أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - بين شفتيِّ الكلام














المزيد.....

بين شفتيِّ الكلام


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


بين شفتيِّ الكلام
أرغب ببعض الكلام .. الكلام بصوتٍ عالٍ .. بصوتٍ يفجّر الأفق .. يخرق المدى .. يمزق طبلة الأذن .. يزلزل معابد السخط .. ينبش مقابرالضياع .
مللتُ الكلام بصوتٍ مرتجفٍ .. بهمساتٍ مبحوحةٍ .. عبر حنجرة يُغتال فيها الكلام ، فيُرشق فيها بالحجارة والسهام .
مللتُ تصفح الوجوه الغريبة .. تفرس ملامح الخير وأواصر المحبة فيها .. البحث عن ذاتي الضالة المضللة على حدودها وفي عواصمها .
مللتُ النظر إلى الصور المشوهة على جدران الحقيقة .. واستنباط مواطن الخلل فيها .. ولملمة ما تداعى من حروفها وإعادة تثبيتها .
مللتُ ارتياد جزرِ الأحلام .. وانتظارِ مراكب السلام .. علها ترسو على مرافئ قلبي اليتيمة .. فتجمع أنات التائهين من دروب الشتات .. وتنثر عناقيد اللقاء على شرفات الغربة والاغتراب .
مللتُ البحث فيكَ وطَرْقَ أبواب معالمك المجهولة واختراق نبضات قلبك والوقوف صنماً في طوابير المحبين .. على أطلال العشق والعشاق .
مللتُ إيقاظ الشعلة كل فجر تحت قِدْر الحجارة
وممارسة طقوس العبادة كي ينفلق الصخر وتنبلج منه عينا اللبن والعسل وتتدفق من مآقيه انهار الخمر المعتق فتستحم فيها أردان الصبايا .
مللتُ إعادة رسم ملامحك الباهتة وتظليلها بألوان الطيف الوردي ووضع يديِّ على مقتليِّ والتصفيق بحرارة للخطب الباردة والأشعار المكررة .
مللتُ استجداء قرص الشمس كل يوم كي يستدير لحظة تجاه خيمتي المنصوبة في العراء فيضيء ليلها ليغدو نهاراً ، فشموع الفقر والقهر وخيبة الأمل لا تضيء من خيمتي إلا العنوان .
مللتُ السِبَاحة في جزر بعيدة .. والعوم في مياه غريبة وزرع شرفات الاغتراب بالفلِّ والزنبق .. إلى أن يتكلم الصخر في بلادي ويضيء الحجر ويتبختر الياسمين بأكف العرائس وتشرئب أعناق الزيتون والزعتر .
مللتُ أواني الهذيان التي أنحتها عند كل اختناق .. فأسكب فيها جمر هذياني قبل أن يصبح رماداً .. وأرشفها مرتين في اليوم .. على الريق قبل الافطار .. وعلى بوابات الحلم قبل النوم ، وأرتلها تعويذة ، أنشودة ، لحناً صاخباً من أغاني الوجود والفناء .
مللتُ من احتراقي بصمتي واحتراقكَ بصمتك .. مللتُ احتراق تلك النظرات الخرساء وانتحار الكلمات كل صباح على لسانٍ صلدٍ وشفاه جرداء .
مللتُ صمتي ومللت هذياني .. مللت تجوالي براً وبحراً وجواً على أرصفة الكلام .. أرغب ببعض الكلام يخرج من بين شفتيَّ .. من بين شفتيِّ الكلام .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن العجاف
- لوحة غير مكتملة
- للياسمين زوابع
- موعد الشموع
- اعترافات تاء
- مقدمة كتابي - بين شفتيْ الكلام -
- أساطير المطر بقلم ميساء البشيتي
- امرأة من زمن الأحلام
- مذكرات امرأة
- مطر أسود
- إني أرفضكم
- هيَّ الروح
- عشاق الانتحار
- وعود عنترة وبقية مطر
- الفانوس السحري
- في مولد الهادي .. ميساء البشيتي
- طريق الخوف
- أطلقت عليك النار !
- في الذكرى الرابعة لرحيل أمي
- قصيدة بعرض البحر .. ميساء البشيتي


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - بين شفتيِّ الكلام