أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميثم الجنابي - كتاب جديد لميثم الجنابي - العراق ورهان المستقبل















المزيد.....

كتاب جديد لميثم الجنابي - العراق ورهان المستقبل


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عن دار المدى – دمشق، 2006
(عدد الصفحات 390 (ثلاثمائة وتسعون صفحة) من القطع المتوسط)

الباب الأول: العراق وإشكالية الفكرة القومية
الفصل الأول: القضية القومية ووعي الذات التاريخي
الفصل الثاني: وعي الذات القومي والسياسي
الفصل الثالث: التقييم القومي – معيار الهوية الوطنية
الفصل الرابع: الفكرة القومية وحقيقة الهوية العراقية
الباب الثاني: العراق وإشكاليات الفكرة الوطنية
الفصل الأول: الهوية الوطنية العراقية
الفصل الثاني: الهوية الوطنية العراقية و"حكمة الاستعراق"
الباب الثالث: الدولة الشرعية البديلة
الفصل الأول: زمن السلطة وتجربة "الحكم الانتقالي"
الفصل الثاني: الدولة الشرعية - البحث عن الأوزان الداخلية
الفصل الثالث: إشكالية الفيدرالية ومهمة بناء الدولة الشرعية
الباب الرابع: المجتمع المدني – من تذليل الهمجية إلى بناء المصالحة الوطنية
الفصل الأول: تذليل الهمجية التوتاليتارية – مقدمة بناء المجتمع المدني
الفصل الثاني: المجتمع المدني ومهمات بناءه الواقعي
الفصل الثالث: المجتمع المدني وقضية "السلام القومي" و"المصالحة الوطنية"
الباب الخامس: فلسفة الثقافة البديلة
الفصل الأول: المرجعيات الكبرى لفلسفة الثقافة البديلة
الفصل الثاني: ثقافة العقل النقدي الفعال
الفصل الثالث: ثقافة الروح الأخلاقي - الجمالي
الفصل الرابع: ثقافة الحرية والحق
الباب السادس: فلسفة التربية والتعليم
الفصل الأول: المرجعيات الكبرى لفلسفة التربية والتعليم البديلة
الفصل الثاني: الأنساق الكبرى للتربية والتعليم البديلة
الخاتمة




