أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أطلقت عليك النار !














المزيد.....

أطلقت عليك النار !


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


أطلقت عليك النار !
أطلقت عليك النار .. رصاصة تلو رصاصة .. حتى أرديتك قتيلاً !
حاولت أن أنساك .. فلم أقدر .. فأرديتك قتيلاً .. مضرجاً بأحلام اللقاء الذي لن تراه بعد اليوم .. وهل يَرى القتلى سوى الموت ؟!
عشرين ألف مرة قتلتني .. عشرين ألف مرة قتلتني ثم أحييتني بقطع ملونة من سكر الكلمات .. تلقي إليَّ بسكر كلماتك .. أتذوقها بطرف لساني ، ثم تذوب في فمي ، وتسري في شراييني كالموسيقى التي كنتَ ترسلها إليَّ عبر نوافذ الصفاء .. تهاجم مني كل الحواس ، فتتفتح المسامات ، وتتجدد الخلايا ، وتخترق جدران القلب فتتراقص نبضاته على دو .. ري .. مي كلماتك .
وتصبح وقع خطواتي نوتات موسيقية متطايرة في الهواء .. وأناملي أوتاراً حريرية تُعزف عليها أبهى السيمفونيات .. وأنفاسي وتنهيداتي وآهاتي وزفراتي تعلو وتدنو .. تصعد وتهبط .. على سلالم اللهفة والحنين والاشتياق .
فكيف لي وأن أصبحت مقطوعة موسيقية تنداح في حضورك المفاجىء أن أعاتبك أو ألومك أو أجد في قاموسي ما أقدمه إليك سوى نسائم الصفح والغفران والتسامح ؟!
اليوم أنتَ لم تخربش كعادتك على جدران قلبي ببيت من الشعر الحرِّ ، أو توقع بأحرفك الأولى أن هذا القلب كان ، ومازال ، وسيبقى لك ، مِلكُكَ ، مِلكُ امرؤ القيس الذي لا يموت ، ولا تفنيه قصص العشق البالية .. مِلكُكَ أنتَ أيها العاشق القديم المتجدد في أساطير الحب ، وقصص العشق المخملية .
اليوم أنتَ لم تخربش على جدران قلبي بل تركتها هي تفعل ! فصبغتها بسواد قلبها ، ولون حقدها عليِّ ..
لونت بالأسود .. بفرشاة تحمل الحقد عنواناً لها .. فلم يعد يُرى مني ، من قلبي ، من جدرانه .. إلا السواد .
لم تعد قطع السكر في كلماتك تذوب في فمي ، وتسري في أوردتي ، وما عادت مساماتي تتفتح ، وخلاياي تتجدد ، وما عاد قلبي يرقص فرحاً وطرباً على وقع نوتاتك الموسيقية .. لم يعد أمامي سوى شبح النسيان !
أنا أكره النسيان .. أكره كل الوصفات الطبية للنسيان .. كل النصائح التي يتعاطاها البشر كي يشفوا من قصص الحب الدامية .
ولأنني لم أكن أراك كسائر البشر .. قابلاً للنسيان بجرعة من تلك النصائح ، أو بوصفة سحرية من وصفات النساء اللواتي لم يعرفن الحب إلا من عشاقٍ خلقوا اصلاً للنسيان .. لم تجربك النساء .. لذلك سهلت عليهن كل وصفات النسيان .
أما أنا فأكره النسيان ..
وأما أنت فغير قابل للنسيان ..
ما خُلقْتَ أنتَ إلا للعشق .. ولقصص الغرام الدامية .. لذلك كان لا بدَّ أن تموت .. وأن أطلق عليك النار .. فأطلقت عليك الرصاص .. رصاصة تلو أخرى .. وأرديتك قتيلاً .. ولا يهم بعد ماذا يبقى في الذاكرة من صور للموتٍ أو للنسيان !



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الرابعة لرحيل أمي
- قصيدة بعرض البحر .. ميساء البشيتي
- وحدي في أمسية إغريقية
- إلى أمي .. رسائل
- الأقصى يسألني عنك
- هلالك الذي يغيب
- العهد
- رائحة البقاء
- وجوه عابرة
- رسائل أدبية بعنوان كفانا ابتعاداً ... لن أبتعد
- - أنا بخير -
- الغريب
- لم أعد أنتمي إليك!
- إرحل يا نيسان
- غصة اسمها أنت
- النرجس لا يكذب
- هديتي إلى نيسان
- وتموت الكلمة
- شبعت موتا
- انكسار يتلوه انتصار


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أطلقت عليك النار !