أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - المغيبون - الحلقة الثانية عشرة















المزيد.....

المغيبون - الحلقة الثانية عشرة


قاسم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


الفنـــان والممثل المسرحي كـاظـم الخالدي



ينحدر كاظم الخالدي من مدينة الناصرية ، جنوب العراق ، اكمل دراسته الأساسية فيها ، غادر المدينة الى العاصمة بغداد ليرافق إخته الفنانه ، هدية الخالدي ، والمعروفة آنذاك كممثلة في الاذاعة والتلفزيون ، وكان مندفعا لفن التمثيل منذ طفولته ، حيث كان يحترف التقليد في النشاطات المدرسيه المتنوعة ، وبعد إكماله للدراسة المتوسطة ، التحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد ، واجتـاز اختبار الدخول الى المعهد ، بأمتياز ،
إشترك في أغلب النشاطات المسرحية في المعهد ، ممثلا ، وهو لازال في السنة الآولى ،وتابع نشاطه ، حتى أختير ، من اساتذته ليلعب دورا مهما في تمثيلية تلفزيونيه وهو لازال طالبا ، ثم تابع دراسته في المعهد المذكور ، إضافة الى نشاطه المسرحي في بعض الفرق المسرحية ،

كاظم الخالدي فنان مسرحي حملَ هاجس التجديد منذ بداياته الأولى مع المسرح العراقي، وتحديدا مع فرقة المسرح الشعبي، إذ ساهم في أعمالها وهو طالب في السنة الرابعة منتصف السبعينات . ولا يخفى على المتتبع لمسيرة المسرح العراقي، الدور المشرق لهذه الفرقة في تاريخ المسرح العراقي.
اسس مع زملاء له من الشباب المتحمس للتجديد في المسرح العراقي ، في أواسط السبعينات ، جماعة المسرحيين الشباب ، ليبدأ حركة التجديد ، في المسرح العراقي والصراع ضد المسرح التقليدي ، كما عرف آنذاك ، حيث قدم مع زملاءه ، ومن خلال هذه الجماعة ن العديد من المسرحيات معتمدا على أسس جديدة في الاخراج الجماعي ، والتقنيات الغير تقليدية ، ليقدم وبعد صراع لايخلو من الحوارات الساخنة ، والصراعات ، والنقاشات ، داخل الجماعة نفسها ، ومحيطها ، من العاملين في المسرح ، وخريجي معهد واكاديمية الفنون الجميله ،.
آخر الاعمال التي قدمها مخرجا أواخر السبعينات في بغداد ، هي ( كوميديا الزواج البرجوازي ، وامتحان الموديل ).

اثارت طروحات الفنان كاظم الخالدي وجماعته ( جماعة المسرحيين الشباب ) في تلك الفترة ، الكثير من التساؤلات ، والالتباسات ، والنقود الفنيه ، وبنفس الوقت أرهبت السلطة الثقافية ، القائمة آنذاك ، نظرا لما قدمته هذه الجماعة من طروحات جريئة ، متناغمة مع ماقدمته فرقة المسرح الشعبي التي تنضوي تحت لافتتها ( الجماعة ) من نتاجات تقدمية ملفته للنظر ، حيث اصبحت شعبيتها متنامية بطريقة تثير السلطة نظرا لطروحاتها وبحثها في مواضيع ذات خطوط حمراء بالنسبة للسلطة ( وحزبها القائد ) .
مما حدا بتلك السلطة الى مضايقة الفنان الخالدي وإستدعائه لدهاليز الأمن العامه وتهديده واعتقاله ، فما كان من الفنان كاظم ، غير خيار طالما راوده اسوة بزملاءه من الفنانين والمبدعين العراقيين ، الا أن يغادر الوطن بعد عناء غير عادي في الحصول على الوثائق اللازمه لترتيب خروجه من الوطن هاربا ، من سيف السلطة بجلده ن حاملا هموم المسرح العراقي وحركته التجديدية الى منفى لم يتضح مصيره بعد .

غادر كاظم الخالدي العراق عام 1979 ليصل الى بيروت، في رحلة تراجيدية تخللتها محطات مؤلمة، مثّلت مأساة النزوح العراقي المتكرر للمنافي .............


