أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العد العكسي لزواج المتعة بين القيادات الإسلامية الشيعية والقومية الكردية















المزيد.....

العد العكسي لزواج المتعة بين القيادات الإسلامية الشيعية والقومية الكردية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 12:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إننا نقف الآن أمام حالة اغرب ما فيها هو مواجهة "الحلفاء" احدهم للآخر كما لو انه العدو اللدود! وهي حالة فعلية، بمعنى أن القوى التي تحالفت بعد الانتخابات الديمقراطية الأولى في العراق كانت تسعى لاستكمال فوزها بالاستحواذ التام على السلطة. وهو استحواذ نابع من طبيعة تركيبتها الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية. فقد كانت هذه القوى (الدينية الشيعية والقومية الكردية) تقليدية من حيث بنيتها الاجتماعية، ومراوغة في تطبعها السياسي ومتقلبة في نزوعها الأيديولوجي. وإلا فان من الصعب توقع التقاء واتفاق وتحالف قوى مختلفة تمام الاختلاف من الناحية الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية. فالقوى الشيعية هي دينية عراقية (عربية) بينما الكردية هي دنيوية (علمانية) قومية كردية. وفيما لو تجاهلنا نوعية العربي في القيادات الشيعية الحالية، والعلماني في الحركات القومية الكردية، فان مجرد التقائهما في تحالف بعد الانتخابات يشير إلى غلبة نفسية الاستحواذ على السلطة والمحاصصة. وهي نتيجة كانت مرتبطة بطبيعة هذه القوى وخوفها من المستقبل وإدراكها لطابعها العابر ونزوعها نحو الغنيمة، بمعنى غياب الرؤية الوطنية العراقية العامة. وهو المعيار الذي كان لابد له من أن يكشف عن حقيقة ما جرى ويجري. لان التجارب التاريخية للأمم جميعا تبرهن على أن الوطنية والتقدم والديمقراطية هي ليست شعارات بل وقواعد عمل. والخروج عليها هو خروج على الوطنية والتقدم والديمقراطية. مع ما يترتب عليه من تصادم وصراع يكشف حقيقة ما كان يخطط له في "الاتفاقات السرية". وهي اتفاقات جرى المحافظة عليها في لقاءات سرية بعد انتخابات علنية!! وهي مفارقة وجدت انعكاسها في تحالف القيادات الشيعية والكردية، كما تجد تعبيرها في انفراطه الواضح واشتداد الصراع الذي سوف لن ينتهي إلا بانتهاء نموذج التحالفات الحزبية في العراق.
لقد سلكت قيادات الأحزاب الشيعية والقومية الكردية سلوكا مغامرا عبر تحالفها السري. وكشفت بهذا المعنى عن فقدانها للرؤية الحكومية ومنظومة الدولة من جهة وتفريطا بقيمة اللعبة الديمقراطية وقواعدها وشروطها من جهة أخرى. وقد كتبت بعد ظهور التحالف بين هاتين القوتين مقالا بعنوان (العلاقات الشيعية الكردية - زواج متعة أم حساب العد والنقد) أشرت فيه إلى أن وصول هذه القوى إلى السلطة بعد الانتخابات كان يحمل في ذاته تناقضا كبيرا لعل أشده يقوم في نتائجه التي هي اقرب ما تكون إلى كونها خطوة إلى الوراء في مجال المسار السياسي، مع أن الانتخابات كانت خطوة تاريخية هائلة إلى الأمام في مسار الحرية. وأكدت أيضا على أن "انتخابها" كان محكوما بمستوى الخراب الشامل في العراق. مما أدى بالضرورة إلى ارتقاء قوى عاجزة من حيث إمكانياتها وأيديولوجياتها على تحقيق مشروع الانتقال العقلاني إلى الديمقراطية. وكتبت بهذا الصدد، بأننا نقف أمام "تناقض سوف يطبع مجمل العملية السياسية في العراق في الأشهر القادمة. وبالقدر الذي يثير هذا التناقض حساسية بالنسبة للضمير والوجدان العراقي المعذب في انتظار تحقيق آماله الفعلية في البديل الديمقراطي، فانه في الواقع اقرب إلى وهم الآمال الشعبية المتربية بنفسية التأمل العاطفي "للأمام المنتظر". وهو تأمل يشكل الخطوة العملية الأولى لتذليل نفسية الوهم والتأمل الخادع. والقضية هنا ليست فقط في أن العراقيين سوف يدركون خلال فترة بسيطة أن "الإمام المنتظر" ليس أكثر من قوى سياسية محترفة في إتقان صناعة الوهم، بل ومتمرسة أيضا في لعبة الرذيلة السياسية المغلفة بلباس التدين والورع الكاذبين. وهي ظاهرة تجسدت بصورة نموذجية في شكل ومضمون "المساومات" السياسية التي عملت من اجلها القوى "الفائزة" في الانتخابات. بمعنى أنها عوضا عن أن تتوجه إلى الناخب الفعلي، فإنها اختبأت وراء تاريخها المقدس "الشيعي" و"الكردي"، أي الطائفي والعرقي لتحيك منهما نموذجا جديدا لنفسية المؤامرة والمغامرة". وهو تقييم تتضح معالمه الآن بصورة جلية.
