أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - مطر أسود














المزيد.....

مطر أسود


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 19:22
المحور: الادب والفن
    


مطرٌ أسود
كلما اشتد المطر في الخارج أهرب إليك .. أشتاق للحديث معك بعيداً عن ضوضاء المطر .
كُنتُ أعشق المطر فيما مضى ، عندما كان ناعماً ورقيقاً .. كان يداعب زجاج نافذتي برفق وحنان .. وفي ساعات المساء كان يتناوب مع القمر على السهر ووشوشات الشتاء .
كان يداعب زجاج النافذة بخفة فيستسلم القلب لطرقات المطر ويغفو كما تغفو الوردة حين تداعب جفنيِّها أنامل الكرى .
المطر اليوم ثقيل .. لم يعد يداعب زجاج النافذة والقلب والروح والوردة .. بل أخذ يقذف وبجبروت الطغاة حباته السوداء إلى زجاج الحياة .. لم يعد يداعب جفنيِّ الوردة بل أصبح يوقظها من أحلامها .. يقلقها .. يؤرقها .. وكثيراً ما كان يمزق بعض أوراقها ويبعثرها .
لم أكن أتخيل أن المطر قد يوشح بالسواد زجاج النوافذ .. يصبغ كل شيء تقع بصمته عليه .. يحيل كل شيء إلى سواد .. حتى رأيت مطر هذا المساء .. إنه مطرٌ أسود !
اليوم فقط اشتقت لحبات المطر الزلال ..لحبات المطر الشفافة .. الناعمة .. الدافئة .. الحنونة .. الرقيقة .. المنعشة .. الحيّة .. التي لا لون لها ولا رائحة!
رائحة هذا المطر كريهة .. كريهة .. كريهة ..
أزكمت أنفي ، أطبقت على صدري .. فهربت منها إليك .. إلى الأمان ، الدفء ، الطهر ، النقاء ، الشفافية ، الحياة .
أنتَ لست كزجاج نافذتي الذي صبغته حبات المطر السوداء .. أنتَ ما زلت كمرآتي التي لا أرى فيها إلا نفسي .. نفسي الطاهرة كأنت .. العفيفة كأنت .. الشفافة كأنت ..البريئة التي لا تعشق إلا مطرك الشفاف .. لا يرويها إلا مطرك الزلال .. غرد لقلبي كثيراً كثيراً .. اهطل بمطرك الآن .. ثم ابني لنا عند الشروق غيمة كبيرة نختبىء فيها .. نحتمِي فيها من عاصفة هذا المطر الأسود .. لتبقى نوافذ قلبينا بيضاء وإلى الأبد .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إني أرفضكم
- هيَّ الروح
- عشاق الانتحار
- وعود عنترة وبقية مطر
- الفانوس السحري
- في مولد الهادي .. ميساء البشيتي
- طريق الخوف
- أطلقت عليك النار !
- في الذكرى الرابعة لرحيل أمي
- قصيدة بعرض البحر .. ميساء البشيتي
- وحدي في أمسية إغريقية
- إلى أمي .. رسائل
- الأقصى يسألني عنك
- هلالك الذي يغيب
- العهد
- رائحة البقاء
- وجوه عابرة
- رسائل أدبية بعنوان كفانا ابتعاداً ... لن أبتعد
- - أنا بخير -
- الغريب


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - مطر أسود