المقدمة


عندما قيل مرة لأحد المتصوفة "من أي شيء هذه الآه؟"، أجاب "من كل شيء!". وهو وصف يمكن تطبيقه على بقايا العراق ولسان حاله الواقعي. فعندما ننظر إليه فانه يبدو كيان يتأوه بين تاريخه الواقعي وفرضيات المستقبل. وليس المقصود بتاريخه الواقعي هنا سوى تاريخ مشاكله الكبرى والصغرى. وذلك لان التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية لم تبق فيه غير كتلة من المشاكل الهائلة. بحيث يمكننا القول، بان كل ما فيه مشكلة، بل أنه نفسه مشكلة مركبة! مما يجعل من تاريخه المقبل كتلة من الفرضيات، لعل أكثرها جوهرية الآن هي فرضية العمران الديمقراطي. وذلك لان إعادة ترميم الأحجار والطرقات والمنازل وغيرها مما ينسب للبنية التحية، مهمة قابلة للتنفيذ السريع نسبيا. إلا أن المهمة الأكثر تعقيدا هي البنية التحية للدولة والقانون والسياسة والأخلاق والإبداع الثقافي.
من هنا فان الفرضيات الممكنة والضرورية للعراق بهذا الصدد هي التي ينبغي أن تعمل من اجل إرساء أسس وتقاليد الرؤية الواقعية من الإشكاليات التي يواجهها وكيفية حلها العقلاني. وذلك لما في الرؤية الواقعية والمواقف العقلانية بالنسبة للعراق في الظروف الراهنة من أهمية استثنائية وأبعاد إستراتيجية بالنسبة للعمران الديمقراطي. فهي الرؤية القادرة على التعامل بقدر واحد من الدقة والحذر والجرأة تجاه الماضي والمستقبل. وينطبق هذا أيضا على الموقف من البنية المادية والروحية لجميع مكونات الدولة والمجتمع والثقافة. وذلك لان الخراب الشامل في العراق يمس بقدر واحد الماضي والمستقبل والروح والجسد. وهو سبب فراغ العراق من الحاضر وخلوه من الوحدة. بل ليس في العراق حاضر بالمعنى الدقيق للكلمة. من هنا فقدان المعاصرة فيه.
فقد جردت التوتاليتارية ماضي العراق من قوته الذاتية، بوصفها الشرط العام والذخيرة الثقافية للحاضر، وأفقدت المستقبل من بريقه الخاطف بالنسبة لفكرة الاحتمال والبدائل. وفي الحصيلة جردت جسد الدولة والمجتمع من روحهما وجعلته مجرد مادة للتجارب الفارغة. بينما الامتلاء الحقيقي في الوجود هو الذي يستند إلى فكرة الزمن، بوصفه التيار الساري في روح التاريخ وجسده الواقعي، أي في تكامل المجتمع والدولة في وحدة لا ينفصم عراها. بينما أفرغت الدكتاتورية وحدة الدولة والمجتمع من كل محتوى باستثناء العنف الموحد في وسائله التي لا تحصى. وفي النتيجة لم تصنع غير مسخ جّسد بصورة لا مثيل لها نموذج وأسلوب التخريب الشامل أو تخريب الكلّ. وهو نموذج وأسلوب ملازمان بالضرورة للنفسية الراديكالية بشكل عام وأنواعها الهامشية بشكل خاص، بوصفهما خروجا على منطق التاريخ السياسي للدولة والمجتمع.
فقد كشف تاريخ العراق المعاصر عما في الراديكالية من خطورة مدمرة وتخريب هائل لبنية الدولة والمجتمع والثقافة. وهو تخريب يكمن أساسا في سياسة القطع "الجذري" التي تتبعها الفكرة الراديكالية بشكل عام ونماذجها الهامشية بشكل خاص. مع ما يرافق ذلك بالضرورة من محاولات حثيثة لرفع أساليبها ونماذجها المتنوعة في تجسيد القطع الجذري بالتاريخ والتقاليد، إلى مصاف العقيدة المقدسة. وإذا كان المقدس يفترض الثبات، فان مساعي الراديكالية عادة ما تتسم بحمية بالغة في جعل التجريب الخشن المبني على احتقار الشكوك والاعتراض "مقدسها" الوحيد. وهو فعل عادة ما تصبح بأثره قوة مدمرة لا تنتج في نهاية المطاف غير الخراب والتوغل الدائم فيه. حينذاك تصبح الأفعال تضحية دائمة لا غاية منها سوى "البرهنة" على "صحة" و"عظمة" العقائد والشعارات المتعالية في سماء الأوهام.
وشكل تاريخ التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية نموذجا صارخا لهذه الحالة. فقد سعت بكل قواها من اجل التحكم التام في كل شيء وتحويل نفسها إلى إله بلا قلب، مستعد لفعل كل شيء بما في ذلك تغير طبيعة الإنسان. من هنا عدم تسامحها مع كل مخالف واحتقارها لكل تعددية، لأنها تجد فيهما تعبيرا عن الشك والضلال. لهذا لم تؤد أفعالها هذه في نهاية المطاف إلا إلى صنع أنصاف الوعي. مع ما يترتب على ذلك من احتقار للحقوق والأخلاق. ومن كل ذلك تصنع سبيكة الإرهاب المنظم. فهو الشيء الوحيد الذي تبرع في إتقانه وتشذيبه، بحيث تجعل من العنف المنظم وتنظيم العنف الدورة الدائمة لوجودها. أما النتيجة الحتمية المترتبة على ذلك فهو تخريب المجتمع والدولة والوعي، أي تخريب الكلّ.
ولا يعني تخريب الكلّ سوى التخريب والخراب الشامل. وبما أن الخراب الذي حل بالعراق كان خرابا شاملا، لذا فإن من الضروري أن يكون الإدراك شاملا للبديل الواقعي والعقلاني للإشكاليات الكبرى التي تواجهه في كافة ميادين الحياة، بدأ من التربية والتعليم والصحة وانتهاء بإرساء أسس الحرية كمرجعية ثقافية قومية عبر الإصلاح الدائم لآلية فعل المؤسسات الشرعية للدولة. فهي السلسلة الضرورية لإرساء أسس الحرية بوصفها بحثا عن البدائل العقلانية والواقعية وحق تجسيدها في مشاريع تخدم تكامل الفرد والمجتمع والدولة كل بمعاييره، بوصفه الأسلوب الأمثل للعمران الديمقراطي في العراق.
إن العمران المفترض في العراق هو ليس مجرد إعادة بناء. بل انه لا ينبغي أن يوضع بمعايير ومقاييس "إعادة البناء" لان ذلك يفترض بدوره العمل ضمن معايير ومقاييس "الترميم". بينما لا شيء يستحق الترميم في العراق، بدأ من المجاري والطرقات وانتهاء بمؤسسات الدولة والإنسان! ولا يعني هذا بدوره إعادة إنتاج الراديكالية، بقدر ما يعني ضرورة العمران الشامل. وذلك لان المهمة الكبرى القائمة أمام العراق هي ليست الهدم، إذ لا بنية فيه، بل مجرد خراب شامل. ومن ثم فإن مهمة "إعادة البناء" أو "الترميم" في العراق تبقى في نهاية المطاف مجرد إجراءات جزئية هي مضيعة للوقت والجهود والتكاليف. من هنا ضرورة العمران الشامل، أي ضرورة العمل من اجل إرساء أسس منظومة بديلة ومتكاملة لتذليل تاريخ الخراب وتخريب الهوية الوطنية والدولة والمجتمع والثقافة.
وهي مهمة ممكنة التحقيق من خلال تنفيذ سلسلة تتكون من أربع مهمات كبرى. الأولى وهي العمل من اجل تذليل التوتاليتارية في كافة نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية وإخلاء مؤسسات الدولة من بقاياها على مستوى الأفراد والسلوك والعمل والقواعد. والثانية، هي العمل من اجل تفكيك الذهنية الراديكالية في البدائل عبر تحويل العقلانية إلى فلسفة الاعتدال العام والسياسي منه بالأخص. فهي الضمانة التي يمكنها أن تؤسس وترسخ تقاليد الثبات الضرورية لوحدة المجتمع وتراثه. وبالتالي قطع الطريق على الراديكالية، بحيث لا يؤدي حتى ظهور مختلف أشكالها وأصنافها وأطيافها، إلا إلى ترسيخ الرؤية العقلانية وفكرة الحقوق والدولة الشرعية والسياسة الاجتماعية. والثالثة، وهي العمل من اجل تنظيم خلخلة وإضعاف نفسية وآلية البنية التقليدية للمجتمع من خلال تعمير مؤسسات المجتمع المدني والثقافة العقلانية الحرة. فهي الوسيلة القادرة على تفعيل مكونات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات وتشكيلات متنوعة تعطي لها إمكانية الحركة الحرة والمستقلة، بوصفه الأسلوب التلقائي لتذليل البنية التقليدية العائلية والعشائرية والقبلية والجهوية والطائفية وغيرها. والرابعة، وهي العمل من اجل سحق الهامشية الاجتماعية عبر إعادة دمج مكوناتها في نسيج العمل الاقتصادي والاجتماعي المنتج
إن تنفيذ هذه المهمات العملية الضرورية يستلزم بدوره التحرر من إسار الماضي والنظر إلى المستقبل بمعايير المعاصرة. وليس المقصود بذلك "مسابقة الزمن"، لأنها مجرد عبارة أدبية، مع انه فعل ضروري في حال وضعه ضمن سياق الرؤية السياسية الواقعية والعقلانية. بمعنى العمل من اجل مسابقة تذليل الفجوة الهائلة التي أحدثتها التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية في تاريخ الدولة والمجتمع والثقافة في العراق. فهي لم تبق العراق في ذبذبة متراوحة في مكانها، بل وسرقت تاريخ الملكية والجمهورية من خلال سحقها معنى وقيمة التفاؤل بالمستقبل. من هنا فان المضمون الوجداني لمعاصرة المستقبل في العراق يقوم في إعادة غرس هذا التفاؤل الواقعي والعقلاني لكي يتحول إلى يقين بان تاريخ الخراب والتخريب في العراق قد انتهى، وان المستقبل هو رهن بإقامة الدولة الشرعية والنظام الديمقراطي والمجتمع المدني. حينذاك سيكون بإمكان العراق أن يتجاوز في غضون فترة وجيزة، التخلف المزري لأربعين عاما من الخراب. لاسيما وأنها المهمة التي تشكل رهان المستقبل ومعاصرته في نفس الوقت بالنسبة لنا.