وقد استنتجت من تحليل طبيعة هذه القوى ونوعية "تحالفها" فكرة مفادها، بان تحالف هذه القوى "يشير إلى أن القوة الفاعلة في أساليبها تقوم في غلبة المصالح الضيقة، أي المصالح التي لا علاقة جوهرية لها بفكرة البديل الديمقراطي في العراق". واعتبرت هذا التحالف ليس فعلا سياسيا محكوما بالمصالح الوطنية العليا للعراق، بقدر ما هو "عقد مؤقت اقرب ما يكون إلى زواج متعة محكوم بحساب العد والنقد. وشأن كل متعة مؤقتة عرضة للزوال السريع لأنها محكومة بمشاعر الغريزة ومتطلبات الجسد". وضمن هذا السياق يمكن فهم وتقييم الصراع الحالي بين "رئيس الجمهورية" و"رئيس الوزراء".
فالصراع بين الطالباني والجعفري هو صراع بين قوى حزبية وليس قوى الدولة، وذلك لأنه صراع لا يحتوي على أبعاد الرؤية الجمهورية (الدولتية) والحكومية (الوزارية). فمن الناحية المبدئية لا معنى لهذا الصراع وذلك لسبب بسيط وهو أن "رئيس الجمهورية" شخصية فخرية وغير منتخبة، بمعنى أنها شخصية شكلية لا تتمتع بتأييد شرعي. ومن ثم لا معنى لتدخلها في شئون الحكومة وعملها اليومي وسياستها الداخلية والخارجية. أما "تفعيل" ما فيها استنادا إلى "قانون إدارة الدولة" و"الاتفاقات بين الأطراف" فهو دليل على مستوى الخراب السياسي للرئاسة، التي لم تعد في الواقع أكثر من مظهر عراقي لحركة قومية صغيرة. وهي حالة ونتيجة سبق وان حللت أبعادها وآفاقها بعد تعيين الطالباني رئيسا للجمهورية. وكتبت بهذا الصدد مقالا بعنوان ("انتخاب" الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات الشيعية) أشرت فيه إلى أن "انتخاب" الطالباني هو "ممارسة ديمقراطية" في سرقة الديمقراطية. وهو حكم مبني ليس فقط على "أن الطالباني كردي المنزع والمشرب، بل ولكونه شخصية لا مكنها الحصول في ظل انتخاب طبيعي مباشر على أكثر من 5%، أو عشرة بالمائة في حال افتراض اتفاق الأكراد جميعا عليه (وهو أمر شبه مستحيل!). بعبارة أخرى، إن منح شخصية لا يمكنها أن تحصل على إجماع وشرعية أقلية قومية في العراق لرئاسة العراق، فعلا لا علاقة له بالسياسة بالمعنى الاجتماعي والوطني والديمقراطي. أي انه يتناقض مع المجرى الضروري لتكامل الدولة والمجتمع والنظام السياسي". وهو تناقض كان ينخر هذا "التحالف" الذي لم يكن في الواقع أكثر من عناق الخناق! حيث أكدت آنذاك بان ما يجري هو ليس اتفاقا أو تحالفا بل سلوكا لا على قاعدة مصيره الانفراط بالضرورة. وكتبت بهذا الصدد، بان "الأشهر القليلة القادمة والانتخابات المرتقبة سوف تكشفه بصورة تامة. إضافة إلى احتمال المفاجئات الدرامية العاصفة التي سوف تكنس القوى التي ترعرعت ضمن تقاليد المؤامرة والمغامرة. وهي تقاليد شبه سائدة عند اغلب الحركات السياسية المعاصرة في العراق وبالأخص الشيعية منها والكردية".