من بيروت الى كردستان وبالعكس


وصل كاظم الخالدي الى بيروت بعد معاناة قاهرة ، وباشر وبشكل سريع وإنطلاقا من إيمانه برسالته المسرحية ، بالتواصل مع زملاءه من المسرحيين ، الذين سبقوه الى هناك ، باشر في المساهمة في تاسيس اول فرقة مسرحية عراقية في المنفى ، مع نخبة من المبدعين العراقيين ، وبمباركة ودعم من غالبية المثقفين المتواجدين هناك ، بمختلف اختصاصاتهم ، وبعض المنظمات العراقية والعربية هناك ،
قدم الكثير من الأعمال المسرحية ، والأمسيات الثقافية ، من خلال هذه الفرقة ، ممثلا ، ومخرجا ، وكاتبا ، ومعدا لنصوص لكل مايناسب تلك المرحلة من مسرحيات تساهم في فضح النظام الدكتاوري في العراق ، وكان في ذلك مجازفة ، في جو لايخلو من عيون النظام وأزلامه ، من المخابرات ، والمرتشين ، والقابضين من النظام ، ومن كان هناك وفي تلك الفترة ، يعرف تماما ماهي المعاناة التي عاشها العراقيون الديمقراطيون الذي أرتفع صوتهم في فضح ممارسات النظام الفاشي في العراق ، والتي لم ولن يصدقها أحد من العرب ، إلا ماندر ،.
لم تدم فترة بقاءه في بيروت طويلا حيث سرعان ماعاد الى كردستان العراق ، ليلتحق بقوات الأنصــار ( البيشمرکه) ليؤدي واجبه الوطني ، في مقارعة الدكتاتورية ، مناصرا للقضية الكردية بكل تفاصيلها ، ومدافعا عن الشعوب في تقرير مصيرها ، وكما هو في إبداعه الفني والثقافي والمسرحي والاعلامي ، كان على أرض الواقع هناك في كردستان ، يقارع النظام ، بالنار هذه المرة ، .
مكث في كردستان العراق أكثر من عام ( 1979-1980) ، جنبا الى جنب مع رفاقه في الفكر والسلاح ، مناضلا وفنانا ، يعرف أين ،ومتى ، وفي أية ساحة نضالية ، يقارع فيها النظام ، وباي شكل من الأشكال ، .
عاد الى بيروت منتصف عام 1980 جريحا ، مريضا ، معلولا من قساوة الحياة في تلك المنطقة ، وقساوة الظروف ، وقساوة المعارك الجريئة التي خاضها ، بالرغم من عدم تكافؤها ، حيث الصواريخ والمدفعية ، والقصف الجوي ، ومراقبة ازلام النظام ، وملاحقات الخونة والجحوش .
عــاد ... متورم القلب والجسد ، متصلب الشرايين ، فاقد الفيتامين ، أجريت له اكثر من عملية غي قلبه وفي شرايين قدميه ، كان وبالرغم من تحذير الأطباء ، يعمل في نفس الطريق الذي رسمه لنفسه ، المسرح ، هاجسه ، وحياته الباقية حيث كان عطاءه ، يوميا ، للمسرح والوطن ......... ولو نظرنا وبشكل سريع لجميع الاعمال التي ساهم فيها ، مخرجا أو ممثلا ن لوجدنا الوضوح في هواجسه تجاه وطنه وشعبه وقضاياه العادله ... ومنها ( حكاية الرجل الذي صار كلبا ) و( الجنرال ) و( رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة) و ( حكاية جلاد) وغيرها الكثير ...

المسرحية الشهيده .... وخرج ولم يعــد

حكايــة جـَلاًد ...هي آخر الاعمال المسرحية للفنان كاظم الخالدي ، وهي مسرحية ( القصة المزدوجة للدكتور بالمي) لمؤلفها ( انطونيوبويرو بابيخو) ، اختارها بعنايه وأعدها لتناسب " جلادنا في العراق " مع نخبة من زملاءه في الفرقة وهنا لابد لنا أن نشير الى ان أغلب الذين شاركوه في هــذا العمل أغلبهم من المغيبيين ايضا ومنهم من لازال لايريد ولايحب الظهور ( الفنان الكبير منذر حلمي من رواد المسرح والسينما في العراق ) والفنان حازم كمال الدين الذي لمع وابدع ، ولازال يقدم اعماله الابداعية المتميزة في أوربا والوطن العربي ، اضافة الى المرحوم عادل طه سالم ، وسهام علوان الممثله الكبيره ، وايمان خصر وغيرهم ..وكاتب هذه السطور .

