
- هل العيب فينا ... أم بقطر ؟
- ما بين حيدر زوير.. وفيصل القاسم.. نبيل وفاجر
- حكام العراق .. شعبكم يطفو على الشواطيء
- الى من يحمل ذرة عفة
- ابا الحسن ... الحياة عندك مزرعة الأخرة
- دعوا الان البكاء .... ستنصبون طويلا خيم العزاء
- أسئلة ... كصراخ في علبه


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - اي تكنوقراط ... اذا غابت الضمائر