طبعا أن الاستنتاج الانف الذكر لا يحتاج الى دراية كبيرة من اجل رؤية آفاقه. فهو اقرب ما يكون الى حصيلة طبيعية لكل رؤية واقعية وعقلانية تنظر إلى معاملات السياسية بوصفها علما وليس جزءا من تقاليد الرؤية الحزبية التي ترعرعت في تاريخ العراق الحديث. فالمشترك بين قوى "التحالف" هو انعدام القاسم المشترك في كل ما له علاقة بالدولة والقومية والتاريخ والثقافة والمذهب، أي في كل المكونات التي تعتاش عليها هذه الحركات وسط الجماهير الفقيرة والمفتقرة والمسطحة في وعيها السياسي والاجتماعي. وهو الأمر الذي جعل من الاتفاق الكردي الشيعي مؤشرا على الاغتراب الفعلي عن مصالح العراق الجوهرية والاشتراك في تمرير سرقته المؤقتة. وهو اغتراب يدفع العراق والعراقيون ثمنه الباهظ، كما تدفع القوى السياسية التي مازالت تعمل وتفعل بمعايير المؤامرة والمغامرة ثمنه الباهظ أيضا، ألا وهو اندثارها الفعلي من مسرح الحياة العراقية.
فلكل فعل خاطئ نهاية! ونهاية "التحالف" بين قيادات الأحزاب الشيعية والأحزاب القومية الكردية هو بداية التاريخ السياسي الصحيح. لأنه سوف يجبر الجميع على "الاتفاق" و"التحالف" مع المجتمع أولا وقبل كل شيء. فالوفاق والتحالف الضروري والحقيقي بالنسبة للعراق المعاصر لا يمكن إرسائه على أسس الخروج المغامر على منطق الديمقراطية الاجتماعية، كما رأيناه ونراه في "زواج المتعة" بين القيادات السياسية الشيعية والقومية الكردية، وفي "انتخاب الطالباني"، بل في عقد اجتماعي سياسي جديد. وهو عقد كشفت عن ضرورته الفعلية أحداث الأشهر القليلة بعد الانتخابات والسنتين الأخيرتين بعد سقوط التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية. إنها كشفت بما لا يدع مجالا للشك، بان القوى الطائفية والقومية الضيقة في العراق لا تفعل في الواقع إلا على إنتاج الخراب. أما مصيرها النهائي فهو الخراب! وهو العد العكسي الجديد في المسار السياسي للعراق ما قبل الانتخابات القادمة. فهي المرحلة التي ينبغي أن تقدم الموجة الجديدة، ولتكن الناقصة أيضا، لكن الأكثر واقعية وعقلانية وعراقية في مواقفها من الإشكاليات الكبرى لمرحلة الانتقال من التوتاليتارية إلى الديمقراطية.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة والأمل في العراق
- هادي العلوي: المثقف القطباني 11 من 11
- هادي العلوي: وحدة اللقاحية والمشاعية الشرقية 10 من 11
- هادي العلوي: المثقفية والابعاد الروحية والحضارية 9 من 11
- هادي العلوي - المثقفية والابعاد الاجتماعية والسياسية -8 من 1 ...
- هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11
- هادي العلوي - الثقافة الحقيقية هي الثقافة المعارضة 6 من 11
- هادي العلوي - الثقافة والسلطة كالعقل والطبع 5 من 11
- هادي العلوي - التاريخ المقدس هو تاريخ الحق 4 من 11
- هادي العلوي: الابداع الحر - معارضة أبدية -3 من 11
- هادي العلوي- من الأيديولوجيا إلى الروح 2 من 11
- هادي العلوي المثقف المتمرد 1 من 11
- الديني والدنيوي في مسودة الدستور - تدين مفتعل وعلمانية كاذبة
- الدستور الثابت والنخبة المؤقتة
- أورليان الجديدة وأور القديمة – جذر في الأصوات وقطيعة في الأن ...
- الحداد الرسمي لفاجعة الكاظمية = مأتم ابدي + ثلاثة أيام
- جسر الأئمة أم طريق المذبحة المقبلة للانحطاط السياسي العراقي
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية-6 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 5 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 4 من 6


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العد العكسي لزواج المتعة بين القيادات الإسلامية الشيعية والقومية الكردية