جرى العمل على انجاز هذه المسرحية في ظروف شاقة جدا ، منها الامنية ، والمعاشية التي تخص كادر العمل والتقنية، بعدم توفر ابسط الأمور التقنية ، من إنارة ، وديكور ، ومؤثرات صوتية ، ولكن اصرار كادر العمل من ممثلين وفنيين ومثقفين ساندوا ، المشروع ، له الاثر الكبير في الوصول الى انجازه بالشكل الذي يليق بالمسرح العراقي ، "البديل" والذي هو امتداد حقيقي للمسرح العراقي التقدمي ، في اول منفي للمسرح والمسرحي الفنان، .

هكذا سارت الامور بتفان ، ونكران ذات ، وبتفاؤل كبير ، وتضحية لم يسبق لها مثيل من فنان موجوع ، ككاظم الخالدي الذي أعطى من صحته ، وحياته ، وماله ، ومجازفاته ، والرعب الذي عا شه بساعاته ودقائقه ، كي يصل بالعمل " المسرحية" الى ذروتها ، في الاتقان والتكامل ، بكل مايحيط بالعمل الابداعي .
جرى الاعلان عن المسرحية ، التاريخ والوقت، المكان ، الدعايه في الاعلام ، اللقاءات والحوارات ، الاستعدادات الجميله لأاهمية الموضوع الذي تتطرق له المسرحية ، الدعوات المهمه التي وجهت الى أغلب الشخصيات ، الفنية منها والسياسية ، اضافة الى الاستعدادات الامنية الغير طبيعية ، نظرا لحساسية المواقف التي تتطرق لها المسرحية ، الخ.

ولكن .... كانت الامور تسير بشكل مختلف فبدلا من ان تلاحقنا ايادِ ، ملوثة من نظام بغداد ، قصفت الطائرات الاسرائيلية مواقع المسرح ، وباحداثيات دقيقة جدا ، على المسرح ، والقاعة ، والدعاية ، والاعلام ، وابتدأ خراب بيروت ومن فيها محاصرة من كل صوب واتجاه ، من السماء ، والارض ، والبحر . سقط المشروع واستشهدت المسرحية وصناعها .

حوصرت بيروت وماكان لكاطم الخالدي ، ناقة ولاجمل فيها ، أراد ان يخرج سالما كونه معلولا ، مريضا ، له قضية أكبر مما يحصل ...
حلت الهدنة من الساسة ، خرج المدنيون ، الى ديارهم ، كي تستمر الحرب ، هدنة لابد منها كي ينال كاظم الحالدي قصدا من الراحة ..... من الضجيج الذي لاعلاقة له فيه ، سوى كونه فنان التزم ، الانسانية معيار ، استغل الهدنة ليخرج الى مكان آمن ... مصطحبا ... شاعر العراق أبو سرحان ... وفي طريقه عبر الكتائب ... بين بيروت الغربية .. وبيروت الشرقية .... فقدناه ولم يعـــد .... فقيدا ... شهيدا ... لاندري ... رحمه الله على كل حال



#قاسم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغيبون الحلقة الحادية عشر
- المغيبون ( الحلقة العاشرة) الفنان والملحن جعفر حسن
- عربانة الإسعاف
- المغيبون ملاحظات وتوضيح
- المغَيّبَون ( الحلقة التاسعة) الفنان الموسيقي عاصم الجلبي
- المغيبون 8 الفنان والمطرب حكمت السبتي
- المغيبون ( الحلقة السابعة ) الفنان الموسيقي طه حسين
- المغيبون الحلقه السادسه -الفنـان والممثـل المسرحي فاروق صبـر ...
- المغيبون 5
- المغيـبون (4) الفنان والملحــن والموسيقي كمـال السـيد
- المغيبون 3
- 2-المغيـــبون
- لاتنسوا هذا الفنان سامي كمال
- لنبقى في صلب الموضوع
- إسلامهم الدموي
- من التجارب المسرحية في المنفى
- ُطُبــِعَ العَـلمْ .. عِينَـك ..عِيـنَـك!!
- عنــاويـن .. لا تحتــاج الى تفاصيـــل.. في المشهد العراقي
- الــدم ... الـقــاســم المشــترك
- يـاقـمـه .... يــابطيــخ


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - المغيبون - الحلقة الثانية عشرة