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخبة السياسية والمأساة العراقية! 2 - 2
- النخبة السياسية والمأساة العراقية! 1 - 2
- حرب أهلية = دولة كردية. وهم أو خرافة؟
- الاستفتاء وآفاق الانتقال من نفسية القطيع إلى ذهنية الاختيار ...
- العقدة العراقية – تاريخ البدائل
- العقدة العراقية – خرافة الانحطاط وأسطورة العظمة
- الشخصية العلوية – وحدة المتناقضات المغرية
- العراق وهوية المستقبل
- الاستفتاء والمحاكمة – الابتذال الديمقراطي لفكرة الحق
- العد العكسي لزواج المتعة بين القيادات الإسلامية الشيعية والق ...
- المأساة والأمل في العراق
- هادي العلوي: المثقف القطباني 11 من 11
- هادي العلوي: وحدة اللقاحية والمشاعية الشرقية 10 من 11
- هادي العلوي: المثقفية والابعاد الروحية والحضارية 9 من 11
- هادي العلوي - المثقفية والابعاد الاجتماعية والسياسية -8 من 1 ...
- هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11
- هادي العلوي - الثقافة الحقيقية هي الثقافة المعارضة 6 من 11
- هادي العلوي - الثقافة والسلطة كالعقل والطبع 5 من 11
- هادي العلوي - التاريخ المقدس هو تاريخ الحق 4 من 11
- هادي العلوي: الابداع الحر - معارضة أبدية -3 من 11


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميثم الجنابي - كتاب جديد لميثم الجنابي - العراق ورهان المستقبل